أعلن العراق مجدداً عزمَهُ تطويرَ القوة الجوية في الوقت الذي يؤكد خبراء أن عملية بناء هذه القوة تستلزم برنامجاً زمنياً طويل الأمد ومخصصات مالية وافية.
التصريحات العراقية المتجددة في هذا الشأن ورَدت على لسان قائد القوة الجوية الفريق الركن أنور حمه أمين الذي قال السبت إن العراق يعتزم توسيع أسطوله من طائرات الاستطلاع في المستقبل القريب وانه يأمل بتوقيع اتفاق لشراء مجموعة ثانية من مقاتلات أف-16 المتطورة بحلول العام المقبل. وأضاف أن لدى العراق خططاً لشراء طائرات بلا طيار في المستقبل القريب، موضحاً أن القوة الجوية العراقية تبحث عدة خيارات.
وفي بثّ هذه التصريحات الجديدة أشارت وكالة رويترز للأنباء إلى أنها تصدر في إطار جهودٍ عراقية للابتعاد تدريجياً عن الاعتماد على الدعم الجوي الأميركي. وقد أدلى بها القائد العسكري العراقي على هامش مؤتمر لقادة القوات الجوية عشية بدء فعاليات معرض دبي الدولي للطيران الذي افتتحه الأحد نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة ورئيس حكومتها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم وملك إسبانيا خوان كارلوس بحضور عدد من وزراء الدفاع العرب والأجانب.
وفيما تستكمل الولايات المتحدة سحب نحو 33 ألف فرد من قواتها المتبقية في العراق ذكر مسؤولون عراقيون أن قوات بلادهم ستستغرق سنوات حتى تتمكن من الدفاع عن المجال الجوي. وبعد أن جدد رئيس الأركان العراقي الفريق با بكر زيباري أخيراً القول إن من غبر المتوقع أن تُستَكمَل الجاهزية العسكرية قبل عام 2020 أوضح أمين من جهته السبت أن بناء قوة جوية "عملية معقدة جداً تعتمد على عدة عوامل بينها تأمين الغطاء المالي والقدرات البشرية بالإضافة إلى الوقت." وأشار خبراء عسكريون إلى أن افتقار العراق لأسطول قوي من الطائرات المقاتلة يعني انه سيعتمد على القوة الجوية الأميركية لتحمّل هذه المسؤولية على مدى أعوام.
وفيما يتعلق بمقاتلات أف-16، أكد الجنرال نورتون شوارتز قائد سلاح الجو الأميركي أنه جرى شراء 18 طائرة وتوقيع العقد معرباً عن الأمل في أن يتفق العراق على شراء الثماني عشرة طائرة الأخرى العام المقبل. وكان (ملف العراق الإخباري لإذاعة العراق الحر) تناول في السابع والعشرين من أيلول الماضي تفاصيل ما أُعـلِنَ في حينِهِ بشأن دفع القسط الأول في اتفاق شراء المجموعة الأولى من المقاتلات التي تصنعها شركة (لوكهيد مارتن) والبالغ قيمته نحو ثلاثة مليارات دولار.
وفي أحدث مقال نشرته مجلة (أخبار الطيران الدولية Aviation International News) على موقعها الإلكتروني AINonline في 10 تشرين الثاني الحالي، عَرض الكاتب ديفيد دونالد David Donald تفصيلات وافية عن صفقة مقاتلات أف-16 التي تعاقد العراق على شراء المجموعة الأولى منها بعد فترة من التأخير بسبب التمويل وتكهنات في شأن إمكانية إنجاز العقد.
وأشار المقال إلى بداية التصريحات الجدّية الصادرة عن بغداد بشأن هذه المقاتلات في العام 2008. وفي السنة التالية، أبدى قائد سلاح الجو العراقي رغبة بلاده في شراء ما يصل إلى 96 مقاتلة من هذا الطراز مع طرح بدائل أخرى عديدة بما فيها شراء طائرات أخرى.
ولم تتحوّل هذه التصريحات إلى الحيّز العملي إلا في نيسان 2010 عندما طلبت بغداد رسمياً شراء 24 مقاتلة. وفي آب 2010، تم توقيع اتفاق لبدء تدريب عشرة طيّارين عراقيين مع القوات الجوية الأميركية. وفي الشهر التالي، قامت وكالة التعاون الأمني الدفاعي التابعة للبنتاغون بتبليغ الكونغرس عن صفقة محتملة لبيع العراق 18 طائرة من طراز "F - 16IQ".
ولتحليل أهمية هذه الصفقة التي تؤكد بغداد عزمها مجدداً على إنجازها، أجريت مقابلة مع القائد السابق لسلاح الجو الكويتي اللواء صابر السويدان الذي أجاب أولا عن سؤال لإذاعة العراق الحر بشأن المستلزمات التقنية والعسكرية والزمنية الضرورية لإعادة بناء قوة مثل سلاح الجو العراقي الذي تعرّض للتدمير نتيجة عقود شهدت خلالها البلاد حروباً وعقوبات اقتصادية دولية.
وفي هذا الصدد، ذكر أن "القوة الجوية العراقية دُمّرت بالكامل تقريباً نتيجة حربيْ 1991 و2003 ولذلك فإن خطط إعادة بنائها تحتاج إلى وقت لا يقل عن عشر إلى خمس عشرة سنة لأنها ستبدأ من الصفر تقريباً، علماً بأن القوة الجوية العراقية أعلنت خططاً لشراء مجموعة طائرات مقاتلة من نوع أف-16 وطائرات بلا طيار وطائرات عمودية إضافةً إلى طائرات نقل. ومن شأن هذه الخطط بمجملها أن تعيد بناء القوة الجوية العراقية ولكن بناء القوة دائماً يحتاج إلى وقت أولاً، ويحتاج إلى ميزانية ويحتاج إلى طاقة بشرية مؤهلة ويحتاج إلى التدريب. وهذه العوامل كلها مجتمعة لا يمكن اختزالها على نحو يتيح إعادة بناء القوات الجوية بين ليلة وضحاها...............".
وفي المقابلة التي أجربتها عبر الهاتف الأحد، تحدث القائد السابق لسلاح الجو الكويتي عن المراحل المتعددة لبناء وتطوير أي قدرات عسكرية والتي وصفها قائد القوة الجوية العراقية في أحدث تصريحاته السبت بأنها "عملية معقّدة". كما أجاب اللواء السويدان عن سؤال يتعلق بخصائص وميزات الطائرات بلا طيار التي تزايد استخدامها خلال السنوات الأخيرة في دولٍ كأفغانستان وباكستان واليمن وتركيا والتي أُعلن أن العراق يرغب أيضاً باقتنائها. وأعرب عن اعتقاده بأن هذه الطائرات "أثبتت نجاحها وهي رخيصة التكاليف وممكن الاعتماد عليها لفترات زمنية طويلة للغاية، كما يمكن لها أن تساهم في عمليات التنظيف من بقايا الإرهابيين خاصةً إدا تم تدريب طواقم جيدة مؤهلة لاستخدامها بمهارة......".
من جهته، أعرب الخبير الأمني العراقي أمير جبار الساعدي عن اعتقاده بأن مساعي اقتناء طائرات أف-16 "لا تستهدف بالضرورة تحديث القوة الجوية.. وفي قراءة الإعلان الأخير لقائد القوة الجوية العراقية حول خطة استقدام وجبة ثانية من هذه الطائرات يمكن القول حسب تصوّري أن الهدف لا يتعلق بتأسيس قوة جوية عراقية قادمة قوية إذ من المعلوم أنه حسب تصريحات سابقة في هذا الشأن للقائد العام للقوات المسلحة، أي رئيس الوزراء، فإن تلك الطائرات عندما تُستَقدَم مع التقنيات الحديثة المتطورة لديها ستكون لمهمات المراقبة والاستطلاع وليس لواجبات أخرى كالدفاع والهجوم خاصةً إذا ما علمنا أن أف-16 هي طائرة متعددة الأغراض وبالإمكان استخدامها في شتى الميادين...........".
وفي مقابلة أجريتها الأحد، تحدث خبير الشؤون الأمنية لإذاعة العراق الحر عبر الهاتف من بغداد عن موضوعات أخرى ذات صلة بالجوانب العسكرية والسياسية لإنجاز صفقة المقاتلات الأميركية الحديثة بمجوعـتيْها الأولى والثانية. كما أجاب عن سؤال يتعلق بشأن طول الفترة الزمنية اللازمة لبناء قوة جوية متطورة مع ما يتطلبه ذلك من اعتماد العراق على القدرات الدفاعية الأميركية خلال السنوات الانتقالية.
مزيد من التفاصيل في الملف الصوتي الذي يتضمن مقابلتين مع القائد السابق لسلاح الجو الكويتي اللواء صابر السويدان، والخبير الأمني العراقي أمير جبار الساعدي.
التصريحات العراقية المتجددة في هذا الشأن ورَدت على لسان قائد القوة الجوية الفريق الركن أنور حمه أمين الذي قال السبت إن العراق يعتزم توسيع أسطوله من طائرات الاستطلاع في المستقبل القريب وانه يأمل بتوقيع اتفاق لشراء مجموعة ثانية من مقاتلات أف-16 المتطورة بحلول العام المقبل. وأضاف أن لدى العراق خططاً لشراء طائرات بلا طيار في المستقبل القريب، موضحاً أن القوة الجوية العراقية تبحث عدة خيارات.
وفي بثّ هذه التصريحات الجديدة أشارت وكالة رويترز للأنباء إلى أنها تصدر في إطار جهودٍ عراقية للابتعاد تدريجياً عن الاعتماد على الدعم الجوي الأميركي. وقد أدلى بها القائد العسكري العراقي على هامش مؤتمر لقادة القوات الجوية عشية بدء فعاليات معرض دبي الدولي للطيران الذي افتتحه الأحد نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة ورئيس حكومتها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم وملك إسبانيا خوان كارلوس بحضور عدد من وزراء الدفاع العرب والأجانب.
وفيما تستكمل الولايات المتحدة سحب نحو 33 ألف فرد من قواتها المتبقية في العراق ذكر مسؤولون عراقيون أن قوات بلادهم ستستغرق سنوات حتى تتمكن من الدفاع عن المجال الجوي. وبعد أن جدد رئيس الأركان العراقي الفريق با بكر زيباري أخيراً القول إن من غبر المتوقع أن تُستَكمَل الجاهزية العسكرية قبل عام 2020 أوضح أمين من جهته السبت أن بناء قوة جوية "عملية معقدة جداً تعتمد على عدة عوامل بينها تأمين الغطاء المالي والقدرات البشرية بالإضافة إلى الوقت." وأشار خبراء عسكريون إلى أن افتقار العراق لأسطول قوي من الطائرات المقاتلة يعني انه سيعتمد على القوة الجوية الأميركية لتحمّل هذه المسؤولية على مدى أعوام.
وفيما يتعلق بمقاتلات أف-16، أكد الجنرال نورتون شوارتز قائد سلاح الجو الأميركي أنه جرى شراء 18 طائرة وتوقيع العقد معرباً عن الأمل في أن يتفق العراق على شراء الثماني عشرة طائرة الأخرى العام المقبل. وكان (ملف العراق الإخباري لإذاعة العراق الحر) تناول في السابع والعشرين من أيلول الماضي تفاصيل ما أُعـلِنَ في حينِهِ بشأن دفع القسط الأول في اتفاق شراء المجموعة الأولى من المقاتلات التي تصنعها شركة (لوكهيد مارتن) والبالغ قيمته نحو ثلاثة مليارات دولار.
وفي أحدث مقال نشرته مجلة (أخبار الطيران الدولية Aviation International News) على موقعها الإلكتروني AINonline في 10 تشرين الثاني الحالي، عَرض الكاتب ديفيد دونالد David Donald تفصيلات وافية عن صفقة مقاتلات أف-16 التي تعاقد العراق على شراء المجموعة الأولى منها بعد فترة من التأخير بسبب التمويل وتكهنات في شأن إمكانية إنجاز العقد.
وأشار المقال إلى بداية التصريحات الجدّية الصادرة عن بغداد بشأن هذه المقاتلات في العام 2008. وفي السنة التالية، أبدى قائد سلاح الجو العراقي رغبة بلاده في شراء ما يصل إلى 96 مقاتلة من هذا الطراز مع طرح بدائل أخرى عديدة بما فيها شراء طائرات أخرى.
ولم تتحوّل هذه التصريحات إلى الحيّز العملي إلا في نيسان 2010 عندما طلبت بغداد رسمياً شراء 24 مقاتلة. وفي آب 2010، تم توقيع اتفاق لبدء تدريب عشرة طيّارين عراقيين مع القوات الجوية الأميركية. وفي الشهر التالي، قامت وكالة التعاون الأمني الدفاعي التابعة للبنتاغون بتبليغ الكونغرس عن صفقة محتملة لبيع العراق 18 طائرة من طراز "F - 16IQ".
ولتحليل أهمية هذه الصفقة التي تؤكد بغداد عزمها مجدداً على إنجازها، أجريت مقابلة مع القائد السابق لسلاح الجو الكويتي اللواء صابر السويدان الذي أجاب أولا عن سؤال لإذاعة العراق الحر بشأن المستلزمات التقنية والعسكرية والزمنية الضرورية لإعادة بناء قوة مثل سلاح الجو العراقي الذي تعرّض للتدمير نتيجة عقود شهدت خلالها البلاد حروباً وعقوبات اقتصادية دولية.
وفي هذا الصدد، ذكر أن "القوة الجوية العراقية دُمّرت بالكامل تقريباً نتيجة حربيْ 1991 و2003 ولذلك فإن خطط إعادة بنائها تحتاج إلى وقت لا يقل عن عشر إلى خمس عشرة سنة لأنها ستبدأ من الصفر تقريباً، علماً بأن القوة الجوية العراقية أعلنت خططاً لشراء مجموعة طائرات مقاتلة من نوع أف-16 وطائرات بلا طيار وطائرات عمودية إضافةً إلى طائرات نقل. ومن شأن هذه الخطط بمجملها أن تعيد بناء القوة الجوية العراقية ولكن بناء القوة دائماً يحتاج إلى وقت أولاً، ويحتاج إلى ميزانية ويحتاج إلى طاقة بشرية مؤهلة ويحتاج إلى التدريب. وهذه العوامل كلها مجتمعة لا يمكن اختزالها على نحو يتيح إعادة بناء القوات الجوية بين ليلة وضحاها...............".
وفي المقابلة التي أجربتها عبر الهاتف الأحد، تحدث القائد السابق لسلاح الجو الكويتي عن المراحل المتعددة لبناء وتطوير أي قدرات عسكرية والتي وصفها قائد القوة الجوية العراقية في أحدث تصريحاته السبت بأنها "عملية معقّدة". كما أجاب اللواء السويدان عن سؤال يتعلق بخصائص وميزات الطائرات بلا طيار التي تزايد استخدامها خلال السنوات الأخيرة في دولٍ كأفغانستان وباكستان واليمن وتركيا والتي أُعلن أن العراق يرغب أيضاً باقتنائها. وأعرب عن اعتقاده بأن هذه الطائرات "أثبتت نجاحها وهي رخيصة التكاليف وممكن الاعتماد عليها لفترات زمنية طويلة للغاية، كما يمكن لها أن تساهم في عمليات التنظيف من بقايا الإرهابيين خاصةً إدا تم تدريب طواقم جيدة مؤهلة لاستخدامها بمهارة......".
من جهته، أعرب الخبير الأمني العراقي أمير جبار الساعدي عن اعتقاده بأن مساعي اقتناء طائرات أف-16 "لا تستهدف بالضرورة تحديث القوة الجوية.. وفي قراءة الإعلان الأخير لقائد القوة الجوية العراقية حول خطة استقدام وجبة ثانية من هذه الطائرات يمكن القول حسب تصوّري أن الهدف لا يتعلق بتأسيس قوة جوية عراقية قادمة قوية إذ من المعلوم أنه حسب تصريحات سابقة في هذا الشأن للقائد العام للقوات المسلحة، أي رئيس الوزراء، فإن تلك الطائرات عندما تُستَقدَم مع التقنيات الحديثة المتطورة لديها ستكون لمهمات المراقبة والاستطلاع وليس لواجبات أخرى كالدفاع والهجوم خاصةً إذا ما علمنا أن أف-16 هي طائرة متعددة الأغراض وبالإمكان استخدامها في شتى الميادين...........".
وفي مقابلة أجريتها الأحد، تحدث خبير الشؤون الأمنية لإذاعة العراق الحر عبر الهاتف من بغداد عن موضوعات أخرى ذات صلة بالجوانب العسكرية والسياسية لإنجاز صفقة المقاتلات الأميركية الحديثة بمجوعـتيْها الأولى والثانية. كما أجاب عن سؤال يتعلق بشأن طول الفترة الزمنية اللازمة لبناء قوة جوية متطورة مع ما يتطلبه ذلك من اعتماد العراق على القدرات الدفاعية الأميركية خلال السنوات الانتقالية.
مزيد من التفاصيل في الملف الصوتي الذي يتضمن مقابلتين مع القائد السابق لسلاح الجو الكويتي اللواء صابر السويدان، والخبير الأمني العراقي أمير جبار الساعدي.