أثار الإعلان عن المجلس الأعلى لقيادة الجيش السوري الحر، ردود أفعال منددة في أوساط المعارضة السورية، منذرة بتصدعات كبيرة داخل مجلس قيادة الثّورة الذي أُعلن عنه في 29 تشرين الثاني نوفمبر من العام الماضي، والمشكّل من 100 فصيل مسلح مُعارض على الأرض.
وأعلن الأحد (19 تموز) عن تشكيل المجلس العسكري الأعلى للجيش السوري الحر من عدد من الضباط المنشقين عن النظام السوري في اجتماع عُقد بمدينة الريحانية بولاية هاطاي جنوب تركيا، حيث ضم التشكيل نحو 30 ضابطاً من المنتمين للجيش السوري الحر.
وأوضح عبد الكريم الأحمد، الذي عرّف نفسه بأنه قائد أركان "الجيش الحر"، في تصريحات صحافية، أنه "تمت إعادة هيكلة المجلس العسكري القديم الذي مضى على تأسيسه نحو ثلاث سنوات، بالتعاون مع مجلس قيادة الثورة، وانتخاب أعضاء جدد للمجلس من الضباط الفاعلين وقادة فصائل على الأرض".
إعادة هيكلة مجلس القيادة العسكرية العليا للجيش السوري الحر لا يعني نسف المجلس بشكل كلي... صبحي الرفاعي
ودافع رئيس المكتب التنفيذي لمجلس قيادة الثّورة صبحي الرفاعي عن الإعلان خلال حديث لإذاعة العراق الحر بالقول: "إنّ الإعلان عن المجلس العسكري الجديد، جاء ضمن النظام الداخلي، للمجلس، لإعادة هيكلة مؤسسات الثّورة من قيادة عسكرية وائتلاف، فضلاً عن أنّ إعادة الهيكلة لا يعني نسف المجلس بشكل كلي".
وكشفت مصادر لإذاعة العراق الحر أنّ أبرز فصيلين مشكلّين لمجلس قيادة الثّورة وهما "جيش الإسلام" و"أحرار الشّام"، غابا عن الاجتماع والإعلان عن المجلس، وهو أمر أكدّه الرفاعي، مشيراً إلى أنّ جيش الإسلام لازال مكوّن أساسي في المجلس، ويوجد له ممثل في المكتب التنفيذي، فيما يحاول فصيل "أحرار الشام"، جعل المجلس واجهة سياسية فقط لجيش الفتح، وهو غير ما اتفق عليه، حيث أنّ أساس تشكيل المجلس هو عسكري.
وتأتي خطوة الإعلان عن المجلس العسكري الجديد لتحدث شرخاً في صفوف الهيئات المشكّلة لمجلس قيادة الثّورة، حيث رأى رئيس الهيئة العسكرية في المجلس اللواء محمد حاج علي أنّ المعلنين عن المجلس العسكري الأعلى للجيش السوري الحر لا يشكّلون سوى 5% من مجموع الفصائل العاملة على الأرض.
الإعلان عن المجلس العسكري الجديد خطوة استباقية قبل إعلان الائتلاف عن مجلسه العسكري... اللواء محمد حاج علي
وأشار الحاج علي في حديث لإذاعة العراق الحر إلى عدم وضوح معالم هذا المجلس، وجدوى جعل مجموعة من الأشخاص، لا يملكون مستوى عال من الخبرة والكفاءة، أعضاء في المجلس العسكري.
وأبدى الحاج علي تأييده لسعي الائتلاف السوري المعارض لتشكيل مجلس عسكري أعلى بتراتبية عسكرية، رغم التحفظات على أدائه وعمله خلال الفترة الماضية، مشيراً إلى أنّ الإعلان عن المجلس العسكري الأعلى من قبل عدد من أعضاء المكتب التنفيذي في مجلس قيادة الثّورة، هي خطوة استباقية قبل إعلان الائتلاف عن مجلسه.
وسارع الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية الى نفي أي علاقة للمجلس الجديد بجهود الائتلاف في تشكيل مجلس عسكري جديد عوضاً عن السابق الذي تم إنهاء عمله باجتماع الائتلاف الشهر الماضي.
ولفت الإئتلاف في بيان له إلى أن "إعلان ما سمي بالمجلس العسكري الجديد، ليس سوى محاولة لتضليل الرأي العام، من قبل بعض أعضاء المجلس المنحل في ظل الجهود التي يقوم بها الائتلاف مع الفصائل المقاتلة لتشكيل قيادة موحدة ضمن إطار وطني جامع".
نسعى لتشكيل مجلس قيادة عسكرية للجيش السوري الحر بعيداً عن التجاذبات السياسية... أمين عام الائتلاف السوري المعارض
وقال أمين عام الائتلاف السوري المعارض محمد يحيى مكتبي لإذاعة العراق الحر، إنّ الائتلاف يسعى من خلال لجنة للتواصل مع الجميع من أجل تشكيل مجلس قيادة عسكرية للجيش السوري الحر، بعيداً عن التجاذبات السياسية وما وصفه بـالشللية في الائتلاف من خلال التواصل مع الجميع على الأرض، فضلاً عن التواصل مع الضباط المنشقين على الأرض.
مكتبي أكد إنفتاح الإئتلاف على جميع الفصائل المسلحة للإنضمام للمجلس العسكري الجديد الذي سيُشكل، عدا تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) وجبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة.
ومن أبرز الفصائل الثورية العاملة على الأرض داخل سوريا وانضوت تحت راية مجلس قيادة الثورة: جيش الإسلام، وفيلق الشام، وجيش المجاهدين، وحركة نور الدين زنكي، وألوية صقور الشام، وحركة حزم، وهيئة دروع الثورة، والجبهة السورية للتحرير.
وأعلن رئيس هيئة الأركان العميد عبد الكريم الأحمد في مؤتمر صحفي عن إعادة الهيكلة الجديدة لمجلس القيادة العسكرية العليا للجيش السوري الحر، قائلاً إنها "تضم ثلاثين شخصية عسكرية ومدنية تمثل الجبهات السورية الخمس، وحصة كل منها ستة أشخاص".
تشكيل مجلس عسكري جديد لن يضيف أكثر من بند جديد لإطالة عمر النظام... بسام حاجي مصطفى
وفي تعليقه على نتائج المؤتمر الذي تم فيه الإعلان عن تشكيل المجلس العسكري الجديد، أكد المعارض السوري بسام حاجي مصطفى أنّ هذا المؤتمرات وما يخرج عنها، لن تضيف سوى بند جديد هو نتاج الصراعات الداخلية والحروب الناتجة عن تصادم الأجندات الإقليمية والدولية في الساحة السورية.
واضاف مصطفى متحدثاً لإذاعة العراق الحر، أن المجموعات والشلل التي أرهقت كاهل الثورة السورية بخلافاتها وصراعاتها على النفوذ وعلى المناصب وتسلقت هذه الثورة ستبقى الى آخر لحظة من عمر النظام تنتج هيئات ومؤسسات فاشلة، وتشكيل مجلس قيادة عسكرية جديد لن يضيف الى المعادلة أكثر من بند جديد لإطالة عمر النظام على حد تعبيره.
تشكيل المجالس العسكرية لن يفيد المواطن السوري باي شكل... مواطنة سورية
واثار الإعلان عن تشكيل مجلس عسكري جديد من قبل الهيئة التنفيذية لمجلس قيادة الثورة السورية، ردود أفعال في أوساط المواطنين وخاصة في المناطق غير الخاضعة لسيطرة النظام، لأن الإعلان جاء بعد مرور خمسة أعوام على إنطلاق الثورة السورية، قُتل وشُرد وهجر خلالها مئات الالاف من السوريين داخل وخارج سوريا.
المجلس العسكري الجديد لن يختلف عن المجالس العسكرية السابقة... مواطن سوري
وتقول المواطنة السورية سمر من مخيم أطمة الحدودي للاجئين إن تشكيل المجالس العسكرية لن يفيد المواطن السوري باي شكل ولن يوقف شلالات الدم في سوريا بل سيزيد معاناة السوريين.
ويؤكد المواطن سمير من دير الزور أن المجلس العسكري الجديد لن يختلف عن المجالس العسكرية السابقة ولن يغير في مسار الثورة السورية واصفاً إياه بمجلس المناصب والكراسي.
ساهم في إعداد البرنامج مراسل إذاعة العراق الحر منار عبد الرزاق على الحدود السورية التركية.