أقر مسؤولون أميركيون ومعارضون سوريون بتعثر برنامج التدريب الذي خصصته واشنطن للمعارضة السورية "المعتدلة" لمواجهة تنظيم "الدولة الإسلامية" داعش والنظام السوري، في ظل الحديث عن خلاف تركي أميركي حول أهداف هذا البرنامج ودور الأكراد.
وأجرى الجنرال المتقاعد جون ألن المبعوث الخاص للرئيس باراك أوباما والوفد المرافق له، محادثات في أنقرة الثلاثاء والأربعاء مع كبار المسؤولين الأتراك، حول سبل التعاون ضمن التحالف الدولي ضد تنظيم "الدولة الإسلامية"(داعش).
علي باكير: الجانب التركي أعرب عن مخاوفه من التقدم الذي تحرزه الوحدات الكردية
وكشف علي باكير الباحث في العلاقات الدولية والشؤون الاستراتيجية في حديثه لإذاعة العراق الحر أن الجانب التركي أعرب عن مخاوفه من التقدم الذي تحرزه الوحدات الكردية في الشمال السوري، وطالب الوفد الأميركي بإنشاء المنطقة الآمنة. واشار باكير الى أن الجانب التركي يُصر ومنذ أشهر على فتح قاعدة إنجرليك الجوية، وأيضاً المجال الجوي التركي، لشنّ الهجمات ضد (داعش).
وتقول مصادر تركية انه تم الإتفاق على توجيه ضربات لـ(داعش وأهداف أخرى لم يتم الإعلان عنها بعد ولا يُعرف إن كانت ستشمل النظام السوري بحسب تعبير باكير.
وكان الرئيس الأمريكي باراك أوباما تعهد بزيادة الدعم الأميركي للمعارضة السورية المعتدلة، وأكد خلال اجتماعه مع فريق الأمن القومي في البنتاغون الاثنين (6 تموز)، ضرورة القيام بمزيد من الخطوات في موضوع تدريب وتجهيز المعارضة السورية المعتدلة.
ويتضمن البرنامج الأميركي بحسب قائمين عليه، تأمين غطاء جوي وتسليح كامل، فضلا عن تعهد الولايات المتحدة بتقديم مبلغ نصف مليار دولار بالإضافة للتدريب على السلاح النوعي، لكن وزير الدفاع الاميركي آشتون كارتر،
أقر ان البرنامج الاميركي لتدريب المعارضة السورية المعتدلة وتسليحها متأخر جداً، معترفا خلال شهادة ادلى بها امام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ هذا الإسبوع، بانه يتم حالياً تدريب 60 مقاتل فقط، وذلك بعد مرور 3 اشهر من بدء البرنامج التدريبي الذي يفترض ان يؤدي مع نهاية السنة الحالية الى تدريب 5 الاف مقاتل.
رئيس المكتب التنفيذي في مجلس قيادة الثورة السورية، صبحي الرفاعي، أكد لإذاعة العراق الحر أن المجلس لا علاقة له ببرنامج التدريب الأميركي، لكن المعلومات التي وصلتهم تشير الى أن الأميركيين أخطأوا التقدير عندما أخبروا المتدربين أن برنامج التدريب يهدف الى تهيأتهم لمحاربة داعش فقط.
مصطفى سيجري: لا توجد جدية في التعامل من قبل المسؤولين عن برنامج التدريب الأميركي
مصطفى سيجري عضو مجلس قيادة الثّورة السورية، ومطلع على عملية التدريب، أكد لإذاعة العراق الحر، أنّه لا توجد جدية في التعامل من قبل المسؤولين عن برنامج التدريب الأميركي وهذا البرنامج لا يلبي طموحات الشعب السوري.
وبحسب سيجري فإن الإقبال على معسكرات التدريب كان كبيراً في البداية لكن الأعداد تراجعت بشكل كبير بعد أن أتضحت الامور وفرض الجانب الأميركي على المتدربين الإلتزام بقتال تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) فقط مقابل الدعم الأميركي وهذا ما ترفضه الفصائل السورية.
وكانت فصائل سورية هددت بالإنسحاب من برنامج التدريب الإميركي ـ التركي في حال أصر الجانب الأميركي على حصر الهدف بمحاربة تنظيم داعش.
وأوضح سيجري أنه لم يأتِ أي رد من الجانب الأميركي لتغيير هذه الرؤية حتى بعد التهديد بالإنسحاب من برنامج التدريب.
وقال سيجري في مقابلة أجرتها معه إذاعة العراق الحر "إن المسؤولين عن ملف التدريب هم مجموعة أشخاص لا يحتاجون الى شريك سوري لمحاربة داعش بل بالعكس هم بحاجة الى عملاء، وهذا لم يتحقق فلذلك نرى أن التحالف الدولي بقيادة أميركية ينسق فقط مع الأكراد، وطائرات التحالف الدولي تقوم بالتنسيق مع وحدات حماية الشعب الكردية فقط لتوجيه الضربات الجوية."
ويستهدف برنامج التدريب الذي أطلقته الولايات المتحدة وحلفاؤها ويستمر مدة ثلاثة أعوام، تدريب أكثر من خمسة آلاف مقاتل سوري معارض خلال العام الأول على أن يشمل 15 ألف مقاتل خلال ثلاثة أعوام.
ويؤكد سيجري أن أكثر من 15 ألف معارض تقدموا للمشاركة في هذا البرنامج وكلهم مؤمنون بالرؤية التركية في ضرورة محاربة النظام السوري وهي رؤية مغايرة للرؤية الأميركية والأسماء مازالت موجودة عند الأتراك.
باحث تركي: إصرار الجانب الأميركي على شرط محاربة تنظيم داعش يعطل برنامج تدريب المعارضة السورية
وبدأت الولايات المتحدة بالفعل تدريب مقاتلي المعارضة السورية ضمن برنامج شمل مواقع في تركيا والأردن والسعودية وقطر.
وإنطلقت معسكرات التدريب الأمريكية للمقاتلين السوريين الشهر الماضي، بـ500 مقاتل في تركيا والأردن.
وأكد علي باكير الباحث في منظمة البحوث الإستراتيجية الدولية (USAK) في أنقرة، أن الجانب التركي يلح على تسريع تنفيذ برنامج التدريب وتمكين المعارضة السورية وتسليحها بشكل أسرع، لكن إصرار الجانب الأميركي على شرط محاربة تنظيم داعش يعطل برنامج تدريب المعارضة السورية وتحقيق المزيد من التجنيد للمقاتلين.
علي باكير وفي حديثه لإذاعة العراق الحر توقع أن تشهد الايام المقبلة عمليات قصف جوي أو قصف مدفعي تركي محدود داخل الأراضي السورية إذا ما تقدمت وحدات حماية الشعب الكردية تجاه جرابلس أو المناطق الشمالية، أوتقدم داعش في حلب.
وبخصوص الخلاف التركي الاميركي حول دور الأكراد في سوريا قال باكير، إن هناك معارضة تركية شديدة للدعم الذي تقدمه أميركا للأكراد ولتنظيم PYD، ولم يكن هناك أي مبرر لهذا الدعم الأميركي على حد تعبيره.
شرفان درويش: نحن في بركان الفرات جزء من التحالف الدولي لمحاربة داعش
وأعرب شرفان درويش(الصورة)، المتحدث باسم "بركان الفرات" الذي يضم وحدات حماية الشعب وفصائل من الجيش السوري الحر، عن إستغرابه من القلق التركي أزاء تقدم القوات الكردية وطردها لمسلحي داعش من المناطق الحدودية التركية.
شرفان وفي مقابلة أجرتها معه إذاعة العراق الحر
أكد أن الوحدات الكردية ومقاتلي "بركان الفرات" التي تحارب تنظيم داعش على الأرض تعتبر نفسها شريك للتحالف الدولي وجزء من هذا التحالف ولو بشكل غير معلن، وذلك في ظل التنسيق المباشر والدعم الجوي الذي تقدمه، لافتاً الى أنهم يتطلعون الى مزيد من الدعم للقضاء على تنظيم داعش وتحرير الرقة وباقي المناطق.
وبيّن شرفان أن الوحدات الكردية وفصائل بركان الفرات ترحب ببرنامج التدريب الأميركي ومستعدة لإرسال مقاتليها لتلقي التدريب إذا كان يهدف الى سوريا حرة موحدة ديموقراطية.
وأعلنت وحدات حماية الشعب الكردية سيطرتها على بلدة عين عيسى في شمال سوريا وطرد مسلحي تنظيم "داعش" منها.
وأكد شرفان درويش، المتحدث باسم بركان الفرات، أن الوحدات الكردية وفصائل من الجيش السوري الحر في "بركان الفرات" و بدعم من طيران التحالف، تمكنت من تحرير بلدة "عين عيسى" بالكامل يوم الأربعاء.
وبحسب شرفان أسفرت الإشتباكات التي استمرت ثلاثة أيام عن مقتل أكثر من 250 من مسلحي "داعش" ومازالت اكثر من 120 جثة موجودة على الأرض حالياً، بينما تم الإستيلاء على الكثير من الاسلحة والعتاد.
واضاف شرفان أن "تنظيم داعش أعتمد على السيارات المفخخة وبعض خلاياه في منطقة "مبروكة" إستطاعوا تفجير عدة سيارات مفخخة، ونتيجة هذه الإشتباكات نستطيع أن نقول إن المناطق التي حررناها وهم هجموا عليها أصبحت كلها بأيدينا."
بمشاركة مراسل إذاعة العراق الحر في الشمال السوري منار عبد الرزاق.