على الرغم من ظهور الحركة الكشفية في العراق عام 1918 الا أنها تعاني اليوم من تراجع واضح. وثمة محاولات لاحيائها سواء من قبل وزارة التربية، او وزارة الشباب والرياضة.
فكرة الحركة الكشفية لها أهداف تربوية، وتسمية الحركة ترجع الى الكشف، لأن الغاية من المشاركة في نظام الكشافة هي إكتساب القيم الحميدة والإعتماد على النفس والتعاون مع الآخرين وتعلم طرق الإسعافات الأولية.
اسس الحركة الكشفية ووضع قواعدها الضابط البريطاني اللورد بادن باول عام 1907. وذلك أثناء حصار احد المعسكرات في انكلترا فاستعان اللورد باول بالشباب للقيام بالأعمال العسكرية كالحراسة والطهي ونقل الرسائل وتمكن من فك الحصار عن المعسكر بعد 7 أشهر، ثم قام بإنشاء فرق كشفية ومخيم تجريبي عام 1907 شارك فيه 20 فتى الى الفرق الكشفية، وبعد نجاح الفكرة قام بتوسيع الفئة العمرية فضم الأشبال. وفي عام 1910, بدأت منظمة جديدة، للمرشدات، أنشِأتها أخت اللورد بادن باول وفي عام 1909 نشر بادن باول كتابه الكشافة للأولاد الذي ترجم إلي عدة لغات.
وانتشرت الحركة الكشفية بعد ذلك في جميع أنحاء العالم بين الحربين العالميتين. وفي عام 2007 قدر عدد الكشَّافة بأكثر من 38 مليون عضو ينتمون الى 216 بلدا.
اما في العراق فقد تاسست الحركة الكشفية عام 1918 في بغداد ومنها انتقلت إلى سائر مناطق العراق بدافع رغبة الشباب الانضواء تحت رايتها. وقد حظيت الحركة في بدايتها بكثير من التشجيع حتى بلغت درجة مناسبة من الإعداد فنظمت برنامجاً للرحلات والزيارات لبعض الدول. وفي اوائل أربعينيات القرن الماضي أصيبت الحركة ببعض الفتور جراء عوامل كثيرة من بينها الحرب العالمية الثانية.
وفي سنة 1949 أعادت وزارة المعارف تنظيمها وأوعزت إلى مديرية التربية البدنية إقامة دورات تحضيرية للقادة الكشفيين. فأوفدت عشرة مدرسين إلى مركز التدريب الدولي في بريطانيا وبعد حصولهم على الشارة الخشبية عادوا إلى العراق ونظموا دورات تدريبية للقادة وشرعوا بتأليف فرق نموذجية في بغداد ومنها انتشرت في باقي المناطق. وفي عام 1954 أسهم قادة العراق في تأسيس المنظمة الكشفية العربية وحرص العراق على استضافة العديد من الأنشطة العربية، حيث استضاف المخيم والمؤتمر الكشفي العربي العاشر بالموصل عام 1970. واستمرت مشاركة الكشافة العراقية في معظم المخيمات والمؤتمرات واللقاءات والندوات العربية والعالمية كما شارك في تنظيم بعضها، غير أن الظروف التي أعقبت غزو الكويت عام 1990 أثرت في مشاركات الكشافة العراقية في الأنشطة الكشفية العربية والعالمية.
واشار عبد الكريم جاسم رئيس لجنة الشباب والرياضة في مجلس محافظة بغداد وهو أحد الكشفيين السابقين أشار إلى أن العراق أحد البلدان الرائدة في المجال الكشفي وتاريخ الكشافة فيه تعد مفخرة له.
كما تحدث عبد الستار عبد الرزاق العزاوي رائد آخر من رواد الكشافة في العراق وهو من مواليد 1934 ، عن تجربته في الكشافة ومشاركته في المخيمات الداخلية والخارجية. وضمن نشاط الكشافة شارك في رحلة بالدراجة الهوائية الى ايران في خمسينيات القرن الماضي.
وعبر العزاوي عن ألمه من تراجع الكشافة في العراق بسبب انشغال النظام السابق بالحروب وعسكرة الناشئة والشباب. كما تطرق الى الزي الكشفي في العراق وهو اللون الكاكي المعتمد رسميا لكن الدول تباينت في استخدام ألوان الزي الكشفي لديها بحسب العزاوي.
ويرى مدير القسم الكشفي في وزارة الشباب محمد علي جاسم ان النظام السابق قد تعمّد تهميش الحركة الكشفية لصالح حركات الطلائع والفتوة بهدف عسكرة المجتمع. وتوجد حاليا محاولات من قبل الوزارة للنهوض بالواقع الكشفي في العراق، لكن هذه المحاولات بحاجة الى المزيد من الدعم المالي والإعلامي.
وأكد الخبير الكشفي في وزارة التربية مهدي جابر ان الواقع الكشفي في العراق ما زال يسير بخطى بطيئة، حيث أثرت الظروف الأمنية كثيرا في إقامة المخيمات الكشفية بعد التغيير السياسي عام 2003.
وعلى الرغم من الظروف الصعبة التي تواجه الواقع الكشفي في العراق إلا ان بعض الأنشطة الكشفية تقام هنا وهناك بمشاركة ناشئين وفتيات في المراحل الدراسية المتوسطة، والذين ابدوا اندفاعا واضحا وتفهما لما تعنيه الكشافة.
اكرم زهير طالب في المرحلة المتوسطة انتمى الى الكشافة قبل سنة، وهو يتدرب في معسكراتها حيث أكد انه تعلم الكثير من القيم النبيلة والإعتماد على النفس والحياة المتعاونة من خلال الكشافة.
وفالت احدى المرشدات ان المخيمات الكشفية للفتيات تشهد إقبالا كبيرا من قبل الطالبات اللواتي يتلقين تمرينات ودروسا مختلفة، لكنهن طالبن بتوفير الدعم والمستلزمات الخاصة بالمخيمات كالحبال والعصي وغيرها.
من جانبها أكدت مسؤولة الكشافة والمرشدات في مديرية شباب بغداد الرصافة كوثر عبد الكريم ان هناك إقبالا كبيرا من قبل الفتيات للانضمام الى مخيمات الكشافة، وتتلقى المرشدات دروسا تتعلق بمباديء وقيم الكشافة فضلا عن الجوانب الأخرى المرتبطة بتحية العلم ونصب الخيام وعقد الحبال وغيرها.
مزيد من التفاصيل في الملف الصوتي.
فكرة الحركة الكشفية لها أهداف تربوية، وتسمية الحركة ترجع الى الكشف، لأن الغاية من المشاركة في نظام الكشافة هي إكتساب القيم الحميدة والإعتماد على النفس والتعاون مع الآخرين وتعلم طرق الإسعافات الأولية.
اسس الحركة الكشفية ووضع قواعدها الضابط البريطاني اللورد بادن باول عام 1907. وذلك أثناء حصار احد المعسكرات في انكلترا فاستعان اللورد باول بالشباب للقيام بالأعمال العسكرية كالحراسة والطهي ونقل الرسائل وتمكن من فك الحصار عن المعسكر بعد 7 أشهر، ثم قام بإنشاء فرق كشفية ومخيم تجريبي عام 1907 شارك فيه 20 فتى الى الفرق الكشفية، وبعد نجاح الفكرة قام بتوسيع الفئة العمرية فضم الأشبال. وفي عام 1910, بدأت منظمة جديدة، للمرشدات، أنشِأتها أخت اللورد بادن باول وفي عام 1909 نشر بادن باول كتابه الكشافة للأولاد الذي ترجم إلي عدة لغات.
وانتشرت الحركة الكشفية بعد ذلك في جميع أنحاء العالم بين الحربين العالميتين. وفي عام 2007 قدر عدد الكشَّافة بأكثر من 38 مليون عضو ينتمون الى 216 بلدا.
اما في العراق فقد تاسست الحركة الكشفية عام 1918 في بغداد ومنها انتقلت إلى سائر مناطق العراق بدافع رغبة الشباب الانضواء تحت رايتها. وقد حظيت الحركة في بدايتها بكثير من التشجيع حتى بلغت درجة مناسبة من الإعداد فنظمت برنامجاً للرحلات والزيارات لبعض الدول. وفي اوائل أربعينيات القرن الماضي أصيبت الحركة ببعض الفتور جراء عوامل كثيرة من بينها الحرب العالمية الثانية.
وفي سنة 1949 أعادت وزارة المعارف تنظيمها وأوعزت إلى مديرية التربية البدنية إقامة دورات تحضيرية للقادة الكشفيين. فأوفدت عشرة مدرسين إلى مركز التدريب الدولي في بريطانيا وبعد حصولهم على الشارة الخشبية عادوا إلى العراق ونظموا دورات تدريبية للقادة وشرعوا بتأليف فرق نموذجية في بغداد ومنها انتشرت في باقي المناطق. وفي عام 1954 أسهم قادة العراق في تأسيس المنظمة الكشفية العربية وحرص العراق على استضافة العديد من الأنشطة العربية، حيث استضاف المخيم والمؤتمر الكشفي العربي العاشر بالموصل عام 1970. واستمرت مشاركة الكشافة العراقية في معظم المخيمات والمؤتمرات واللقاءات والندوات العربية والعالمية كما شارك في تنظيم بعضها، غير أن الظروف التي أعقبت غزو الكويت عام 1990 أثرت في مشاركات الكشافة العراقية في الأنشطة الكشفية العربية والعالمية.
واشار عبد الكريم جاسم رئيس لجنة الشباب والرياضة في مجلس محافظة بغداد وهو أحد الكشفيين السابقين أشار إلى أن العراق أحد البلدان الرائدة في المجال الكشفي وتاريخ الكشافة فيه تعد مفخرة له.
كما تحدث عبد الستار عبد الرزاق العزاوي رائد آخر من رواد الكشافة في العراق وهو من مواليد 1934 ، عن تجربته في الكشافة ومشاركته في المخيمات الداخلية والخارجية. وضمن نشاط الكشافة شارك في رحلة بالدراجة الهوائية الى ايران في خمسينيات القرن الماضي.
وعبر العزاوي عن ألمه من تراجع الكشافة في العراق بسبب انشغال النظام السابق بالحروب وعسكرة الناشئة والشباب. كما تطرق الى الزي الكشفي في العراق وهو اللون الكاكي المعتمد رسميا لكن الدول تباينت في استخدام ألوان الزي الكشفي لديها بحسب العزاوي.
ويرى مدير القسم الكشفي في وزارة الشباب محمد علي جاسم ان النظام السابق قد تعمّد تهميش الحركة الكشفية لصالح حركات الطلائع والفتوة بهدف عسكرة المجتمع. وتوجد حاليا محاولات من قبل الوزارة للنهوض بالواقع الكشفي في العراق، لكن هذه المحاولات بحاجة الى المزيد من الدعم المالي والإعلامي.
وأكد الخبير الكشفي في وزارة التربية مهدي جابر ان الواقع الكشفي في العراق ما زال يسير بخطى بطيئة، حيث أثرت الظروف الأمنية كثيرا في إقامة المخيمات الكشفية بعد التغيير السياسي عام 2003.
وعلى الرغم من الظروف الصعبة التي تواجه الواقع الكشفي في العراق إلا ان بعض الأنشطة الكشفية تقام هنا وهناك بمشاركة ناشئين وفتيات في المراحل الدراسية المتوسطة، والذين ابدوا اندفاعا واضحا وتفهما لما تعنيه الكشافة.
اكرم زهير طالب في المرحلة المتوسطة انتمى الى الكشافة قبل سنة، وهو يتدرب في معسكراتها حيث أكد انه تعلم الكثير من القيم النبيلة والإعتماد على النفس والحياة المتعاونة من خلال الكشافة.
وفالت احدى المرشدات ان المخيمات الكشفية للفتيات تشهد إقبالا كبيرا من قبل الطالبات اللواتي يتلقين تمرينات ودروسا مختلفة، لكنهن طالبن بتوفير الدعم والمستلزمات الخاصة بالمخيمات كالحبال والعصي وغيرها.
من جانبها أكدت مسؤولة الكشافة والمرشدات في مديرية شباب بغداد الرصافة كوثر عبد الكريم ان هناك إقبالا كبيرا من قبل الفتيات للانضمام الى مخيمات الكشافة، وتتلقى المرشدات دروسا تتعلق بمباديء وقيم الكشافة فضلا عن الجوانب الأخرى المرتبطة بتحية العلم ونصب الخيام وعقد الحبال وغيرها.
مزيد من التفاصيل في الملف الصوتي.