تتواصلُ العمليةُ العسكرية التركية التي تُنَفّذ في مناطق حدودية مع العراق بالتزامن مع قَصفٍ متقطعٍ من الجانب الإيراني على مناطق جبلية يُشتبَه أن مسلّحين كرد يختبئون فيها ولكنّـهُ يُسفر عن نزوحِ سكان مدنيين من القرى العراقية.
وفيما أشارت تقارير إعلامية غير مؤكدة إلى احتمالات التنسيق بين أنقرة وطهران في ضرباتٍ مشتركة قد تُنفّذ داخل العمق العراقي للتعامل مع ما تعتَـبرُه هاتان العاصمتان تهديداً من جماعات انفصالية مسلّحة كردية على أمنهما القومي شهدت مدن عراقية تظاهرات تطالب بوقف التحركات الإيرانية-التركية العسكرية وتدعو بغداد إلى الخروج عن صمتها الرسمي إزاء ما تعتبرُه الاحتجاجاتُ الشعبية تجاوزاتٍ على سيادة العراق.
في غضون ذلك، قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان "لا يمكننا التراجع ولا يمكننا أن نفكر في إنهاء العمليات عبر الحدود"، بحسب تعبيره. وأضاف في تصريحات صحفية الجمعة في نيويورك حيث حضر جلسات الجمعية العامة للأمم المتحدة أن الولايات المتحدة وافقت من حيث المبدأ على نشر طائرات أميركية بلا طيار على الأراضي التركية للمساعدة في القتال ضد مسلّحي حزب العمال الكردستاني.
ومن المعروف أن الجيش الأميركي يستخدم هذا النوع من الطائرات الاستطلاعية غير المسلّحة في شمال العراق ويتبادل المعلومات التي تجمعها مع تركيا. وأعلن رئيس الوزراء التركي أن بلاده عرضت على واشنطن "شراء أو تأجير طائرات بلا طيار ويجرى إعداد التفاصيل"، بحسب ما نقلت عنه وكالة رويترز للأنباء.
اللافتُ أن أردوغان أدلى بهذه التصريحات إثر اجتماعيْن منفصليْن عقدَهما مع الرئيسين الأميركي باراك أوباما والعراقي جلال طالباني. وفيما يتعلق بلقائه مع طالباني، ذكرت الرئاسة العراقية في بيانٍ على موقعها الإلكتروني السبت أن المحادثات التي جرت في مقر الأمم المتحدة تناولت "تطور العلاقات بين البلدين الجارين والسبل الكفيلة بتعزيز التفاهم في إطار الحوار البناء."
وأضاف البيان أن الجانبين اتفقا على قيام وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري بزيارة أنقرة والتمهيد لزيارة رئيس الوزراء نوري المالكي إلى تركيا للتباحث "في القضايا المشتركة والعمل على تعزيز الاتفاقات بين البلدين وتطوير مستوى التعاون."
يذكر أن التعاون العراقي ـ التركي المتطور لا يقتصر على الجوانب الدبلوماسية والاقتصادية بل يشمل المجال العسكري من خلال عضوية أنقرة وبغداد في لجنة أمنية ثلاثية مشتركة تضمّهما مع واشنطن لتنسيق جهود مكافحة الإرهاب والنشاطات المسلحّة لجماعات محظورة بينها حزب العمال الكردستاني.
وعبّر مسؤولون أتراك عن قلقهم غير مرة من أن هذا التنظيم الذي يقاتل من أجل الحصول على حكم ذاتي للكرد في جنوب شرقي تركيا ويُشتبَه بأن له قواعد في المناطق الجبلية العراقية النائية قد يستغل أي فراغ أمني يُسـببّه الانسحاب النهائي المقرر للجيش الأميركي من العراق نهاية العام. ونسبت رويترز إلى خبراء أمنيين القول إن أنقرة تعتمد على طائرات بلا طيار وطائرات تجسس أخرى في القتال ضد حزب العمال الكردستاني الذي تُصنّفه حكوماتُ الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وتركيا والعراق بأنه منظمة إرهابية.
وأكد أردوغان في أحدث تصريحاته أن الجيش التركي سيواصل عملياته ضد هذا الحزب "حتى يلقي السلاح" فيما دعا مسؤولو حكومة إقليم كردستان العراق إلى حل القضية من خلال الوسائل الدبلوماسية.
ولمزيدٍ من المتابعة والتحليل، أجريت مقابلة مع مدير (المركز الجمهوري للدراسات الأمنية) الدكتور معتز محيي الذي تحدث لإذاعة العراق الحر أولاً عن حقائق الوضع الأمني على الأرض والاتفاقات العسكرية السابقة بين بغداد وأنقرة. وفي هذا الصدد، أوضح أن "الواقع الأمني في إقليم كردستان العراق وعلى الحدود الإيرانية والتركية يختلف كثيراً عن الواقع الأمني في مناطق وسط وجنوب العراق..وهناك اتفاقات أمنية تركية سابقة مع نظام صدام كانت تجددها أنقرة سنوياً وتسمح لقواتها بدخول العمق العراقي مسافة ما بين ثلاثين وأربعين كيلومتراً فضلاً عن منح الطيران التركي الحق في التحليق فوق هذه المناطق وضرب أماكن التجمع لكافة الحركات المناهضة لتركيا...ولذلك نجد أردوغان يؤكد في تصريحاته الأخيرة هذه الحقائق التي تضمّنتها اتفاقات سابقة بين أنقرة وبغداد، وهي اتفاقات لا تُخفى على قيادات إقليم كردستان العراق التي تعرفها حق المعرفة........."
وفي المقابلة التي أجريتُها عبر الهاتف ظهر الأحد، تحدث محيي عن موضوعات أخرى ذات صلة وأجاب عن سؤالين يتعلق أحدهما بأهمية إعلان أردوغان عن موافقة واشنطن على تزويد بلاده طائرات بلا طيار والثاني حول موقف الدبلوماسية العراقية من عمليات القصف التركي والإيراني المتواصل في ضوء ما أُعلن السبت عن اتفاق الرئيس العراقي مع رئيس الوزراء التركي خلال اجتماعهما في نيويورك على زيارةٍ لوزير خارجية العراق إلى أنقرة تمهيداً لمحادثات المالكي هناك.
أما أستاذ العلوم السياسية في جامعة بغداد الدكتور علي الجبوري الذي يدرّس مادة (النظام السياسي في تركيا وإيران) فقد أعرب عن اعتقاده بأن التطورات العسكرية الأخيرة في شمال العراق والمتمثلة خاصةً بتصعيد العمليات التركية "تنسجم مع التوجّه الأميركي أو الإستراتيجية الأميركية في إدامة الزخم والضغط على الحكومة العراقية فيما يتعلق بمواضيع لعل أهمها التجديد لوجود عسكري أميركي في العراق..........".
وفي مقابلة أجريتها عبر الهاتف ظهر الأحد، تحدث الأكاديمي والمحلل السياسي العراقي أيضاً عن قضايا أخرى بينها تأثير العمليات العسكرية الإيرانية والتركية المتواصلة على تطورات الوضع الداخلي ومواقف الكتل السياسية العراقية من مسألة الانسحاب العسكري المقرر لقوات الولايات المتحدة من البلاد نهاية العام بموجب الاتفاقية الأمنية بين بغداد وواشنطن.
مزيد من التفاصيل في الملف الصوتي الذي يتضمن مقابلتين مع أستاذ العلوم السياسية في جامعة بغداد د. علي الجبوري، ومدير المركز الجمهوري للدراسات الأمنية د. معتز محيي:
وفيما أشارت تقارير إعلامية غير مؤكدة إلى احتمالات التنسيق بين أنقرة وطهران في ضرباتٍ مشتركة قد تُنفّذ داخل العمق العراقي للتعامل مع ما تعتَـبرُه هاتان العاصمتان تهديداً من جماعات انفصالية مسلّحة كردية على أمنهما القومي شهدت مدن عراقية تظاهرات تطالب بوقف التحركات الإيرانية-التركية العسكرية وتدعو بغداد إلى الخروج عن صمتها الرسمي إزاء ما تعتبرُه الاحتجاجاتُ الشعبية تجاوزاتٍ على سيادة العراق.
في غضون ذلك، قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان "لا يمكننا التراجع ولا يمكننا أن نفكر في إنهاء العمليات عبر الحدود"، بحسب تعبيره. وأضاف في تصريحات صحفية الجمعة في نيويورك حيث حضر جلسات الجمعية العامة للأمم المتحدة أن الولايات المتحدة وافقت من حيث المبدأ على نشر طائرات أميركية بلا طيار على الأراضي التركية للمساعدة في القتال ضد مسلّحي حزب العمال الكردستاني.
ومن المعروف أن الجيش الأميركي يستخدم هذا النوع من الطائرات الاستطلاعية غير المسلّحة في شمال العراق ويتبادل المعلومات التي تجمعها مع تركيا. وأعلن رئيس الوزراء التركي أن بلاده عرضت على واشنطن "شراء أو تأجير طائرات بلا طيار ويجرى إعداد التفاصيل"، بحسب ما نقلت عنه وكالة رويترز للأنباء.
اللافتُ أن أردوغان أدلى بهذه التصريحات إثر اجتماعيْن منفصليْن عقدَهما مع الرئيسين الأميركي باراك أوباما والعراقي جلال طالباني. وفيما يتعلق بلقائه مع طالباني، ذكرت الرئاسة العراقية في بيانٍ على موقعها الإلكتروني السبت أن المحادثات التي جرت في مقر الأمم المتحدة تناولت "تطور العلاقات بين البلدين الجارين والسبل الكفيلة بتعزيز التفاهم في إطار الحوار البناء."
وأضاف البيان أن الجانبين اتفقا على قيام وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري بزيارة أنقرة والتمهيد لزيارة رئيس الوزراء نوري المالكي إلى تركيا للتباحث "في القضايا المشتركة والعمل على تعزيز الاتفاقات بين البلدين وتطوير مستوى التعاون."
يذكر أن التعاون العراقي ـ التركي المتطور لا يقتصر على الجوانب الدبلوماسية والاقتصادية بل يشمل المجال العسكري من خلال عضوية أنقرة وبغداد في لجنة أمنية ثلاثية مشتركة تضمّهما مع واشنطن لتنسيق جهود مكافحة الإرهاب والنشاطات المسلحّة لجماعات محظورة بينها حزب العمال الكردستاني.
وعبّر مسؤولون أتراك عن قلقهم غير مرة من أن هذا التنظيم الذي يقاتل من أجل الحصول على حكم ذاتي للكرد في جنوب شرقي تركيا ويُشتبَه بأن له قواعد في المناطق الجبلية العراقية النائية قد يستغل أي فراغ أمني يُسـببّه الانسحاب النهائي المقرر للجيش الأميركي من العراق نهاية العام. ونسبت رويترز إلى خبراء أمنيين القول إن أنقرة تعتمد على طائرات بلا طيار وطائرات تجسس أخرى في القتال ضد حزب العمال الكردستاني الذي تُصنّفه حكوماتُ الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وتركيا والعراق بأنه منظمة إرهابية.
وأكد أردوغان في أحدث تصريحاته أن الجيش التركي سيواصل عملياته ضد هذا الحزب "حتى يلقي السلاح" فيما دعا مسؤولو حكومة إقليم كردستان العراق إلى حل القضية من خلال الوسائل الدبلوماسية.
ولمزيدٍ من المتابعة والتحليل، أجريت مقابلة مع مدير (المركز الجمهوري للدراسات الأمنية) الدكتور معتز محيي الذي تحدث لإذاعة العراق الحر أولاً عن حقائق الوضع الأمني على الأرض والاتفاقات العسكرية السابقة بين بغداد وأنقرة. وفي هذا الصدد، أوضح أن "الواقع الأمني في إقليم كردستان العراق وعلى الحدود الإيرانية والتركية يختلف كثيراً عن الواقع الأمني في مناطق وسط وجنوب العراق..وهناك اتفاقات أمنية تركية سابقة مع نظام صدام كانت تجددها أنقرة سنوياً وتسمح لقواتها بدخول العمق العراقي مسافة ما بين ثلاثين وأربعين كيلومتراً فضلاً عن منح الطيران التركي الحق في التحليق فوق هذه المناطق وضرب أماكن التجمع لكافة الحركات المناهضة لتركيا...ولذلك نجد أردوغان يؤكد في تصريحاته الأخيرة هذه الحقائق التي تضمّنتها اتفاقات سابقة بين أنقرة وبغداد، وهي اتفاقات لا تُخفى على قيادات إقليم كردستان العراق التي تعرفها حق المعرفة........."
وفي المقابلة التي أجريتُها عبر الهاتف ظهر الأحد، تحدث محيي عن موضوعات أخرى ذات صلة وأجاب عن سؤالين يتعلق أحدهما بأهمية إعلان أردوغان عن موافقة واشنطن على تزويد بلاده طائرات بلا طيار والثاني حول موقف الدبلوماسية العراقية من عمليات القصف التركي والإيراني المتواصل في ضوء ما أُعلن السبت عن اتفاق الرئيس العراقي مع رئيس الوزراء التركي خلال اجتماعهما في نيويورك على زيارةٍ لوزير خارجية العراق إلى أنقرة تمهيداً لمحادثات المالكي هناك.
أما أستاذ العلوم السياسية في جامعة بغداد الدكتور علي الجبوري الذي يدرّس مادة (النظام السياسي في تركيا وإيران) فقد أعرب عن اعتقاده بأن التطورات العسكرية الأخيرة في شمال العراق والمتمثلة خاصةً بتصعيد العمليات التركية "تنسجم مع التوجّه الأميركي أو الإستراتيجية الأميركية في إدامة الزخم والضغط على الحكومة العراقية فيما يتعلق بمواضيع لعل أهمها التجديد لوجود عسكري أميركي في العراق..........".
وفي مقابلة أجريتها عبر الهاتف ظهر الأحد، تحدث الأكاديمي والمحلل السياسي العراقي أيضاً عن قضايا أخرى بينها تأثير العمليات العسكرية الإيرانية والتركية المتواصلة على تطورات الوضع الداخلي ومواقف الكتل السياسية العراقية من مسألة الانسحاب العسكري المقرر لقوات الولايات المتحدة من البلاد نهاية العام بموجب الاتفاقية الأمنية بين بغداد وواشنطن.
مزيد من التفاصيل في الملف الصوتي الذي يتضمن مقابلتين مع أستاذ العلوم السياسية في جامعة بغداد د. علي الجبوري، ومدير المركز الجمهوري للدراسات الأمنية د. معتز محيي: