استقبل رئيس الجمهورية الباجي قايد السبسي يوم الاثنين 20 جويلية الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي مع وفد رافقه من البرلمان الفرنسي ومجلس الشيوخ و قد صرح ساركوزي اثر اللقاء في مؤتمر صحفي بأن من الضروري دعم تونس في حربها ضد الإرهاب و مرافقة تونس في إنجاح برامجها التنموية.
هذه الزيارة التي تخللنها تصريحات للرئيس الفرنسي عن دعمه لتونس خلال مروره بمتحف باردو موقع أول عملية إرهابية لم تلاق استحسان التونسيين فقد استنكر القيادي بالجبهة الشعبية محمد جمور استقبال تونس له قائلا إن ساركوزي ليس مرحبا به في تونس باعتبار أنه ساند الرئيس المخلوع زين العابدين ابان الثورة و حاول إنقاذ نظامه مضيفا أن هذه الزيارة التي تبدو ظاهريا داعمة لتونس خلال هذه المرحلة الصعبة هدفها خدمة الحملة الانتخابية لساركوزي في الانتخابات الرئاسية الفرنسية القادمة مؤكدا أن تونس لا تنتظر شيئا من ساركوزي ولا الجبهة الشعبية حسب قوله.
الناشط السياسي الصافي سعيد استنكر من جهته في حوار تلفزيوني هذه الزيارة واعتبر تصريحات الرئيس الفرنسي السابق حول دور لورنس العرب في ثورات الربيع العربي مريبة وأضاف أن ساركوزي سمح لنفسه بالتحدث عن الوضع مع ليبيا والجزائر متفاخرا وهو شخص خطير ويسعى الى تفتيت المنطقة وهو يصرح بأشياء لم يكن نابليون نفسه ليصرح بها في أوج عظمته، حسب قوله.
ذلك وقد صرح الناطق الرسمي للجبهة الشعبية حما الهمامي في نفس السياق بان تصريحات ساركوزي هدفها إحداث البلبلة مع الجزائر خصوصا بقوله أن وجود تونس بين الجزائر و ليبيا جغرافيا يضعها في وضع لا تحسد عليه وانه لا يعرف ما ستؤول إليه الأوضاع في الجزائر، هذه التصريحات قد تؤثر سلبيا على العلاقات بين البلدين حسب تصريح حما الهمامي.
أخيرا صرح المستشار السابق لساركوزي عبد الرحمان الدحماني بالقول إنه كان على تونس ألا تستقبل ساركوزي خصوصا انه كان مساندا للنظام السابق واعتبر أن الرئيس الفرنسي السابق هو من يقف وراء الأخطار الإرهابية التي تهدد تونس والجزائر وبأنه لم يكن يوما صديقا للعرب أو لتونس وأنه كان مستعدا لسلبهم حق الإقامة والعمل في فرنسا خلال فترته الرئاسية السابقة.
الرئاسة لم تعلق على التصريحات المختلفة التي تستنكر زيارة الرئيس الفرنسي السابق لتونس ولكن الآراء العامة تكاد تجمع على انه ليس مرحبا به في تونس وتشكك في الأسباب الفعلية لهذه الزيارة خصوصا في الوضع الراهن.