تسعى تركيا للحصول على دعم حلف شمال الأطلسي "الناتو" لحملتها ضد "داعش" والقوات الكردية في سوريا ومواقع حزب العمال الكردستاني في شمال العراق. يأتي هذا وسط إستغراب أكراد سوريا من إستهداف تركيا للوحدات الكردية التي تحارب "داعش". وأكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن العمليات العسكرية ضد المقاتلين الأكراد وتنظيم "داعش" ستستمر وشدد على "أن التراجع عن محاربة الإرهاب غير وارد".
وبناء على طلب أنقرة عقد حلف شمال الأطلسي جلسة طارئة الثلاثاء في بروكسل. حيث ناقشت الدول الأعضاء الـ 28 الحملة التي تخوضها تركيا ضد مقاتلي حزب العمال الكردستاني وتنظيم "الدولة الإسلامية" في سوريا. وقال أمين عام الحلف ينس شتولتنبرغ: "إن عقد الاجتماع أمرٌ صائب ويأتي الوقت المناسب لبحث عدم الاستقرار على اعتاب تركيا وحدود حلف الأطلسي، وإن "حلف الأطلسي يتابع التطورات عن كثب ويقف متضامنا مع تركيا".
لا فرق بين حزب العمال الكردستاني و"داعش" ... وزير الخارجية التركي
وكان وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو قال إن المقاتلين الأكراد الذين يحاربون تنظيم "داعش" في سوريا ليسوا أفضل حالاً من المتشددين الإسلاميين.
وقال تشاووش أوغلو في مؤتمر صحفي مشترك عقده الإثنين مع نظيره البرتغالي في لشبونة: "لا فرق بين حزب العمال الكردستاني وداعش. لذلك لا يمكن القول بأن حزب العمال أفضل لأنه يحارب داعش. لماذا يحارب حزب العمال الكردستاني وحزب الاتحاد الديمقراطي؟ هل يحاربون من أجل الأرض، من أجل وحدة أراضي سوريا أو السلام في سوريا؟ كلا، أنهم يرغبون في تقوية أطراف بعينها في سوريا، ويريدون السيطرة على بعض المناطق، وهم يقاتلون من أجل السلطة".
وتأتي العمليات الأمنية التركية ضد المتشددين الإسلاميين والأكراد في تركيا وسوريا والضربات الجوية ضد مواقع لحزب العمال الكردستاني التركي PKK في العراق، بعد تفجير أسفر عن مقتل ما لايقل عن 32 شخصا أغلبهم طلبة شبان في بلدة سروج التركية قرب الحدود مع سوريا الأسبوع الماضي.
تركيا لا تفرق بين أنواع الإرهاب وتريد إيصال رسالة واضحة لـ PYD والوحدات الكردية ... كاتب تركي
ويقول الكاتب والباحث التركي محمد زاهد غول القريب من حزب العدالة والتنمية التركي، ان تركيا لا تفرق بين أنواع الإرهاب، لافتاً الى أن وحدات حماية الشعب الكردية لم تُستهدف بشكل مباشر من قبل القوات التركية بل تم إستهداف عناصر حزب العمال الكردستاني، مشيراً الى أن تركيا كانت تريد إيصال رسالة واضحة لحزب الإتحاد الديموقراطي الكردي السوري PYD، والوحدات الكردية YPG، بأنها إذا ما قطعت علاقتها بحزب العمال الكردستاني، والنظام السوري وإندمجت مع المعارضة السورية المسلحة فبإمكانها أن تكون شريكة لتركيا وللتحالف الدولي، على حد تعبيره.
أمن تركيا وأمن سوريا لا ينفصلان، ومن حق تركيا أن تحافظ على أمنها ... معارض سوري
وأعلنت المعارضة السورية والفصائل المسلحة تأييدها للخطط التركية في محاربة الوحدات الكردية وإقامة منطقة عازلة في الشمال السوري. وقال صبحي الرفاعي، رئيس المكتب التنفيذي لمجلس قيادة الثّورة الذي يضم 100 فصيل مسلح، إن أمن تركيا وأمن سوريا لا ينفصلان، ومن الطبيعي أن يتاثر الأمن التركي بحرب العصابات التي تعاني منها سوريا، ومن حق تركيا أن تحافظ على أمنها.
وأكد الرفاعي أن داعش خطرها أكبر من خطر النظام في المنطقة الشرقية، وأن وجود الوحدات الكردية خطر شديد على تقسيم سوريا، مضيفاً أن العملية التي تقوم بها تركيا تخدم المصلحة التركية وفي الوقت نفسه تخدم الواقع والمستقبل السوري من حيث منع قيام دويلة للأكراد في سوريا، وإبعاد خطر داعش.
وأعلنت تركيا بدء عمليات عسكرية لمحاربة حزب العمال الكردستاني في العراق والوحدات الكردية وتنظيم داعش في سوريا. وكانت وحدات حماية الشعب الكردية قد أصدرت بيانا قالت فيه إن عدة قذائف أطلقتها الدبابات التركية عبر الحدود أصابت مواقعها في قرية على مشارف مدينة جرابلس التي يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية في شمال غرب سوريا، لكن السلطات التركية نفت ذلك.
أي تحرك تركي داخل سوريا الهدف منه فقط معاداة الأكراد وليس وحدات الحماية ... صحفي كردي من كوباني
الصحفي الكردي السوري محمود بالي من سكان كوباني أكد أن القصف التركي إستهدف مواقع لفصائل في الجيش السوري الحر، مضيفاً أن تركيا في وضع محرج فإذا قامت بقصف مواقع الوحدات الكردية أو إعتدت على مناطق الإدارة الذاتية الكردية، فإنها بذلك تستهدف حليفاً للولايات المتحدة الأميركية وتركيا في غنى عن مشاكل تُضاف لمشاكلها الداخلية على حد تعبير بالي الذي قال لمراسل إذاعة العراق الحر، إن أي تحركٍ تركي داخل سوريا، الهدف منه فقط معاداة الأكراد وليس وحدات الحماية، متوقعاً أن تستمر العمليات التركية ضد أكراد سوريا وبأشكال مختلفة ليس بالضرورة أن يكون بالقتال.
وظلت تركيا تمتنع عن الإنضمام الى التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد "داعش" في العراق وسوريا. وكانت تشترط إسقاط النظام السوري وإقامة منطقة عازلة. وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في مؤتمر صحفي قبل توجهه إلى الصين الثلاثاء ( 28 تموز) إن بلاده تسعى لاتخاذ الخطوة الأولى لإقامة منطقة آمنة في شمال سوريا وإنه ناقش هذا الموضوع مع الرئيس الأميركي باراك أوباما الإسبوع الماضي.
وتوقع الرئيس التركي أن يعلن حلف الناتو عن استعداده لاتخاذ الإجراءات الضرورية في هذا السياق، دون أن يكشف عن مزيد من التفاصيل. لكن مسؤولا أميركيا فضل عدم الكشف عن هويته قال الاثنين 27 إن واشنطن وأنقرة متفقتان على العمل معا لتطهير شمال سوريا من تنظيم "داعش"، وإن الجانبين لم يتفقا على فرض منطقة حظر للطيران.
المنطقة الآمنة أو العازلة أو الخالية من داعش كما يريد الأميركان تسميتها هي تحصيل حاصل وتم الإتفاق بشأنها ... محمد زاهد غول
إلا أن الكاتب والباحث التركي محمد زاهد غول القريب من حزب العدالة والتنمية التركي أكد أن المنطقة الآمنة أو العازلة أو الخالية من داعش كما يريد الأميركان تسميتها هي تحصيل حاصل وتم الإتفاق بشأنها بين الجانبين التركي والأميركي، بما يعود على الأمن التركي بالخير.
واشار زاهد غول الى أن المنطقة الآمنة ستفصل بين ما يحصل في سوريا وتركيا، والعملية لها أهداف للأمن القومي التركي وأهداف مباشرة في التخفيف من الأعباء الإقتصادية بسبب اللاجئين السوريين كما ستكون هذه المنطقة معبراً لتقديم الدعم اللوجستي للمعارضة السورية المسلحة.
وكشف صبحي الرفاعي، رئيس المكتب التنفيذي لمجلس قيادة الثّورة السورية، عن لقاءات جرت مؤخراً بين مسؤولين أتراك وممثلين عن فصائل سورية مسلحة، للتنسيق حول العمليات الأمنية التركية داخل سوريا وما وصفه بتحجيم دور داعش والوحدات الكردية، فضلا عن إقامة المنطقة العازلة في الشمال السوري.
ميدانياً واصلت الوحدات الكردية تقدمها وسيطرت الإثنين، على بلدة صرين في شمال سوريا، لتقطع بذلك طريق إمداد حيوي لتنظيم الدولة الإسلامية داعش، يربط بين محافظتي حلب والرقة معقل التنظيم، حسبما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان المعارض.
نحارب الإرهاب نيابة عن العالم وتركيا تستهدف مقراتنا ... شرفان درويش
وأكد شرفان درويش المتحدث بإسم غرفة عمليات "بركان الفرات"، لإذاعة العراق الحر، أن الوحدات الكردية وفصائل بركان الفرات سيطرت بشكل كامل على بلدة صرين التي كانت آخر معاقل تنظيم داعش جنوبي كوباني، واضاف أن عملية تحرير صرين جاءت نتيجة التنسيق المشترك بين الفصائل المسلحة وطائرات التحالف الدولي.
وحول إستهداف تركيا للوحدات الكردية في سوريا، ذكر المتحدث بإسم "غرفة بركان الفرات"، إن عدة قذائف أطلقت على قرية زور مغار ولم تستهدف وحدات حماية الشعب الكردية بل إستهدفت فصائل بركان الفرات، وأسفرت عن جرح اربعة من عناصرهم. وأضاف متحدثاً لإذاعة العراق: "نحن نحارب الإرهاب نيابة عن العالم وتركيا تستهدف مقراتنا، نستغرب ذلك، إنها خطوة ندينها ولا نجد لها اي مبرر ونحن بحاجة الى مساعدة الجميع للقضاء على داعش."
وبحسب شرفان درويش، فان الإستهداف التركي الأخير لمواقع داعش في قرية العياشة والراعي لم يكن إستهدافاً جاداً، قائلاً، "إنهم لم يستهدفوا مقرات داعش الرئيسية". وشدد على أن القوة الوحيدة التي دحرت داعش في سوريا هي فصائل بركان الفرات المؤلفة من وحدات حماية الشعب الكردية YPGووحدات حماية المرأة YPJ، والوية ثوار الرقة وكتائب شمس الشمال وجبهة الأكراد، ومن يريد أن يحارب الإرهاب فليقدم المساعدة لهذه الفصائل لا أن يستهدفها.
بمشاركة مراسل إذاعة العراق الحر في الشمال السوري منار عبد الرزاق.