طالب مجلس قيادة الثّورة السورية الذي يضم مئة فصيل مسلح مُعارض بـإعادة هيكلة الائتلاف السوري المعارض، وسط تقارير إعلامية تتحدث عن قيام الولايات المتحدة بوضع أعضاء في الائتلاف على قائمة الإرهاب.
وكانت مواقع إخبارية عربية نقلت عن مصدر في المعارضة قوله: "إن الولايات المتحدة وضعت كل أعضاء الائتلاف وعائلاتهم وبعض المعارضين السوريين وعائلاتهم ضمن قائمة الممنوعين من دخول أراضيها بسبب اشتراكهم في أعمال إرهابية". وبحسب تقارير صحفية فإنّ أحد أعضاء الائتلاف حاول الحصول على تأشيرة سفر للولايات المتحدة، لكن طلبه قوبل بالرفض، وأبلغ بأنه ممنوع من الدخول إليها حسب القانون 212، ويتوجب إحضار استثناء خاص من وزارة الأمن الداخلي.
لكن وزارة الخارجية الأميركية رفضت بشدة جميع التقارير التي تحدثت عن وضع أعضاء الائتلاف السوري المعارض على لائحة الإرهاب، ونفت التقارير التي أشارت إلى رفض منح أعضاء الائتلاف السوري وأسرهم تأشيرات لدخول الولايات المتحدة، بحسب تصريحات أدلت بها دينا بدوي المتحدثة باسم الخارجية الأميركية بمكتب شؤون الشرق الأوسط، لصحيفة الشرق الأوسط اللندنية.
الجانب الأميركي أبلغنا رسمياً، بعدم إدراج الإئتلاف أو أعضائه على قائمة الإرهاب ... أمين عام الائتلاف السوري المعارض
من جهته نفى أمين عام الائتلاف السوري المعارض محمد يحيى مكتبي وضع أعضاء في الائتلاف على قائمة الإرهاب الأمريكية، مؤكداً في حديث لإذاعة العراق الحر أن الجانب الأميركي أبلغهم رسمياً، بعدم إدراج الإئتلاف أو أعضائه على قائمة الإرهاب.
ودلّل مكتبي على عدم وضع أعضاء الإئتلاف على قائمة الإرهاب ومنع دخولهم الولايات المتحدة الأميركية، بالزيارة الأخيرة لرئيس الائتلاف "خالد خوجة" الى واشنطن، ولقائه بمسؤولين كبار في الإدارة الأمريكية، من بينهم وزير الخارجية "جون كيري".
وذكرت تقارير صحفية لم تتمكن إذاعة العراق الحر من التأكد من صحتها، أن بعض أعضاء الائتلاف زاروا واشنطن سابقًا رغم إدراجهم في لائحة الإرهاب الأميركية، باستثناء خاص من الأمن الداخلي الأميركي، ولفتت الى ان القائمة تضم قياديين في المعارضة منهم احمد الجربا وعائلته، وخالد خوجة وعائلته، وعبد الحكيم بشار وعائلته.
وكانت مصادر خاصة أفصحت في وقت سابق لمراسل إذاعة العراق الحر، عن نية أعضاء في الائتلاف السوري المعارض، السعي لدى الإدارة الأميركية لوضع زملاء لهم على قائمة الإرهاب، لما وصفه في حينه بدعم تنظيمات متطرفة في الداخل السوري، وهو أمر نفاه أمين عام الائتلاف السوري المعارض محمد يحيى مكتبي، مشيراً إلى أنّ خلافات تنشب بين الحين والآخر بين أعضاء الائتلاف، على الطرق المثلى لمعالجة القضايا في الداخل السوري، لكنه أشار الى ان هدف الجميع خدمة السوريين، مستبعداً حدوث مثل تلك الحالات.
رئيس المكتب التنفيذي في "مجلس قيادة الثورة السورية" صبحي الرفاعي، علّق على تلك الأنباء بالقول: "إن صحت تلك الأنباء فإنّ الوضع على قائمة الإرهاب الأميركية يشمل أفراداً في الائتلاف، وليس مؤسسة الائتلاف"، لافتاً الى أن الحديث عن وضع الإئتلاف أو أعضاء فيه على قائمة الإرهاب يجب أن يدفع المعارضة السورية الى العمل وبذل المزيد من الجهود لخدمة السوريين.
ويرى المعارض السوري بسام حاج مصطفى أن وضع أعضاء في الإئتلاف على قائمة الإرهاب الأميركية إجراء روتيني وطبيعي تتبعه الولايات المتحدة مع كل من يأتي من مناطق النزاع.
وتأتي الأنباء عن قيام الولايات المتحدة بوضع الائتلاف السوري المعارض أو قياداته على لائحة الإرهاب، في وقت دعا مجلس قيادة الثّورة إلى إعادة هيكلة الائتلاف بتمثيل جديد يعبر عن تطلعات الشعب السوري.وفي بيان أصدره الأربعاء الماضي، طالب المجلس بعدة نقاط من أبرزها: "إعادة هيكلة الائتلاف الوطني لقوى الثورة بتمثيل جديد يعبر عن تطلعات القوى الثورية والعسكرية، لأن المجلس الأعلى للقيادة العسكرية لا يمثل الواقع العسكري الثوري بالداخل ولا يستطيع أن يقوم بالمهام الموكلة إليه، لابد من تقديم أعضاء الائتلاف استقالاتهم، وإعادة تشكيله بعناصر من ذوي الاختصاص تمثل الفصائل العاملة على الأرض، ووجوب التعاون بين كافة القوى فيه، والتخلي عن سياسة الإقصاء، التأكيد على استقلالية القرار السياسي لكل مؤسسات الثورة، وعدم الخضوع لأي محاولة ابتزاز لهذا القرار وتوظيفها خارج مصلحة الثورة".
الإئتلاف لم يستطع، بعد أكثر من سنتين على تأسيسه، أن يخدم الشعب السوري ... صبحي الرفاعي
ويؤكد رئيس المكتب التنفيذي في المجلس صبحي الرفاعي أنّ الائتلاف لم يستطع، بعد أكثر من سنتين على تأسيسه، أن يخدم الشعب السوري، وذكر ان المطالبات الاخيرة جاءت بعد أن عجز الإئتلاف عن مد يد العون للشعب السوري بشكل حقيقي، بالرغم ما أعطي له من اعتراف دولي ودعم مادي.
وبحسب "الرفاعي" فإنّ شروطاً صعبة على حد تعبيره، وضعها المجلس لأعضاء الائتلاف، نافياً في الوقت ذاته أنّ يكون ذاك البيان جاء بناءً على مطلب دولي أوغير ذلك، مبدياً ترحيبه بذاك الدعم إن وجد.
وأُعلن عن تأسيس الائتلاف الوطني السوري المعارض في العاصمة القطرية الدوحة، في 11 تشرين الثاني 2012. وتوجه الإنتقادات للإئتلاف بعدم فاعليته وفشله في السيطرة على فصائل المعارضة المسلحة.
ومن المقرر أن تجتمع المعارضة السورية وبحضور عربي وإقليمي مؤتمر الرياض الذي سينعقد بعد شهر رمضان لبحث سبُبل حل الأزمة السورية.
الإئتلاف بحاجة الى إعادة تشكيل من الداخل وليس من قبل إناس من الخارج مرتبطين بأجندات خارجية... بسام حاج مصطفى..
ويؤكد المعارض السوري بسام حاج مصطفى، أن الإئتلاف بحاجة ليس الى إعادة هيكلة بل إعادة تشكيل من الداخل وليس من قبل أناس من الخارج مرتبطين بأجندات خارجية على حد تعبيره. ويستبعد بسام أن يستجيب الإئتلاف السوري المعارض لهذه المطالب، قائلاً لإذاعة العراق
الحر: "لا أعتقد أن يكون أعضاء الإئتلاف شجعان لتقديم الإستقالة."
ويعبّر الأمين العام السابق للإئتلاف السوري المعارض نصر الحريري، عن إستغرابه من الأصوات التي تتصاعد لإعادة هيكلة الإئتلاف، مشيراً الى وجود لجنة تدرس إجراء إصلاحات داخل الإئتلاف.
لا أعرف ما المقصود بإعادة هيكلة الإئتلاف ... نصر الحريري
وفي رده على سؤال لمراسل إذاعة العراق الحر حول مطالبة مجلس قيادة الثورة السورية أعضاء الإئتلاف بتقديم إستقالاتهم، قال نصر الحريري أن إستقالة الأعضاء تعني نهاية الإئتلاف، ولن يعود الممثل الشرعي المعترف به دولياً للشعب السوري. وذكر أن إعادة الهيكلة مطلب حق ويجب أن يأخذه الإئتلاف بعيداً الإعتبار لكن بآليات سليمة لا تؤثر على وجود هذه المؤسسة وعملها، مشيراً الى ان إستقالة أعضاء الائتلاف لن تحقق النتيجة المرجوة، وتعني دمار المؤسسة التي أخذت شرعيتها بعد ثورة إستمرت خمسة أعوام وكلفت دماء وشهداء.
ساهم في إعداد البرنامج مراسل إذاعة العراق الحر في سوريا منار عبد الرزاق.