أكد الرئيس الأميركي باراك أوباما مواصلة العمل مع الحلفاء لتسريع رحيل معمر القذافي ولكنه لن يستخدم القوة لإزاحته على غرار ما جرى عند إطاحة صدام حسين في الحرب التي قادَتها الولايات المتحدة في العراق عام 2003.
وفي خطابٍ ألقاه ليل الاثنين في كلية الدفاع الوطني في واشنطن وبثّتهُ شبكات التلفزيون، شدد أوباما على أن التحالف الدولي حقق بتحّرُكِه السريع العديدَ من الأهداف التي حدّدها لحماية المدنيين في ليبيا وتفادي وقوع مجزرة خصوصاً في بنغازي. وفي هذا الصدد، قال الرئيس الأميركي عشية انعقاد مؤتمر دولي في لندن بمشاركة 35 دولة لمناقشة الأزمة الليبية ودراسة خيارات سياسية لإنهاء حكم القذافي الذي جاء إلى السلطة في انقلاب عسكري في 1969:
"كُنا نعرفُ أنه لو انتظرنا يوماً واحداً آخر، لـَكانَت بنغازي التي يقطنها سبعُمائة ألف نسمة، لـَكانَت هذه المدينة عانَت من مجزرةٍ تترددُ أصداؤها في أنحاء المنطقة وتُلطّخ ضمير العالم. ولم يكن في مصلحتنا الوطنية أن ندعَ ذلك يحدث. لقد رفضت السماح بحدوث ذلك. ولذلك، منذ تسعة أيام، وبعد التشاور مع قيادة الحزبين في الكونغرس، فوّضتُ القيام بعمل عسكري لوقف أعمال القتل وتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1973".
وقارَنَ أوباما بين العمل الدولي الراهن في ليبيا وجهود التحالف التي قادَتها الولايات المتحدة في عهد سلَفِه الرئيس جورج دبليو بوش لإطاحة صدام حسين قائلاً:
"ًإننا سرنا على ذلك الطريق في العراق، تغيير النظام هناك.. استغرَقَ ثماني سنوات، والآلاف من الأرواح الأميركية والعراقية، ونحو تريليون دولار." وأضاف "هذا شيء لا يمكن للولايات المتحدة أن تتحمل تبعة تكراره في ليبيا".
وفي مقارنته لجهودٍ دوليةٍ أخرى عندما تحرّك الحلفاء لوقفِ مجزرةٍ في البوسنة والهرسك خلال تسعينات القرن الماضي، أشادَ الرئيس الأميركي بالسرعة التي استجابَ فيها المجتمع الدولي لإنقاذ المدنيين في ليبيا من العنف الذي مارَسه نظام القذافي بحقّ شعبه، قائلاً:
"في شهرٍ واحدٍ فقط، عملت الولايات المتحدة مع شركائنا الدوليين لحشدِ ائتلافٍ واسع، وتأمينِ تفويضٍ دولي لحماية المدنيين، ووقفِ جيشٍ متقدّم، ومنع وقوع مجزرة، وإنشاء منطقة حظر الطيران مع حلفائنا وشركائنا. وفي عرَضِ جانبٍ من المنظور على سرعة هذا الرد العسكري والدبلوماسي، يُذكر أنه عندما كان الناس يُعامَلون بوحشية في البوسنة خلال التسعينات فإن الأمرَ استغرق أكثر من عام قبل أن يتدخل المجتمع الدولي بالقوة الجوية لحماية المدنيين".
وفي عرضٍ لأبرز الفقرات التي تضمّنها الخطاب، ذكر تقرير لغرفة الأخبار المركزية في إذاعة أوروبا الحرة / إذاعة الحرية، أن أوباما في مخاطبته الشعب الأميركي الذي شاركَت بلادُه في حربيْ العراق وأفغانستان كان حريصاً على تأكيد تعهّده الأصلي بعدم إشراك قوات عسكرية أميركية إلا بطريقةٍ محدودة فقط، إضافةً إلى نقلِ قيادة العملية الليبية من الولايات المتحدة إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو) في غضون "أيام، وليس أسابيع"، بحسب تعبيره.
وفي هذا الصدد، أعلن أوباما أن الأطلسي سوف يتولى قيادة المهمةَ الدوليةَ سريعةَ الحركة اعتباراً من الأربعاء، الثلاثين من آذار. وأضاف أن الولايات المتحدة ستلعبُ، في إطار هذه المهمة، دوراً مسانداً يشمل الاستخبارات وأعمال البحث والإنقاذ وعمليات تشويش الرادار.
لكنه اعتبر أن من الخطأ توسيع نطاق المهمة لتشمل تغيير النظام الليبي على غرار ما جرى مع نظام صدام حسين في العراق، مضيفاً القول:
"سيكون من الخطأ توسيعُ مَهَمتِنا العسكرية لتشملَ تغيير النظام. إن الـمَهمةَ التي كَلّفتُ قواتِنا بها، لحماية الشعب الليبي من خطرٍ داهم، وإقامة منطقة حظر الطيران، تحمل معها تفويضاً من الأمم المتحدة ودعماً دولياً. وهي أيضاً ما طَلَبَتْ منا المعارضةُ الليبية القيامَ به. لو أننا حاولنا إطاحةَ القذافي بالقوة، فإن تحالفنا سيتصدّع. ولكانَ من المحتمل أن يترتّب علينا وضعُ قوات أميركية على الأرض أو المجازفة بقتل العديد من المدنيين من الجو".
أوباما خَتمَ خطابه بالحديث عن موجة الانتفاضات التي يتّسعُ نطاقها في العالم العربي مطالِبةًَ بالحرية والديمقراطية والتغيير. وقال إنه على امتداد المنطقة بأسْرِها حيث يعيش المواطنون "لحظةَ يقظةٍ فريدة" وتاريخية "هناك جيل جديد يرفض أن يُحرَمَ بعد الآن من حقوقه وفُرَصِهِ."
وفي حديثه عن التغيير، ذكر أوباما أنه سيحصل بشكل مختلف من دولة إلى أخرى مضيفاً القول:
"سوف يكونُ التقدّم متفاوتاً، والتغييرُ سيأتي بشكلٍ مختلف في دولٍ مختلفة. هناك أماكن، مثل مصر، حيث أن هذا التغيير سوف يُلهمُنا ويرفعُ آمالَنا. وستكون هناك أماكن، مثل إيران، حيث يُقمَعُ التغيير بشراسة. ولا بد من تجنّب قوى الظلام للنزاع الأهلي والحرب الطائفية ومواجهة الاهتمامات السياسية والاقتصادية الصعبة. إن الولايات المتحدة لن تكون قادرة على إملاءِ وتيرةِ ونطاقِ هذا التغيير إذ أن شعوب المنطقة فقط هم وحدُهم القادرون على ذلك. ولكن بإمكاننا أن نكونَ مؤثّرين. وأعتقدُ أن حركة التغيير هذه لا يمكن إعادتها إلى الوراء".
وأنهى الرئيس الأميركي خطابه بالدعوة للنظر إلى "المستقبل بثقة تامة وأمل" ليس فقط فيما يتعلق بالولايات المتحدة بَل لكل الذين يتوقون إلى الحرية في جميع أرجاء العالم.
مزيد من التفاصيل في الملف الصوتي.
وفي خطابٍ ألقاه ليل الاثنين في كلية الدفاع الوطني في واشنطن وبثّتهُ شبكات التلفزيون، شدد أوباما على أن التحالف الدولي حقق بتحّرُكِه السريع العديدَ من الأهداف التي حدّدها لحماية المدنيين في ليبيا وتفادي وقوع مجزرة خصوصاً في بنغازي. وفي هذا الصدد، قال الرئيس الأميركي عشية انعقاد مؤتمر دولي في لندن بمشاركة 35 دولة لمناقشة الأزمة الليبية ودراسة خيارات سياسية لإنهاء حكم القذافي الذي جاء إلى السلطة في انقلاب عسكري في 1969:
"كُنا نعرفُ أنه لو انتظرنا يوماً واحداً آخر، لـَكانَت بنغازي التي يقطنها سبعُمائة ألف نسمة، لـَكانَت هذه المدينة عانَت من مجزرةٍ تترددُ أصداؤها في أنحاء المنطقة وتُلطّخ ضمير العالم. ولم يكن في مصلحتنا الوطنية أن ندعَ ذلك يحدث. لقد رفضت السماح بحدوث ذلك. ولذلك، منذ تسعة أيام، وبعد التشاور مع قيادة الحزبين في الكونغرس، فوّضتُ القيام بعمل عسكري لوقف أعمال القتل وتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1973".
وقارَنَ أوباما بين العمل الدولي الراهن في ليبيا وجهود التحالف التي قادَتها الولايات المتحدة في عهد سلَفِه الرئيس جورج دبليو بوش لإطاحة صدام حسين قائلاً:
"ًإننا سرنا على ذلك الطريق في العراق، تغيير النظام هناك.. استغرَقَ ثماني سنوات، والآلاف من الأرواح الأميركية والعراقية، ونحو تريليون دولار." وأضاف "هذا شيء لا يمكن للولايات المتحدة أن تتحمل تبعة تكراره في ليبيا".
وفي مقارنته لجهودٍ دوليةٍ أخرى عندما تحرّك الحلفاء لوقفِ مجزرةٍ في البوسنة والهرسك خلال تسعينات القرن الماضي، أشادَ الرئيس الأميركي بالسرعة التي استجابَ فيها المجتمع الدولي لإنقاذ المدنيين في ليبيا من العنف الذي مارَسه نظام القذافي بحقّ شعبه، قائلاً:
"في شهرٍ واحدٍ فقط، عملت الولايات المتحدة مع شركائنا الدوليين لحشدِ ائتلافٍ واسع، وتأمينِ تفويضٍ دولي لحماية المدنيين، ووقفِ جيشٍ متقدّم، ومنع وقوع مجزرة، وإنشاء منطقة حظر الطيران مع حلفائنا وشركائنا. وفي عرَضِ جانبٍ من المنظور على سرعة هذا الرد العسكري والدبلوماسي، يُذكر أنه عندما كان الناس يُعامَلون بوحشية في البوسنة خلال التسعينات فإن الأمرَ استغرق أكثر من عام قبل أن يتدخل المجتمع الدولي بالقوة الجوية لحماية المدنيين".
وفي عرضٍ لأبرز الفقرات التي تضمّنها الخطاب، ذكر تقرير لغرفة الأخبار المركزية في إذاعة أوروبا الحرة / إذاعة الحرية، أن أوباما في مخاطبته الشعب الأميركي الذي شاركَت بلادُه في حربيْ العراق وأفغانستان كان حريصاً على تأكيد تعهّده الأصلي بعدم إشراك قوات عسكرية أميركية إلا بطريقةٍ محدودة فقط، إضافةً إلى نقلِ قيادة العملية الليبية من الولايات المتحدة إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو) في غضون "أيام، وليس أسابيع"، بحسب تعبيره.
وفي هذا الصدد، أعلن أوباما أن الأطلسي سوف يتولى قيادة المهمةَ الدوليةَ سريعةَ الحركة اعتباراً من الأربعاء، الثلاثين من آذار. وأضاف أن الولايات المتحدة ستلعبُ، في إطار هذه المهمة، دوراً مسانداً يشمل الاستخبارات وأعمال البحث والإنقاذ وعمليات تشويش الرادار.
لكنه اعتبر أن من الخطأ توسيع نطاق المهمة لتشمل تغيير النظام الليبي على غرار ما جرى مع نظام صدام حسين في العراق، مضيفاً القول:
"سيكون من الخطأ توسيعُ مَهَمتِنا العسكرية لتشملَ تغيير النظام. إن الـمَهمةَ التي كَلّفتُ قواتِنا بها، لحماية الشعب الليبي من خطرٍ داهم، وإقامة منطقة حظر الطيران، تحمل معها تفويضاً من الأمم المتحدة ودعماً دولياً. وهي أيضاً ما طَلَبَتْ منا المعارضةُ الليبية القيامَ به. لو أننا حاولنا إطاحةَ القذافي بالقوة، فإن تحالفنا سيتصدّع. ولكانَ من المحتمل أن يترتّب علينا وضعُ قوات أميركية على الأرض أو المجازفة بقتل العديد من المدنيين من الجو".
أوباما خَتمَ خطابه بالحديث عن موجة الانتفاضات التي يتّسعُ نطاقها في العالم العربي مطالِبةًَ بالحرية والديمقراطية والتغيير. وقال إنه على امتداد المنطقة بأسْرِها حيث يعيش المواطنون "لحظةَ يقظةٍ فريدة" وتاريخية "هناك جيل جديد يرفض أن يُحرَمَ بعد الآن من حقوقه وفُرَصِهِ."
وفي حديثه عن التغيير، ذكر أوباما أنه سيحصل بشكل مختلف من دولة إلى أخرى مضيفاً القول:
"سوف يكونُ التقدّم متفاوتاً، والتغييرُ سيأتي بشكلٍ مختلف في دولٍ مختلفة. هناك أماكن، مثل مصر، حيث أن هذا التغيير سوف يُلهمُنا ويرفعُ آمالَنا. وستكون هناك أماكن، مثل إيران، حيث يُقمَعُ التغيير بشراسة. ولا بد من تجنّب قوى الظلام للنزاع الأهلي والحرب الطائفية ومواجهة الاهتمامات السياسية والاقتصادية الصعبة. إن الولايات المتحدة لن تكون قادرة على إملاءِ وتيرةِ ونطاقِ هذا التغيير إذ أن شعوب المنطقة فقط هم وحدُهم القادرون على ذلك. ولكن بإمكاننا أن نكونَ مؤثّرين. وأعتقدُ أن حركة التغيير هذه لا يمكن إعادتها إلى الوراء".
وأنهى الرئيس الأميركي خطابه بالدعوة للنظر إلى "المستقبل بثقة تامة وأمل" ليس فقط فيما يتعلق بالولايات المتحدة بَل لكل الذين يتوقون إلى الحرية في جميع أرجاء العالم.
مزيد من التفاصيل في الملف الصوتي.