في هذه الحلقة من برنامج (المجلة الثقافية) وقفة مع كتاب يتناول المقموع والمسكوت عنه في السرد العربي، ومحطة مع اعمال ترميم وصيانة تمثال "أبو نؤاس" في شارع "أبو نؤاس" الذي تعرض للتخريب مؤخراً، وفقرة عن شارع الفراهيدي في البصرة، ولقاء مع شاعر من الناصرية.
المقموع والمسكوت عنه
"المقموع والمسكوت عنه في السرد العربي" كتاب للناقد فاضل ثامر يتناول فيه تلك العناصر التي لا تظهر الى السطح عادة لسبب أو آخر في السرد العربي. الكتاب يقع في 296 صفحة من القطع المتوسط، وهو من اصدارات دار المدى، ويتضمن 22 فصلاً، بما في ذلك المقدمة. ومن عناوين هذه الفصول التي تعبر عن مضمون الكتاب: "البنية السردية وتعدد الاصوات في الرواية العربية"، "دلالة المظهر الغرائبي في السرد العربي"، "الرواية العراقية من الريادة الى النضج"، وغير ذلك من العناوين ذات الصلة. ومن الغلاف الخلفي للكتاب الفقرة الدالة التالية: "إذا كانت الكتابة القصصية هي مثل جبل الثلج لا يظهر منه الا جزء بسيط، أما الجزء الاعظم فيظل غير ظاهر، ومغموراً في الماء، فإن الجزء الغاطس او المغيب في الخطاب الروائي يمثل نصاً غائباً او موازياً للنص الظاهر لا يقل اهمية وتأثيراً عن النص المكتوب. وهو ما يدفع بالناقد الحديث للبحث عن استراتيجية لاكتناه المسكوت عنه او المغيب في الخطاب الروائي واعادة انتاجه وتاويله اعتمادا على فاعلية القراءة المنتجة".
تجربة شعرية من الناصرية
تستضيف هذه الحلقة شاعراً من الناصرية هو شاكر الغزي الذي يقول انه ومجموعة من أصدقائه يكتبون ما يسمّونه "القصيدة العمودية الحديثة"، وهي قصيدة جديدة في تراكيبها والفاظها، مع الحفاظ على الشكل العمودي للقصيدة التقليدية، في مسعى لمواكبة الحياة الحديثة ضمن البنية المعروفة للقصيدة العمودية، ويشير الى ان من الوسائل التجديدية هي حداثة الالفاظ، عبر إشاعة ألفاظ الحياة اليومية وتوظيفها بشكل ملائم. ويرى الغزي ان الكثير من الاسماء الشعرية الهامة كانت تكتب خلال فترة النظام السابق بشكل سري أو في الظل، ثم ظهرت الى العلن بعد سقوط النظام الدكتاتوري عام 2003، ما يشير الى استمرارية النشاط الشعري العراقي، ولكنه يقول ان النقد لا يزال قاصراً عن مواكبة التغيرات الجارية في مختلف مجالات المشهد الثقافي العراقي.
شارع الفراهيدي في البصرة
في زيارة لشارع الفراهيدي، اعلن رئيس مجلس محافظة البصرة صباح البزوني عن سعي المجلس الى تنفيذ بعض اعمال الصيانة والتأهيل في هذا الشارع الثقافي بالتعاون مع الدائرة البلدية، لكي يكون لائقا بالمثقفين والفنانين والادباء خلال الفترة المقبلة، مبيناً ان المجلس يسعى لان يكون هذا الشارع مرفقاً ثقافياً دائماً وملتقى للادباء والمثقفين على غرار شارع المتنبي في بغداد. يذكر أن فكرة شارع الفراهيدي في البصرة التي أطلقها شباب ومنظمات مدنية في المدينة كانت قد إبتدأت قبل عدة شهور في مسعى لجعل الشارع مركزاً ثقافياً للكتب والثقافة في مدينة البصرة على غرار شارع المتنبي في بغداد.
تمثال "أبو نؤاس"
باشرت أمانة بغداد بأعمال ترميم واصلاح قاعدة تمثال "أبو نؤاس" في شارع "أبو نؤاس" التي تعرضت خلال الفترة الماضية الى اعمال تخريب، بما فيها قلع اللوحة النحاسية التعريفية بالتمثال، ما اثار مخاوف في الوسط الثقافي ظهرت على صفحات التواصل الاجتماعي، من وجود نية لازالة التمثال نفسه، منها بيان لمدير عام دائرة الفنون التشكيلية في وزارة الثقافة شفيق المهدي قال فيه ان "المثقفين العراقيين تلقوا أخباراً مفادها أنّ تمثال الشاعر أبي نواس المقام على ضفاف دجلة في بغداد، الذي نحته الفنان الراحل إسماعيل فتاح الترك عام 1972، تم تخريب قاعدته واقتلاع اللوحات النحاسية المنحوتة التي تعرف به وبالفنان". لكن امانة بغداد التي باشرت باعمال اصلاح قاعدة التمثال، أكدت انها تولي اهتماماً كبيراً بصيانة النصب والتماثيل بالتعاون والتنسيق مع وزارة الثقافة، لافتة الى أنها قامت في وقت سابق بصيانة تمثال عبد المحسن السعدون في ساحة النصر وتأهيل وتطوير سوق الصفارين وسوق السراجين وسوق السراي وشارع ونصب المتنبي ومقتربات مبنى القشلة وغيرها من المناطق التراثية المهمة.