بعد اربع سنوات على مغادرته العراق ينوي حلف شمالي الاطلسي المساهمة في تدريب قوات عراقية بهدف مواجهة تنظيم داعش.
ومن المتوقع ان يعلن الحلف خطة لتقديم المشورة للحكومة العراقية التي تسعى الى اعادة بناء قواتها الامنية التي عانت من الانهيار والتداعي في مواجهة هجمات داعش.
وقال دبلوماسيون في النيتو إن العراق طلب مساعدة على صعيد تدريب قواته الامنية في كانون الاول الماضي.
لوت اضاف ان الخطة قد تتضمن ايضا تقديم المشورة على الصعيد اللوجستي وعلى صعيد هيكلية القيادة العسكرية، حسب قوله في مؤتمر صحفي الثلاثاء قبيل لقاء مع وزراء دفاع الدول الاعضاء في الحلف يومي الاربعاء والخميس. وقال السفير الاميركي في الحلف دوغلاس لوت Douglas Lute إن هناك خطة تخضع للنقاش حاليا داخل الحلف تتعلق بتقديم المشورة للعراق على صعيد اصلاح قطاع الامن ومساعدة الحكومة في وضع برنامج للامن القومي.
لوت قال إن البرنامج لم يكتمل بعد غير انه قريب من مرحلة الاكتمال واضاف انه يتوقع أن يعلن الحلف في غضون الاسابيع المقبلة عن اكتمال الخطة بالاتفاق مع الحكومة العراقية على برنامج بناء القدرات الدفاعية.
وكالة رويترز نقلت عن مصادر في الحلف أن الخطة قد تتضمن تدريب عناصر الجيش العراقي في مجالات متخصصة بمشاركة عدد محدود من القوات.
لوت قال ايضا إنه لم يتم اتخاذ قرار بعد بشأن مواقع التدريب وهل ستكون داخل العراق ام خارجه.
ونقلت وكالة رويترز عن دبلوماسي آخر من النيتو رفض الكشف عن هويته أن الهدف هو اقرار حزمة تشمل تقديم المشورة ودعم اصلاح القوات العراقية بحلول آب المقبل. ومن المفترض بهذه الحزمة ان تأتي استكمالا لجهود حلفاء النيتو المنفردة لمساعدة العراق في مجال التدريب.
وكان الرئيس الاميركي باراك اوباما قد وجه في وقت سابق من هذا الشهر بارسال 450 عسكري اميركي الى العراق لتقديم المشورة للقوات العراقية ومساعدتها علما ان هناك 3100 عسكري اميركي في العراق اساسا.
يذكر ان النيتو كان لديه فريق تدريب لقوات الامن العراقية غير انه سحبه من العراق في نهاية عام 2011 لعدم الاتفاق مع الحكومة العراقية على الوضع القانوني لقوات النيتو العاملة في العراق.
هذا ورأى مراقبون أن عودة النيتو الى العراق رغم تواضعها، ستكون لها دلالة رمزية وكما ستمثل انموذجا لدور مختلف للحلف خارج اطر الحرب الباردة.
معنيون: مشاكل الجيش عديدة
تأسس الجيش العراقي منذ اربعة وتسعين عاما وكان معروفا بمهنيته وبولائه الكامل للوطن غير ان هذا الجيش يواجه حاليا اهم اختبار له في مواجهة تنظيم داعش الذي استحوذ على مساحات واسعة من الاراضي العراقية.
مراقبون ومعنيون تحدثت اليهم اذاعة العراق الحر اكدوا ان المؤسسة العسكرية والامنية تعاني من مشاكل عديدة أدت الى قصور في انجاز المهام الموكلة اليها.
ويمكن تلخيص هذه المشاكل بالشكل التالي:
- المؤسسة العسكرية والامنية تعاني من التمزق والانقسام بمستوى الانقسامات السياسية بين مختلف الكتل والطوائف والاحزاب.
- المؤسسة العسكرية والامنية حولت ولاءها للوطن الى ولاء للمكونات العرقية او الطائفية او الحزبية.
- وهناك ايضا عدم ثقة بين مختلف المؤسسات المعنية بالدفاع والامن وهو ما يخلط الاوراق ويعقد عمل هذه المؤسسات ويجرده من فعاليته، حسب قول معنيين.
عسكري متقاعد: إنهم يسيئون للبلد
اللواء المتقاعد عبد الكريم خلف انتقد اختيار قادة الجيش اعتمادا على انتمائهم الطائفي والقومي والحزبي وحذر من ان هذه الممارسات تدمر البلد وتمثل إساءة له في وقت يعيش العراق حالة حرب.
خلف اكد على ضرورة اختيار قادة اكفاء قادرين على اعادة المهنية الى الجيش العراقي وقال إن الانتماءات السياسية والحزبية والطائفية والقومية لا تمنح الجيش اي هيبة بل تعمل على تمزيقه.
اكد خلف ايضا على ضرورة ان تكون المؤسسة العسكرية والامنية بمعزل عن اي تدخل سياسي بأي شكل من الاشكال كي تكون فعالة.
نائب: العقيدة العسكرية غائبة
عضو لجنة الامن والدفاع هوشيار عبد الله عبر عن اسفه لتداعي المؤسسة العسكرية وعزا ذلك الى حالة الانقسام بين مكونات الشعب مشيرا الى غياب العقيدة العسكرية وتحول الولاء للوطن الى ولاء للمكون او المذهب او القومية.
عبد الله لاحظ ايضا ان الحلول المطروحة لحل هذه المشاكل والعقد جاءت عقيمة وسقيمة لانها اعتمدت تبديل المناصب والاشخاص والافراد وليس تغيير العقيدة ووصف هذه الاجراءات بأنها محاولات ترميم فيما يحتاج الجيش وقوات الامن الى اعادة بناء من الاساس، ثم ذكَّر بضرورة ان يُعرَضَ مرشحو الحكومة لمرتبة آمر لواء فما فوق على البرلمان للمصادقة على الترشيح او رفضه وقال إنها قضية دستورية ويجب احترام الدستور.
النائب عبد الله قال ايضا إن العراق يحتاج الى الانطلاق من نقطة الصفر قدر تعلق الامر ببناء قواته العسكرية مع العودة الى التجنيد الاجباري وتثبيت العقيدة العسكرية الحقيقية بدلا من الاعتماد على المكونات بمختلف اشكالها ومنها العشائرية والفئوية.
خبير: الخلل في منظومة القيادة والسيطرة
وذهب الخبير الستراتيجي احمد الشريفي المذهب نفسه وعزا هو الاخر حالة التداعي داخل الجيش رغم ما تلقاه من تدريب ورغم ما يملك من اسلحة ورغم عديده، عزاها الى المحاصصة وتشتت الولاء وتفرعه وقال إن الخلل يكمن في منظومة القيادة والسيطرة بشكل خاص ويعود ذلك الى المحاصصة السياسية.
الشريفي اكد على ضرورة إبعاد الامن والعسكر عن المحاصصات وربطهم بالدولة وبالوطن وليس بالحكومة لأن الأخيرة تتغير والدول لا تتغير.
الشريفي رأى ان محاولة اعادة بناء القوات العراقية بشكل صحيح تستوجب اختيار قيادات شابة قادرة على تقبل التغيير والتحديث والتفاعل مع المتغيرات بشكل افضل دون تداعيات ايديولوجيات الماضي على ان يرافق ذلك تدريب مكثف وتحسين في القيادة السياسية، حسب قوله.
بمشاركة من مراسل اذاعة العراق الحر اياد الملاح.