بعد تراجع فرص العمل في القطاع الحكومي، ازدادات معاناة الخريجين في السنوات الاخيرة، لأن معظمهم لا يجدون فرصة للعمل في القطاع الخاص، أو أنهم لا يملكون المال اللازم للبدء بمشروع اقتصادي صغير.
ويقول عماد الوائلي انه تخرج من كلية الهندسة التقنية قبل سنوات، وما زال يبحث عن فرصة عمل دون جدوى، مشيراً الى انه ويمضي جلّ وقته دون عمل نافع، فهو يتنقل من مقهى لآخر، ويتمنى لو انه كان قادرا على البدء بمشروع صغير يمكن ان يدرّ عليه المال اللازم لتكوين أسرة، ورد بعض الجميل لأهله خصوصا وهو يشعر أنهم أنفقوا الكثير من المال لأجل أن يتم دراسته.
وفي كربلاء تظاهر الخريجون قبل اسابيع مطالبين بتوفير فرص عمل، لكن المشكلة ان الدولة تعاني من الافلاس، ولم يكن امام الخريجين سوى ترديد شعارات تطالب المسؤولين بالتخلي عن بعض امتيازاتهم المالية لخلق فرص عمل لاصحاب الشهادات الجامعية.
ولا توجد احصائية دقيقة بأعداد الخريجين لكنها بشكل عام تبلغ الآلاف، وهم طاقات مهدورة، بحسب وصف بعضهم، ويذكر عبد الكريم عباس انه تخرج من معهد إعداد المعلمين ولم يجد امامه الا ان يعمل سائقا لسيارة اجرة!
وما زال الاقتصاد العراقي قائما على واردات النفط دون ان تشرع الحكومات المتعاقبة في بناء قطاعي اقتصادي متعدد الموارد يمكن ان يستوعب الخريجين والطاقات العاملة الاخرى.