استخدمَت تركيا مجدداً الأحد طائراتها الحربية ومدفعيتها الثقيلة في قصفِ مواقع يُشتبه أنها لمسلّحين كرد داخل أراضٍ في شمال العراق.
وأكد ناطق باسم حزب العمال الكردستاني أن القصف الذي يتواصل لليوم الخامس على التوالي يستهدف مناطق في الشريط الحدودي مع تركيا.
وصرح الناطق أحمد دنيس لوكالة فرانس برس للأنباء بأن القصف المدفعي استهدَف صباح الأحد مناطق خواكورك وزاكروس وافاشين قبل إغارةِ مقاتلاتٍ تركية في وقتٍ لاحق على خمس مناطق أخرى هي قنديل وخواكورك وهفتان وجبل متين وجبل كاره".
وأفادت الوكالة بأن المصدر لم يُشِـر في تصريحاته إلى وقوع ضحايا جرّاء القصف. لكنه لفَتَ إلى استعداداتٍ يقوم بها الجيش التركي على الشريط الحدودي مع العراق للاشتباك مع عناصر حزب العمال الكردستاني، مشيراً إلى "وجود حشود عسكرية كبيرة وأسلحة ثقيلة".
وكانت هيئة الأركان العامة التركية أعلنت في بيان على موقعها الإلكتروني السبت أن الطائرات المقاتلة ضربت 20 هدفاً في شمال العراق قبل عودتها جميعاً إلى قواعدها سالمة.
وأضاف البيان أن المدفعية أطلقت نيرانها بكثافة على 85 هدفاً آخر وذلك بالتنسيق مع العملية الجوية، مشيراً إلى استمرار "الطلعات الجوية الاستطلاعية في المنطقة لتقييم الضرر الذي أحدثته العمليات ولتحديد ما إذا كان هناك أي خسائر في الأرواح"، بحسب ما نقلت عنه وكالة رويترز للأنباء.
تـَجيءُ العملية العسكرية التركية الحالية داخل حدود العراق بعد بضعة أيام من قصفٍ إيراني في المنطقة الجبلية التي تقول طهران إن مسلحين كرد من أعضاء ما يعرف بحزب الحياة الحرة (بيجاك) يختبئون فيها ما أدى إلى تشريد العديد من سكان القرى الحدودية في إقليم كردستان العراق. وبدأت الغارات الجوية التركية مساء الأربعاء الماضي على مواقع لحزب العمال الكردستاني بعد ساعاتٍ من كمين نصبه المسلّحون في جنوب شرق تركيا ما أسفر عن مقتل ثمانية جنود أتراك وعنصر في ميليشيا موالية للحكومة. وتُعتبر العملية الحالية للجيش التركي، وهي الأولى ضد المسلحين الكرد في جبال شمال العراق منذ أكثر من عام، تصعيداً في الصراع المتواصل منذ 27 عاماً سقط خلالها نحو 45 ألف قتيل، بحسب إحصاءات رسمية.
وأفادت رويترز بمقتل نحو 40 من أفراد الأمن التركي في اشتباكاتٍ الشهر الماضي مع مسلّحي حزب العمال الكردستاني الذي حمل السلاح للمطالبة بحكم ذاتي للكرد عام 1984. ورجّحَت الوكالةُ أن تواصل تركيا غارات جوية ما دام القتال مستمراً على الأرض، مضيفةً أنه "لم يتضح بعد ما إذا كانت الهجمات الجوية قد تكون مقدمة لتوغل بري داخل شمال العراق." فيما أشارت تقارير إعلامية تركية إلى احتمال أن يوافق رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان على خطط لتنفيذ عملية واسعة النطاق في جنوب شرقي تركيا بعد انتهاء شهر رمضان. ونُقل عنه القول إن "صبرنا نفد ومَن لا ينأى بنفسه عن الإرهاب سوف يدفع الثمن".
ولمزيد من المتابعة والتحليل، أجريتُ مقابلة مع أستاذ العلوم السياسية في جامعة بغداد الدكتور سعدي كريم الذي قال لإذاعة العراق الحر:
"بالأمس القريب، كان هناك توغل وقصف من جانب إيران تناقلته جميع وسائل الإعلام. واليوم تعلن تركيا أنها تقصف عدة أهداف داخل العراق في عمليات تستهدف حزب العمال الكردستاني...الملاحَظ أن كلا الجارتين لديهما مشاكل مع مجموعات سياسية مسلّحة ومشكلة العراق هي في حدوده المتاخمة لهاتين الدولتين اللتين يُفترض بهما أن تنسّقا مع الحكومة العراقية.....ولكن العراق اليوم هو بدون درع عسكري إذ أن جيشه ما يزال غير قادر على تأمين الحدود.......".
وفي المقابلة التي أجريتها عبر الهاتف ظهر الأحد، تحدث كريم عن جوانب أخرى من التصعيد في المواجهة الحالية بين تركيا ومسلحين كرد داخل أراضٍ عراقية. كما أجاب عن سؤال عما يمكن للعراق أن يتخذه من إجراءات لوقف تكرار عمليات القصف التي تُنفّذ على أراضيه ومن بينها إمكانية استخدام وسائل أخرى غير الجيش أو الدبلوماسية كالورقة الاقتصادية، على سبيل المثال، وذلك بالنظر إلى حجم التبادل التجاري الكبير بين العراق وتركيا وبين العراق وإيران.
من جهته، قارَن الخبير الأمني العراقي علي الحيدري بين عمليات القصف الإيرانية والتركية، مشيراً إلى فروق بين المسلحين الكرد من جماعة (بيجاك) وعناصر حزب العمال الكردستاني. وفي مقابلة أجريتُها معه عبر الهاتف، أجاب عن سؤالين أحدهما عن المخاطر التي تُشكّلها ميليشيات حزبية على أمن العراق ودول المنطقة وآخر عن دور اللجنة الأمنية الثلاثية التي أُعلن سابقاً أنها تضمّ تركيا والعراق والولايات المتحدة لتنسيق جهود التصدّي لجماعات مسلّحة محظورة تنشط في المناطق الحدودية المشتركة.
مزيد من التفاصيل في الملف الصوتي الذي يتضمن مقابلتين مع أستاذ العلوم السياسية في جامعة بغداد د. سعدي كريم، وخبير الشؤون الأمنية علي الحيدري.
وأكد ناطق باسم حزب العمال الكردستاني أن القصف الذي يتواصل لليوم الخامس على التوالي يستهدف مناطق في الشريط الحدودي مع تركيا.
وصرح الناطق أحمد دنيس لوكالة فرانس برس للأنباء بأن القصف المدفعي استهدَف صباح الأحد مناطق خواكورك وزاكروس وافاشين قبل إغارةِ مقاتلاتٍ تركية في وقتٍ لاحق على خمس مناطق أخرى هي قنديل وخواكورك وهفتان وجبل متين وجبل كاره".
وأفادت الوكالة بأن المصدر لم يُشِـر في تصريحاته إلى وقوع ضحايا جرّاء القصف. لكنه لفَتَ إلى استعداداتٍ يقوم بها الجيش التركي على الشريط الحدودي مع العراق للاشتباك مع عناصر حزب العمال الكردستاني، مشيراً إلى "وجود حشود عسكرية كبيرة وأسلحة ثقيلة".
وكانت هيئة الأركان العامة التركية أعلنت في بيان على موقعها الإلكتروني السبت أن الطائرات المقاتلة ضربت 20 هدفاً في شمال العراق قبل عودتها جميعاً إلى قواعدها سالمة.
وأضاف البيان أن المدفعية أطلقت نيرانها بكثافة على 85 هدفاً آخر وذلك بالتنسيق مع العملية الجوية، مشيراً إلى استمرار "الطلعات الجوية الاستطلاعية في المنطقة لتقييم الضرر الذي أحدثته العمليات ولتحديد ما إذا كان هناك أي خسائر في الأرواح"، بحسب ما نقلت عنه وكالة رويترز للأنباء.
تـَجيءُ العملية العسكرية التركية الحالية داخل حدود العراق بعد بضعة أيام من قصفٍ إيراني في المنطقة الجبلية التي تقول طهران إن مسلحين كرد من أعضاء ما يعرف بحزب الحياة الحرة (بيجاك) يختبئون فيها ما أدى إلى تشريد العديد من سكان القرى الحدودية في إقليم كردستان العراق. وبدأت الغارات الجوية التركية مساء الأربعاء الماضي على مواقع لحزب العمال الكردستاني بعد ساعاتٍ من كمين نصبه المسلّحون في جنوب شرق تركيا ما أسفر عن مقتل ثمانية جنود أتراك وعنصر في ميليشيا موالية للحكومة. وتُعتبر العملية الحالية للجيش التركي، وهي الأولى ضد المسلحين الكرد في جبال شمال العراق منذ أكثر من عام، تصعيداً في الصراع المتواصل منذ 27 عاماً سقط خلالها نحو 45 ألف قتيل، بحسب إحصاءات رسمية.
وأفادت رويترز بمقتل نحو 40 من أفراد الأمن التركي في اشتباكاتٍ الشهر الماضي مع مسلّحي حزب العمال الكردستاني الذي حمل السلاح للمطالبة بحكم ذاتي للكرد عام 1984. ورجّحَت الوكالةُ أن تواصل تركيا غارات جوية ما دام القتال مستمراً على الأرض، مضيفةً أنه "لم يتضح بعد ما إذا كانت الهجمات الجوية قد تكون مقدمة لتوغل بري داخل شمال العراق." فيما أشارت تقارير إعلامية تركية إلى احتمال أن يوافق رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان على خطط لتنفيذ عملية واسعة النطاق في جنوب شرقي تركيا بعد انتهاء شهر رمضان. ونُقل عنه القول إن "صبرنا نفد ومَن لا ينأى بنفسه عن الإرهاب سوف يدفع الثمن".
ولمزيد من المتابعة والتحليل، أجريتُ مقابلة مع أستاذ العلوم السياسية في جامعة بغداد الدكتور سعدي كريم الذي قال لإذاعة العراق الحر:
"بالأمس القريب، كان هناك توغل وقصف من جانب إيران تناقلته جميع وسائل الإعلام. واليوم تعلن تركيا أنها تقصف عدة أهداف داخل العراق في عمليات تستهدف حزب العمال الكردستاني...الملاحَظ أن كلا الجارتين لديهما مشاكل مع مجموعات سياسية مسلّحة ومشكلة العراق هي في حدوده المتاخمة لهاتين الدولتين اللتين يُفترض بهما أن تنسّقا مع الحكومة العراقية.....ولكن العراق اليوم هو بدون درع عسكري إذ أن جيشه ما يزال غير قادر على تأمين الحدود.......".
وفي المقابلة التي أجريتها عبر الهاتف ظهر الأحد، تحدث كريم عن جوانب أخرى من التصعيد في المواجهة الحالية بين تركيا ومسلحين كرد داخل أراضٍ عراقية. كما أجاب عن سؤال عما يمكن للعراق أن يتخذه من إجراءات لوقف تكرار عمليات القصف التي تُنفّذ على أراضيه ومن بينها إمكانية استخدام وسائل أخرى غير الجيش أو الدبلوماسية كالورقة الاقتصادية، على سبيل المثال، وذلك بالنظر إلى حجم التبادل التجاري الكبير بين العراق وتركيا وبين العراق وإيران.
من جهته، قارَن الخبير الأمني العراقي علي الحيدري بين عمليات القصف الإيرانية والتركية، مشيراً إلى فروق بين المسلحين الكرد من جماعة (بيجاك) وعناصر حزب العمال الكردستاني. وفي مقابلة أجريتُها معه عبر الهاتف، أجاب عن سؤالين أحدهما عن المخاطر التي تُشكّلها ميليشيات حزبية على أمن العراق ودول المنطقة وآخر عن دور اللجنة الأمنية الثلاثية التي أُعلن سابقاً أنها تضمّ تركيا والعراق والولايات المتحدة لتنسيق جهود التصدّي لجماعات مسلّحة محظورة تنشط في المناطق الحدودية المشتركة.
مزيد من التفاصيل في الملف الصوتي الذي يتضمن مقابلتين مع أستاذ العلوم السياسية في جامعة بغداد د. سعدي كريم، وخبير الشؤون الأمنية علي الحيدري.