تئن النساء المعيلات في العراق تحت وطأة إنعدام فرص العمل، مع إنهيار البنية الإجتماعية، وعجز الحكومة عن التكفل برعاية هذه الشريحة من النساء.
واليوم ومع إزدياد إعتماد المرأة المعيلة على البنى الإجتماعية المتداعية وجد العديد منهن أنفسهن أمام كفاح من أجل الإستمرار.
أكدت تقارير محلية أن في العراق قرابة ثلاثة ملايين إمرأة تكافح مع أطفالها للبقاء على قيد الحياة. وعلى الرغم من وجود شبكة للحماية الإجتماعية تعين العديد من الشرائح الاجتماعية المعوزة والمطلقات والارامل، إلا أن الرواتب الشهرية التي تمنحها الحكومة للنساء المعيلات لا تسد الرمق ولا توفر الرعاية الصحية والتعليم.
برنامج "اجيال" تابع قصصا لنساء واجهن صعوبات الحياة بصبر من أجل إعالة أطفالهن.
أم بشير التي تسكن في حي شعبي بمنطقة النبي شيت وسط الموصل أستطاعت أن تربي أطفالها بعد وفاة والدهم معتمدة على ماكنة الخياطة وتدريس أبناء الجيران.
مراسل إذاعة العراق الحر في الموصل أحمد حميد إلتقاها مع عائلتها حيث روت معاناتها بعد أن فقدت زوجها ولديها خمسة أطفال.
وقالت "تمكنت من إعالتهم من خلال مهنة الخياطة وتدريس أولاد الجيران حتى تمكنوا من الوصول الى الجامعات". فبشير في كلية الهندسة، وهمسة وسماح تفتخران بوالدتهما التي تعبت وسهرت الليالي كي توصلهما الى هذه المرحلة واحدة في كلية التمريض والأخرى طالبة في المرحلة الإعدادية.
أم عادل وأم وليد ونجاة ورنا وناهدة التقت قصصهن من مواقع مختلفة مراسلة إذاعة العراق الحر في بغداد ملاك أحمد في تحقيق بدأته مع أم عادل التي تعمل في مهنة النباشة. فهي واحدة من النساء اللواتي يعملن في البحث عن قناني المياه الفارغة وغيرها بين القمامة والنفايات. واشارت ان لديها سبعة أطفال ومنذ ساعات الفجر الأولى وهي بين النفايات لتوفير لقمة عيشهم وحليب طفلها الصغير الذي لم يتجاوز الثمانية اشهر، مشيرة إلى أن طفلها مريض بسبب إهمالها له وتركه بعيداً عنها.
أما الذي يرى أم وليد فيعتقد أنها امرأة عجوز طاعنة في السن، بينما هي لم تتجاوز العقد الرابع من عمرها، شاءت الأقدار أن تلجأ إلى زراعة الخضراوات في حديقة منزلها المتهالك لتوفر لقمة الخبز لأطفالها، بعدما فقدت زوجها ولاقت ما لاقته من عدم اعتراف سلطة النظام السابق به، ومنحه لقب شهيد الحرب العراقية الإيرانية.
أم وليد تسرد حكايتها بحزن. فبعد ان فقدت زوجها في الحرب العراقية الإيرانية عانت لسنوات وتعرضت لشتى المواقف ولجأت إلى كل جهة تطالب بحق زوجها وأطفالها، وبعد حصول زوجها على لقب شهيد لجأت للعمل كسائقة سيارة أجرة بعدما حصلت على سيارة بالتقسيط، مشيرة إلى إنها حتى ألان تزاول هذه المهنة وتوصل طلبة المدارس ونساء الحي.
أما السيدة نجاة فيصل امرأة فلم تجد غير مهنة الخياطة والتطريز لتؤمن رزقها ورزق أبنائها، تسرد حكايتها بحزن، وتشير الى أنه بعد مقتل أبنها البكر في حادث تفجير سيارة مفخخة تعرض زوجها لوعكة صحية ألزمته الفراش، حتى أنه لم يستطع بعدها القيام والعمل، الأمر الذي اضطرها للعمل كخياطة لتوفير ما تحتاجه أسرتها من مال.
وغيرهن فتيات صغيرات أجبرهن الواقع المأساوي للنزول إلى العمل بعدما أغلقت الأبواب أمامهن، رنا سعد فتاة لم تتجاوز العقد الثاني من عمرها، كان لتجربة زواجها الفاشلة ومرض أبيها سبباً جعلها تلجأ للعمل كخادمة، فبعد أن أصيب والدها بحادث أقعده عن العمل قررت والدتها أن تعمل لتعيل أفراد أسرتها ولتوفر دواء لوالدها، وخاصة بعدما انفصلت عن زوجها بحكم المحكمة، إذ كان يتعاطى المخدرات، ووصل إلى حالة من الإدمان لا يمكن تحملها.
وترى رنا أنها تهتم بهندامها لأنها مازالت صغيرة وان عملها كخادمة لن يغير شيئا من أحلامها. وتصر رنا على استكمال دراستها بالرغم من عملها.
بعض النساء وجدن في عملهن كناشطات في المنظمات المدنية والمساهمة في مشاريع إعانة الأرامل والمطلقات وتوفير فرص عمل ومساعدات مالية أو قانونية وغير ذلك يساهم في تقليل الضغط الكبير الملقى على هذه النسوة.
ناهدة إسماعيل في العقد السادس من عمرها ناشطة في منظمة لحرية المرأة أشارت الى أنه دائما ما تطلب النساء ومعظمهن مطلقات وارامل المساعدة من المنظمة. وترى ناهدة أن عمل المرأة شرف لها مشيرة إلى أنها تعرضت لتحديات كثيرة إلا أنها بقيت محافظة على دورها في مساعدة النساء.
هذه باختصار حياة معظم العراقيات اللواتي فقدن المعيل بسبب الحروب ومسلسلات القتل والإرهاب. وكما كثرت التأويلات حول من يقف وراء شقاء المرأة العراقية وضنك حالها، كذلك كانت التساؤلات حول كيفية خلاصها من محنتها؟. وبالرغم من أن هذه المرأة تجد نفسها محاصرة بالعوز والحرمان وكيفية إعانة أبنائها، إلا أنها للآسف لم تجد من يمد لها يد المساعدة.
مزيد من التفاصيل في الملف الصوتي.
واليوم ومع إزدياد إعتماد المرأة المعيلة على البنى الإجتماعية المتداعية وجد العديد منهن أنفسهن أمام كفاح من أجل الإستمرار.
أكدت تقارير محلية أن في العراق قرابة ثلاثة ملايين إمرأة تكافح مع أطفالها للبقاء على قيد الحياة. وعلى الرغم من وجود شبكة للحماية الإجتماعية تعين العديد من الشرائح الاجتماعية المعوزة والمطلقات والارامل، إلا أن الرواتب الشهرية التي تمنحها الحكومة للنساء المعيلات لا تسد الرمق ولا توفر الرعاية الصحية والتعليم.
برنامج "اجيال" تابع قصصا لنساء واجهن صعوبات الحياة بصبر من أجل إعالة أطفالهن.
أم بشير التي تسكن في حي شعبي بمنطقة النبي شيت وسط الموصل أستطاعت أن تربي أطفالها بعد وفاة والدهم معتمدة على ماكنة الخياطة وتدريس أبناء الجيران.
مراسل إذاعة العراق الحر في الموصل أحمد حميد إلتقاها مع عائلتها حيث روت معاناتها بعد أن فقدت زوجها ولديها خمسة أطفال.
وقالت "تمكنت من إعالتهم من خلال مهنة الخياطة وتدريس أولاد الجيران حتى تمكنوا من الوصول الى الجامعات". فبشير في كلية الهندسة، وهمسة وسماح تفتخران بوالدتهما التي تعبت وسهرت الليالي كي توصلهما الى هذه المرحلة واحدة في كلية التمريض والأخرى طالبة في المرحلة الإعدادية.
أم عادل وأم وليد ونجاة ورنا وناهدة التقت قصصهن من مواقع مختلفة مراسلة إذاعة العراق الحر في بغداد ملاك أحمد في تحقيق بدأته مع أم عادل التي تعمل في مهنة النباشة. فهي واحدة من النساء اللواتي يعملن في البحث عن قناني المياه الفارغة وغيرها بين القمامة والنفايات. واشارت ان لديها سبعة أطفال ومنذ ساعات الفجر الأولى وهي بين النفايات لتوفير لقمة عيشهم وحليب طفلها الصغير الذي لم يتجاوز الثمانية اشهر، مشيرة إلى أن طفلها مريض بسبب إهمالها له وتركه بعيداً عنها.
أما الذي يرى أم وليد فيعتقد أنها امرأة عجوز طاعنة في السن، بينما هي لم تتجاوز العقد الرابع من عمرها، شاءت الأقدار أن تلجأ إلى زراعة الخضراوات في حديقة منزلها المتهالك لتوفر لقمة الخبز لأطفالها، بعدما فقدت زوجها ولاقت ما لاقته من عدم اعتراف سلطة النظام السابق به، ومنحه لقب شهيد الحرب العراقية الإيرانية.
أم وليد تسرد حكايتها بحزن. فبعد ان فقدت زوجها في الحرب العراقية الإيرانية عانت لسنوات وتعرضت لشتى المواقف ولجأت إلى كل جهة تطالب بحق زوجها وأطفالها، وبعد حصول زوجها على لقب شهيد لجأت للعمل كسائقة سيارة أجرة بعدما حصلت على سيارة بالتقسيط، مشيرة إلى إنها حتى ألان تزاول هذه المهنة وتوصل طلبة المدارس ونساء الحي.
أما السيدة نجاة فيصل امرأة فلم تجد غير مهنة الخياطة والتطريز لتؤمن رزقها ورزق أبنائها، تسرد حكايتها بحزن، وتشير الى أنه بعد مقتل أبنها البكر في حادث تفجير سيارة مفخخة تعرض زوجها لوعكة صحية ألزمته الفراش، حتى أنه لم يستطع بعدها القيام والعمل، الأمر الذي اضطرها للعمل كخياطة لتوفير ما تحتاجه أسرتها من مال.
وغيرهن فتيات صغيرات أجبرهن الواقع المأساوي للنزول إلى العمل بعدما أغلقت الأبواب أمامهن، رنا سعد فتاة لم تتجاوز العقد الثاني من عمرها، كان لتجربة زواجها الفاشلة ومرض أبيها سبباً جعلها تلجأ للعمل كخادمة، فبعد أن أصيب والدها بحادث أقعده عن العمل قررت والدتها أن تعمل لتعيل أفراد أسرتها ولتوفر دواء لوالدها، وخاصة بعدما انفصلت عن زوجها بحكم المحكمة، إذ كان يتعاطى المخدرات، ووصل إلى حالة من الإدمان لا يمكن تحملها.
وترى رنا أنها تهتم بهندامها لأنها مازالت صغيرة وان عملها كخادمة لن يغير شيئا من أحلامها. وتصر رنا على استكمال دراستها بالرغم من عملها.
بعض النساء وجدن في عملهن كناشطات في المنظمات المدنية والمساهمة في مشاريع إعانة الأرامل والمطلقات وتوفير فرص عمل ومساعدات مالية أو قانونية وغير ذلك يساهم في تقليل الضغط الكبير الملقى على هذه النسوة.
ناهدة إسماعيل في العقد السادس من عمرها ناشطة في منظمة لحرية المرأة أشارت الى أنه دائما ما تطلب النساء ومعظمهن مطلقات وارامل المساعدة من المنظمة. وترى ناهدة أن عمل المرأة شرف لها مشيرة إلى أنها تعرضت لتحديات كثيرة إلا أنها بقيت محافظة على دورها في مساعدة النساء.
هذه باختصار حياة معظم العراقيات اللواتي فقدن المعيل بسبب الحروب ومسلسلات القتل والإرهاب. وكما كثرت التأويلات حول من يقف وراء شقاء المرأة العراقية وضنك حالها، كذلك كانت التساؤلات حول كيفية خلاصها من محنتها؟. وبالرغم من أن هذه المرأة تجد نفسها محاصرة بالعوز والحرمان وكيفية إعانة أبنائها، إلا أنها للآسف لم تجد من يمد لها يد المساعدة.
مزيد من التفاصيل في الملف الصوتي.