تسلط هذه الحلقة من برنامج (المجلة الثقافية) الضوء على حادثة الاقتحام الاخير التي نفذتها جماعة مسلحة لمقر اتحاد الادباء العراقيين وسط بغداد، وتداعياتها والاسئلة التي تثيرها. وتتوقف مع فن الكاريكاتير ودوره في التعبير عن الكثير مما يجول في نفس الانسان العراقي وعقله في الظروف الحالية، وتتلقي روائياً عراقياً للحديث فيه عن القصة والرواية العراقيتين وتحولاتهما بعد عام 2003.
اقتحام متكرر
لا تزال اصداء حادثة اقتحام مقر الاتحاد العالم للادباء والكتاب في العراق التي وقعت مؤخراً وتداعياتها مستمرة في الوسطين الثقافي والسياسي. تعرض مبنى الإتحاد الكائن في ساحة الاندلس ببغداد الى اقتحام نفذه عشرات المسلحين الذين كانوا يرتدون ملابس عسكرية سوداء وتقلهم سيارات مدنية، والحقوا اضرارا بمحتويات المبنى واعتدوا بالضرب على عدد من عمال الخدمة الاجانب في الاتحاد. وكانوا في ما يبدو يستهدفون نادي الاتحاد الذي كان مغلقاً حينها. وتوالت ردود الافعال والزيارات والاتصالات من المسؤولين البارزين في الحكومة التي اعربت عن رفضها لهذه الممارسة. ولكن من جهة اخرى فان الاجراءات الامنية لحماية الاتحاد "لم تتغير" حسب تصريح الناطق باسم الاتحاد ابراهيم الخياط الذي قال ايضا ان قائد عمليات بغداد تعهد في زيارته بفتح تحقيق بالحادثة لكشف المتورطين فيها. يذكر ان اتحاد الادباء ومقره الكائن في بغداد تعرض في الاعوام الماضية الى حالات مماثلة من الهجوم المباغت لم يتم الاعلان عن المسؤولين عنها بشكل واضح وعلني.
في القصة والرواية العراقيتين
تستضيف هذه الحلقة من البرنامج القاص والروائي خالد الوادي الذي يرى ان القصة العراقية مزدهرة وجيدة المستوى وذات حضور على المستوى العربي، أما الرواية العراقية فلم تصل الى هذا المستوى من الحضور لاسباب عديدة. والكتابة السردية بوجه عام كانت مقيدة ومقموعة قبل عام 2003، حين امست الكتابة عن "قادسية صدام" او التعبئة للنظام ورأسه وحروبه ضرورة مطلوبة، اذا اراد شخص ما ان يظهر على الساحة الروائية، بل ان رأس ذلك النظام "حشر نفسه" ايضا في الكتابة الروائية واصدر مجموعة من "الروايات" المثيرة للسخرية من حيث مستوى الكتابة. ويرى الوادي ان هناك فجوة كبيرة بين الكاتب او المبدع من خارج وسط الاكاديمية، وبين الوسط الاكاديمي الذي لا يزال مغلقا ومتاخرا ويتدوال مواد تدريسية ومنهجية ادبية "كلاسيكية" عفا عليها الزمن.
الكاريكاتير تعبير عن الحياة
يستطيع فن الكاريكاتير ان يختصر مواقف وحالات كثيرة بلمحة واحدة. وفي العراق كثيرة هي الحالات التي يمكن لهذا الفن ان يرصدها ويعبر عنها، فالساحة الثقافية والفنية تشهد بين آونة وأخرى بعض المعارض التي عبرت عن السخرية من الاوضاع الحالية في مجالات عديدة، لاسيما الفساد الاداري والمالي، او معاناة المواطن الحياتية واليومية المستمرة، او حالات الشقاق والصراعات السياسية التي تنوء تحتها البلاد والتي تؤدي الى مزيد من المشقات والصعوبات للمواطن العادي.