حذر مرصد دار الإفتاء المصرية، في تقريره عاجل له، حذر من زيادة وتيرة العمليات الانتحارية والتفجيرات الإرهابية واتساع رقعتها الفترة المقبلة في مصر، وذلك بعدما عدَّل تنظيم "داعش" الإرهابي من إستراتيجيته في مصر، واعتماده أسلوب "الإنهاك" ضد مؤسسات الدولة.
ويأتي التقرير في أعقاب عملية تفجير قنصلية إيطاليا في القاهرة بواسطة سيارة مفخخة، وهي العملية التي تمثل تطورا نوعيا لعمليات داعش في مصر بعد تمكنه من اختراق إجراءات أمنية مشددة وسط العاصمة المصرية.
وأشار المرصد، في تقريره، إلى أن مرحلة الإنهاك التي لجأ إليها تنظيم "داعش" يهدف منها إلى تحقيق ثلاثة أهداف رئيسية، أولها تشتيت جهود الجهاز الأمني المكلفة بملاحقة ومطاردة العناصر الإرهابية، وذلك بفتح ساحات جديدة للتعقب والملاحقة والصراع تسهم في تشتيت جهود الأمن وعملياته ضد التنظيم، وهو الأمر الذي يسهم بشكل غير مباشر في تخفيف الضغط عن مناطق تمركز التنظيم في سيناء، والبؤر التي يختفون فيها.
وأشار التقرير، إلى أن ثاني أهداف تنظيم "داعش" من عمليات مرحلة "الإنهاك" – وفق ما جاء في كتاباتهم وعضدتها ممارساتهم على أرض الواقع - هو ضرب الاستقرار الاقتصادي، وتهديد الاستثمار الأجنبي ودفعه للهرب خارج البلاد، مؤكدا أن دلالة استهداف القنصلية الإيطالية يأتي باعتبار أن إيطاليا أحد أكبر شركاء مصر التجاريين في أوروبا، وتربطها بمصر علاقات اقتصادية وسياسية كبيرة وراسخة.
وأكد المرصد، على أن ثالث أهداف عملية القنصلية الإيطالية في القاهرة، تتمثل في "ضرب الثقة" بين المواطنين وأجهزة الأمن، والتشكيك في قدرتها على فرض الأمن وملاحقة الإرهابيين، وهو أمر تعمل الآلة الإعلامية للتنظيم على نشره والترويج له من خلال تصوير العمليات الإرهابية، وتبنيها وتقديمها في سياق "هوليودي" يروج للمقاتلين باعتبارهم أصحاب قدرات خارقة.
وأكد المرصد، أن فشل مرحلة "النكاية والإنهاك" التي لجأ إليها التنظيم في مصر يعنى تضاءل فرص التنظيم في البقاء في مصر، وفشله في كافة المراحل والاستراتيجيات التي يُنَظِر لها التنظيم وفق أدبياته وكتابات كبار مفكريه، والتي تمثل الزاد الفكري والمعرفي لدى الحركات والجماعات الإرهابية، وهو ما يمثل خسارة كبيرة على المستويين، المعنوي والمادي، لتنظيم "داعش" في مصر.
ودعا المرصد، كافة المؤسسات في مصر للعمل لصد هذه الموجة الإرهابية على المجتمع، وإحباط محاولات "داعش" في تهديد الاستثمار الأجنبي، أو تشتيت جهود الأمن في ملاحقة التنظيم وتتبع عناصره، بالإضافة إلى العمل على مساندة مؤسسات الدولة في مكافحة الإرهاب ومطاردته، على حد ما جاء في تقرير المرصد.