يتصاعد القلق في اوروبا إزاء إستمرار تجنيد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) للشباب المسلم لإرسالهم الى العراق وسوريا، وهذا ما دفع الى إنطلاق مبادرات لمكافحة هذا التنظيم والتطرف الإسلامي على شبكات التواصل الإجتماعي.
وأطلق بعض العلماء المسلمين البارزين فى بريطانيا، مجلة باللغة الإنكليزية بإسم "Haqiqh" الحقيقة لمكافحة التطرف على شبكة الإنترنت، تهدف إلى توعية الشباب حول مخاطر الأفكار المتطرفة، التى يتبناها تنظيم (داعش)، من خلال إعادة تفسير آيات من القرآن الكريم التي يستخدمها الجهاديون لتبرير الهجمات الإرهابية.
وفي إطار هذه المبادرات بدأ المفكر الإسلامي طرفة بغجاتي، رئيس مبادرة المسلمين النمساويين، وعضو اللجنة الإدارية للهيئة الإسلامية في ڤيينا، بنشر خطب دينية قصيرة تخاطب الشباب المسلم على موقع اليوتيوب باللغتين العربية والألمانية.
طرفة بغجاتي: الإتجاه المتطرف هو الذي يخاطب اليوم الشباب المسلم
إذاعة العراق الحر أجرت مقابلة خاصة مع المفكر الإسلامي طرفة بغجاتي للحديث عن مبادرته وتأثير المبادرات التي تهدف الى محاربة فكر تنظيم (داعش) وتوعية الشباب حول مسائل تتعلق بدينهم.
وأكد بغجاتي (الصورة)أن الإتجاه المتطرف هو الذي يخاطب اليوم الشباب المسلم بلغتهم وعبر مواقع التواصل الإجتماعي في ظل غياب الخطاب الإسلامي المعتدل،
ولذلك قرر مع عدد من الشباب والشابات في النمسا تبني مشروع لنشر خطب دينية مصورة لمدة 5-10 دقائق.
https://www.youtube.com/watch?v=V4TjE1YA8ug&feature=youtu.be
ويقول بغجاتي إن "أول حلقة حملت عنوان "هل تحتاج سوريا لمقاتلين أوروبيين" وتناولت تجنيد تنظيم (داعش) الإرهابي للشباب بحجة مساعدة سوريا والجهاد."
وأضاف بغجاتي، "أن (داعش) لم تحرر الرقة من بشار الأسد ونظامه بل بالعكس، هي التي أتت وطردت المعارضة السورية وقتلت علماء المسلمين وجعلت الرقة تحت إحتلال ما يسمى الدولة الإسلامية أو (داعش)."
وتركز الخطب في حلقات أخرى على موضوع مقاصد الشريعة الإسلامية، والقيم الإسلامية والقيم الأوروبية هل تتعارضان ام تتوافقان وغيرها من الأمور الحساسة.
وكانت دول أوروبية مثل ألمانيا وبريطانيا دقت ناقوس الخطر لتحذر من خطر (داعش) وقدرته على تجنيد المزيد من الشباب المسلم وإرسالهم الى العراق وسوريا، كما شهدت دول أوروبية هذا العام هجمات إرهابية نفذت من قبل من يوصفون بـ"الذئاب المنفردة".
وتشير التقارير الى أن تنظيم (داعش) يستغل الإنترنيت لتجنيد الشباب، حيث تم تجنيد أغلبية المنضمين إليه عبر مواقع التواصل الاجتماعي وعلى رأسها (تويتر)، وحسب إحصاءات قدمها السفير مارك والاس، رئيس مشروع مكافحة التطرف في أوروبا فإن أكثر من 40 ألف حساب مؤيد وداعم لـ(داعش) موجودة على موقع التواصل "تويتر" تقوم ببث الدعاية والترويج والمساعدة في التجنيد.
طرفة بغجاتي(الصورة)، رئيس مبادرة المسلمين النمساويين، ورئيس منتدى "الحوار المسيحي - الإسلامي" في النمسا،
يؤكد على أهمية محاربة التطرف عن طريق وسائل التواصل الإجتماعي، لكن ليس لارضاء اية جهة بل لفهم حقيقة الدين الإسلامي وإعادة التفكير في كيفية دخول ما وصفه بـ "الفكر الأعرج الاعوج" لتنظيم (داعش) الى عقول الشباب.
وشدد بغجاتي على أهمية الوجود على الانترنيت وفي وسائل التواصل الاجتماعي لان الشباب لا يأخذ الفتاوى إلا عن طريق وسائل البحث على شبكة الأنترنيت وما أسماه بـ"الشيخ غوغل".
ويحذر بغجاتي من ظاهرة الإسلاموفوبيا التي بدأت تنشر في المجتمعات الأوروبية، وكأن كل شاب مسلم ممكن ان يكون (داعش)ياً وهذا ظلم بحسب بغجاتي الذي أكد أن موضوع مكافحة الإرهاب أو مكافحة (داعش)، موضوع مهم وخطير ومصيري، لكن لا يمكن القبول به ذريعة لإتهام المسلمين عامة.