نقلت فتاة ايزيدية أضرمت النار في جسدها بعد نجاتها من قبضة مسلحي تنظيم "داعش"، بطائرة خاصة لتلقي العلاج في المانيا، ضمن برنامج مساعدة النساء الايزيديات الناجيات من التنظيم الذي تكفّلت الحكومة الالمانية بتنفيذه.
وتقول الفتاة التي رفضت الكشف عن اسمها، انها وقعت في ايدي عناصر "داعش" عندما احتلوا مدينة سنجار الصيف الماضي، وبقيت يومين لديهم، ثم تمكنت من الفرار بمعية شقيقتها، الا انها تؤكد انها لم تتمكن من النجاة من كوابيس تلك العناصر.
وقبل ان تغادر اربيل، تحدثت الفتاة الى اذاعة العراق الحر وهي في حالة صعبة لوجود تشوهات كبيرة في وجهها نتيجة الحروق وعدم قدرتها على استخدام يديها. وعن الاسباب التي دفعتها للانتحار، تقول: "بعد ان وصلت الى كردستان كنت ارى يوميا هذا الداعشي الذي امسك يدي، امام عيني، وكنت ابكي وذهبت الى العديد من الاطباء وخلال هذه الفترة راجعت اربعة اطباء وقلت لهم اذا لم تعطوني الادوية سوف انتحر لا استطيع التخلص من كوابيس داعش".
وتذكر الفتاة انها أقامت في احد المباني غير مكتملة البناء بقصبة خانكي ذات الاغلبية الايزيدية في جنوب غرب مدينة دهوك، وتتابع قائلةً: "ذهبت الى السليمانية واصدرت جواز سفر، وكان يوم الاحد وفي يوم الاثنين بعد عودتنا، سمعنا أصوات مدافع الهاون وقالوا لنا ان مسلحي داعش اقتربوا وسيصلون الينا وفي هذه اللحظة جاءني الكابوس الداعشي، وخفت كثيرا وكنت ارتجف، فذهبت الى الحمام فلا فائدة وبعدها توجهت الى برميل النفط وسكبت كمية من النفط على جسمي واضرمت النار فيه لانني لم اتحمل". وتضيف: "لغاية الان كوابيسهم لا تتركني في حالي، وفي الليل دائما ابكي، لا استطيع ان امسك بيديي شيئا بسبب الحروق، وافكر في الانتحار مرة اخرى.. بعض المرات الصعود الى سطح المنزل وارمي نفسي".
وتقوم الحكومة الالمانية بنقل النساء اللاتي استطعن الفرار من قبضة "داعش" الى المانيا لتلقي العلاج، وبالاخص النفسي، ويقول ممثل وزارة الخارجية الالمانية جان الهان كيزلهان الذي رافق الفتاة الايزدية الى المانيا: "هذه الفتاة تعرضت الى اضرار كبيرة في جسمها، ويجب معالجتها بسرعة ،لان جلدها اصبح جافاً، وان لم تعالج في الخارج سوف تموت".
الى ذلك اشار مسؤول منظمة الجسر الجوي العراقي الالماني ميرزا دنائي الى ان هذا البرنامج يشمل معالجة نحو الف أمرأة وفتاة من الناجيات من ايدي عناصر داعش، ويضيف: "بحسب القانون الذي صدر من حكومة وبرلمان ولاية بادن فوندربيرك الألمانية، فان البرنامج يشمل الفاً من الضحايا والمرافقين.. ولغاية الان استعطنا ارسال 250 ضحية واليوم سوف نرسل 75 أمرأة ومرافق الى المانيا".