بعد الهدوء النسبي الذي عرفته البلاد التونسية مع بداية شهر رمضان و الذي أعاد الطمأنينة إلي حياة التونسيين استيقظ أهالي مدينة تونس على عملية إرهابية بإحدى النزل السياحية جديدة تجاوزت عملية باردو فظاعة و دموية.
وأعلن الناطق الرسمي لوزارة الداخلية محمد علي العروي إن الحصيلة الأولية لضحايا العملية حسب وزارة الصحة تجاوزت 37 قتيلا و 36 جريحا اغلبهم من السياح الأجانب من ألمانيا وبريطانيا وبولونيا بالإضافة إلى سياح تونسيين.
العملية وقعت صباح الجمعة 26 جوان بنزل القنطاوي بسوسة حيث أطلق إرهابيان النار بسلاح كلاشنكوف على النزلاء دون تمييز، وقد تم القضاء على احدهما والقبض على الثاني. وحسب التحقيق الأولي فان منفذ العملية هو سيف الدين الرزقي، وهو تونسي الجنسية أصيل منطقة قعفور بولاية سليانة وحاصل على الماجستير اختصاص طيران وشبكات معلوماتية ومنتم لتيار سلفي جهادي وكان يتردد على الجوامع خلال فترة دراسته. المثير في الأمر إن بعض شهود العيان شاهدوه اثر العملية يتنقل حاملا سلاحه بكل هدوء وبرود أعصاب ويمشي بهدوء غير عابئ بملاحقة الأمن له قبل إن يتم القضاء عليه مما يثير التساؤل ما إذا كان بكامل وعيه.
العنصر الثاني في العملية تم القبض عليه بعد ملاحقة قصيرة وهو أصيل مدينة القيروان ويتم التحقيق حاليا معه لتحديد أسباب العملية والمتورطين فيها.
رئيس الجمهورية الباجي قايد السبسي انتقل بنفسه مع مجموعة من إفراد الحكومة إلى المكان وأعلن أن العمليات الإرهابية تجاوزت الحد اليوم حيث لم تعد تستهدف أجهزة الأمن فقط بل كل الشعب التونسي ودعا إلي التوحد ضد الخطر الذي يستهدف الجميع كما أضاف أن تونس ستتخذ تدابير حازمة وانه منذ الان لن يُرفع إي علم في تونس ما عدا العلم الوطني مشيرا إلى إن بعض الأحزاب و الفئات كانت ترفع إعلاما سوداء ستزال منذ الان.
السبسي دعا ايضا الى وقف المظاهرات والاتهامات الموجهة للحكومة و بالتحديد حملة وينو البترول التي تعرقل عمل الحكومة وأجهزة الأمن مما يتيح للإرهابيين التحرك بسهولة. وأكد الرئيس في لقائه الصحفي بسوسة انه سيتم تكوين خلية ازمات على جناح السرعة للتصرف بسرعة و اتخاذ التدابير اللازمة.
هذه العملية و التي من المتوقع إن ترتفع حصيلة القتلى من الجرحى حسب تصريح وزارة الصحة ستؤثر بصفة حادة على السياحة التي تعاني من الانحسار اساسا، حيث انتشرت معلومات بالصفحات الاجتماعية عن عودة طائرة إبان العملية كانت قادمة من بروكسل. كما نفى مصدر امني بمطار قرطاج الدولي إشاعة عن قرار لوزارة الداخلية بمنع التونسيين دون 35 سنة من السفر لكنه أكد انه سيتم تشديد الإجراءات الأمنية بالمطار. الإشاعة بدأت اثر منع 15 شابا دون 35 سنة من السفر إلي بلغراد و30 آخرين من السفر إلي اسطنبول اليوم اثر العملية.
من جهة أخرى نفى المدير العام لوكالة الأسفار والمراقبة والممثل القانوني لشركة توماس كوك السياحية أية إخبار عن ترحيل السياح من تونس وأكد أن عددا من السياح مبرمج وصولهم غدا لنزل القنطاوي وسيتم تغيير مقر نزولهم إلي احد النزل بالمنستير فقط.
تزامنت مع العملية الإرهابية عمليتان بفرنسا و الكويت حيث تمت عملية تفجير بجامع بالكويت على يد إرهابي يحمل عبوات ناسفة أدت إلي مقتل 24 شخصا و جرح 50 وبالنسبة لفرنسا فقد اقتحمت سيارة معمل غاز جنوب شرق فرنسا وتم العثور على رأس مقطوعة على السور عليها كتابات بالعربية، العملية خلفت قتيلا وعدة جرحى وقد أفادت السلطات الفرنسية أن المنفذ كان يحمل علما جهاديا.
المثير للتساؤل هو تزامن العمليات الثلاث حيث التوقيت مما يخلق انطباعا ببأن المسئول هو نفسه وهو ما قد يكشف عنه التحقيق في العمليات لاحقا.
المهم بالنسبة لتونس ان الاقتصاد والسياحة تلقوا ضربة قوية اليوم في أفظع عملية إرهابية تعرضت لها تونس حتى الان.