يواجه الاطفال النازحون مشاكل نفسية لم تنجم فقط عن الظروف الصعبة التي مرّوا بها اثناء تهجيرهم مع أُسرهم وما شاهدوه من مشاهد مرعبة إنما هي ناجمة أيضاً عن تحمل الكثير منهم مسؤولية إعالة أُسرهم والعمل على توفير لقمة العيش لها، وكذلك بسبب افتقادهم لحظات اللعب التي يحتاج اليها كل طفل بأعمارهم.
ومع كل الضغوط النفسية التي تواجه الأطفال النازحين غير أنهم لايتلقون دعماً نفسياً من أية جهة حكومية أو إغاثية باستثناء بعض المحاولات التي يقوم بها فرع جمعية الهلال الأحمر في كربلاء للتخفيف من هموم الاطفال وإضفاء البسمة على شفاههم لبعض الوقت. وقال مدير الفرع حميد الطرفي لإذاعة العراق الحر إن هذه المحاولات "تلقى استحساناً من قبل الصغار النازحين لكونهم يعيشيون في مناطق شبه معزولة على أطراف كربلاء."
لا تملك أسر النازحين الكثير من أجل تخفيف العبء عن أبنائها الصغار الذين يشعرون بالحرمان بشكل مستمر، فهي والكلام للنازح محمود جلال من سهل نينوى "تفتقر الى إمكانية توفير أبسط المستلزمات الحياتية."
وتراجع الاهتمام بالنازحين كثيراً منذ مطلع العام الحالي لأسباب عديدة تتعلق بظروف داخلية وخارجية. لكن الصحة النفسية للأطفال النازحين يجب أن تحظى بالرعاية والاهتمام من قبل المنظمات الإنسانية والصحية كما يعتقد الصحفي غانم عبد الزهرة الذي أجرى العديد من التحقيقات والمقابلات الصحفية مع النازحين.
ومن مؤشرات الإهمال لمئات الاطفال النازحين أنهم يبيعون المياه المعدنية على الطرق بين كربلاء والنجف حيث تقيم أسرهم فيتعرضون إلى متاعب جمّة وإلى الامتهان والمخاطر.