يؤكد مطربون ريفيون ان أعمالهم الغنائية لا تزال محط إعجاب وترحيب مختلف الأجيال رغم عدم الاهتمام الإعلامي والمؤسساتي بها، لأنها تمثل ذاكرة العراقيين، مشيرين الى وجود محاولات يبذلها مهتمون بالتراث الإبداعي لتحديثها وإعادة الاهتمام بها مجدداً.
ويقول الملحن والمطرب الريفي عودة فاضل إن العديد من المطربين الشباب يطالبونه بالحان ريفية، وانه ينظم حفلات في بغداد والمحافظات لنشر الأغنية الريفية ذات الملامح التطريبية التي تأسست وتطورت عبر مراحل تاريخية لتكون معروفة عربياً، من خلال تقديم أغان أبدعتها قامات الأغنية الريفية أمثال حضيري أبو عزيز وداخل حسن وناصر حكيم وآخرين.
ويرى الملحن جعفر جاسم ان مسؤولية تجديد وتطوير الأغنية الريفية لتواكب العصر وتحظى بقبول الشباب تقع على عاتق الملحنين الشباب والمطربين الذين لابد لهم إن يعيدوا غناء الأعمال القديمة بأسلوب جديد والتذكير بمبدعي هذا الفن عبر مزاوجة لحنية وتطريبية بين الماضي والحاضر دون تجاهل اللون الريفي الذي يمثل اللون الغنائي الأصيل للجنوب العراقي.
ويعتقد الناقد الفني سامر المشعل إن سبب انحسار الأغنية الريفية ناتج من غياب الحفلات في الإحياء الشعبية والتي كانت ترفد الساحة الغنائية بمطربين ريفيين موهوبين، وكانت محط تنافس جميل بين المطربين، ويبدو ان التشدد الديني ساهم في منع تلك الحفلات، ما اثر أيضا على تراجع الأغنية الريفية.