ايها الاصدقاء في ارجاء وادي الرافدين، والجاليات العراقية والعربية في العالم، وأكبر تجمع بولاية ميشغن الأمريكية وباقي الولايات، وكندا، وسائر الدول الأوربية الغربية والشرقية والشمالية، إضافة الى سيدني وملبورن بأستراليا، لقد كنا على تواصل معكم طيلة السنوات الـ 17 الماضية، منذ ان كان العراق الحبيب تحت حكم البعث، وخلال الحقبة الجديدة التي تلته. وطوال هذه السنوات حاولنا قدر الأمكان التذكير والتقريب والتعريف: بجيلنا، الذي وصفه فتى العراق ناظم الغزالي بالوقار، والتقريب بينه وبين جيل الشباب، وتعريف الناشئة بالمقام
هذا التراث الكنز الذي لا يفنى، وبالبستات الشعبية، التي تناولت شتى المواضيع التي شغلت بال المجتمع العراقي، ليس فقط خلال أيام الخير، والأمان، والنخوة والتسامح، بل وخلال أيام الضيق كذلك.
التذكير بأيام الخير، التي نشأنا وترعرعنا وذقنا ريوك الـﮔيمر والدبس، والخبز الحار والكليـﭼة، ومن ورا التنور تناوشني الرغيف، الذي يكفيني سنة، الله يرحمك ناظم الغزالي.
هذا ما حاولنا قدر الأمكان، نقله عبر برنامج (من الأجواء العراقية)، الذي خرج أحيانا عن إطار المقام والبستة، إلى عالم ملاهي الطرب، ودور السينما، والمطاعم الشهيرة، مثل مطعم دخو، صوب الجول، ملتقى الفنانين الغبشة على الباﭽـه. أو شريف وحداد، او كاهي الصابونـﭼية وغيرها.
اما فيلسوف المنلوج عزيز علي، فيقول للذين يشعرون بالضيق، بالرغم من أيام الخير: كل حال يزول.
كما حاولنا قدر الإمكان تقديم تسجيلات نادرة منذ أيام الواير، وتعرفنا على مهرجان الموسيقى العربية الأول الذي عقد في القاهرة اوائل ثلاثينات القرن العشرين، ومشاركة الوفد الموسيقي العراقي الكبير، إلى جانب إعجاب الموسيقار محمد عبد الوهاب بالمقام العراقي، وتحديدا بمقام اللامي، فلحن على إنغامه: يللي زرعتوا البرتقال.
ايها الاصدقاء الكرام قد نتسالم معكم، إلا أن المقام التراثي العراقي يبقى حيا مهما مر الزمن، إذ تنطوي معانيه على أصالة وطيبة الشعب العراقي. نلقاكم دائما بخير، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.