حطت في قاعدة بلد العسكرية الاثنين الماضي (13 تموز) أربع طائرات حربية من نوع ايف 16 وهي الدفعة الاولى من مجموع 36 طائرة تعاقد العراق على شرائها من الولايات المتحدة منذ سنوات غير ان عملية التسليم كانت بطيئة.
وأعلن قائد القوة الجوية الفريق الطيار الركن أنور حمد أمين اليوم الاربعاء ان الطائرات بدأت اولى طلعاتها التدريبية تمهيدا لمشاركتها في العمليات العسكرية الجارية حاليا ضد مسلحي تنظيم داعش.
ونُقل عن امين قوله للصحفيين إن الطائرات ستشارك فعليا في المعارك في غضون أيام وأكد ان دورها سيكون كبيرا في ضرب الاهداف التابعة لتنظيم داعش في اطار عمليات تحرير الانبار وباقي المناطق الخاضعة للتنظيم.
وتوقعت وكالة فرانس بريس للانباء في تقرير بثته عن وصول الطائرات أن هذه الطائرات لن تؤثر كثيرا على قواعد اللعبة في العراق.
لكن الخبير الستراتيجي احمد الشريفي قال إن تسلم هذه الطائرات أمر مهم وجيد ولكن.. يجب ان تكون هناك ادارة جيدة ايضا للعمليات كي يكون لوجودها ولدورها أثر فاعل.
اللواء المتقاعد عبد الكريم خلف أكد هو الآخر اهمية تسلم هذه الطائرات بالنسبة للعراق.
فيما اعتبر المحلل السياسي احسان الشمري أن تسليم طائرات ايف 16 الى العراق في هذا التوقيت بالذات يوجه رسائل عديدة الى العراق والى اطراف اخرى.
اول رسالة مفادها ان الولايات المتحدة تفي بوعودها لحلفائها.
اما الرسالة الثانية فهي أنها تريد ترجيح كفة القوات العسكرية على قوات الحشد الشعبي، حسب رأي الشمري.
وهناك ايضا رسالة ثالثة تريد الادارة الاميركية إيصالها حسب رأي الشمري ولكن هذه المرة الى الداخل الاميركي مشيرا الى الصراع بين الديمقراطيين والجمهوريين والى اتهامات وجهت الى ادارة الرئيس باراك اوباما بالتلكؤ في مساعدة الجيش العراقي.
الشمري قال ايضا إن الولايات المتحدة تريد ايضا ان تشارك بشكل فاعل في الانتصارات التي قد تحققها القوات العراقية ضد تنظيم داعش ولكن دون الانخراط في عمليات قتالية على الارض.
طيارون تدربوا على ايف 16
هذا وقد تلقى عدد من الطيارين العراقيين دورات تدريبية في الولايات المتحدة للتمكن من قيادة طائرات ايف 16 ومنهم العميد الطيار راصد محمد صديق الذي فقد حياته خلال مهمة تدريبية في اريزونا في الرابع والعشرين من حزيران الماضي عندما سقطت طائرته.
ولم يعثر على جثة الطيار إلا في السابع والعشرين من حزيران فيما قالت الولايات المتحدة إنها ستبدأ تحقيقا في أسباب الحادث.
السفارة الاميركية نعت الطيار ووصفته بالشجاع وقدمت تعازيها للعراق فيما قالت وزارة الدفاع العراقية إن العميد الطيار التحق بركب الشهداء وأعلن سفير العراق في الولايات المتحدة لقمان الفيلي أن الخبراء والجهات المختصة يقومون بعمليات تحقيق لمعرفة اسباب تحطم الطائرة وأن تسيقا يجري معهم في هذا الشأن.
يذكر ان البطء الذي رافق تسليم طائرات ايف 16 الى العراق دفع العراق الى الاستعانة بروسيا وبإيران لغرض الحصول على الدعم العسكري الجوي والذي جاء في شكل طائرات سوخوي وذلك لمواجهة هجمات تنظيم داعش الذي يسيطر حاليا على اجزاء واسعة من العراق.
هذا وتعد طائرات ايف 16 من اكثر المقاتلات الحربية تطورا في العالم ويمكن استخدامها في اي طقس وتصل سرعتها الى 200 كم في الساعة وسبق وان استخدمتها الولايات المتحدة في عاصفة الصحراء في عام 1991 كما تستخدمها في ضربات التحالف الدولي ضد تنظيم داعش حاليا.
بمشاركة مراسل اذاعة العراق الحر في بغداد أياد الملاح.