يُتوقع أن تُعلَن في شهر تموز المقبل النتائج النهائية الرسمية لأول مسحٍ شامل أُجري في العراق عن ظاهرة الإدمان على المخدرات.
وزاراتٌ عراقية عدة بينها الصحة والداخلية والعدل والتعليم والعالي والبحث العلمي والشباب والعمل والشؤون الاجتماعية تشارك في إجراء المسح الذي يتواصل العمل عليه منذ بداية العام 2014 بدعمٍ من جهات أكاديمية وجامعات عالمية رصينة بينها جامعة كاليفورنيا الأميركية في لوس أنجيليس.
وما دفع الجهات المعنية إلى إطلاق المسح غياب إستراتيجية وطنية متكاملة لمكافحة المخدرات ومعالجة الإدمان بعد أن بدأت تتجمع لدى وزارتيْ الصحة والداخلية قبل بضع سنوات مؤشرات على اتساع هذه الظاهرة في المجتمع العراقي ولا سيما بين الشباب. ومن شأن قاعدة البيانات العلمية التي سوف توفّرها نتائج المسح أن تساعد في وضع السياسات التي ستنتهجها مختلف الجهات الحكومية والمجتمعية في إطار استراتيجية وطنية للقضاء على آفة الإدمان.
ومع اقتراب (اليوم العالمي لمكافحة المخدرات) الذي يصادف الجمعة المقبل (26 حزيران)، أوضح المستشار الوطني للصحة النفسية في وزارة الصحة العراقية الدكتور عماد عبد الرزاق عبد الغني لإذاعة العراق الحر أن مجموعة من العوامل الاجتماعية والاقتصادية والأمنية أسهمت خلال السنوات الماضية في تفشّي ظاهرة الإدمان على المخدرات. وأشار أيضاً إلى دورِ بعض الدول في الترويج لهذه الظاهرة من خلال التشجيع على تصدير بعض محاصيلها الزراعية التي تُستخدم في تصنيع المخدرات والمؤثرات العقلية.
وفي حديثه عن العيّنة التي شملها المسح في جميع المحافظات العراقية، ذكر عبد الغني أن عددها بلغ نحو أربعة آلاف عائلة جرى اختيارها عشوائياً حسب التوزيع الجغرافي والسكاني. وأضاف أن الأسئلة التي تضمّنها الاستبيان الموزّع من قبل المسّاحين خلال زياراتهم الميدانية لأفراد العيّنة كانت متنوّعة حول استخدامات أنواع الكحول والمخدرات والمؤثرات العقلية إضافةً إلى العقاقير الطبية التي تُصرف بوصفات طبية وطرق تداولها.
وفي إجابته عن سؤال يتعلق بالفئة العمرية التي استهدفها المسح، أوضح عبد الغني أنه "لم تكن هناك فئة محددة بعينها ولكن العينة العشوائية المتجانسة استهدفت أفراد العوائل الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و65 عاماً، وبالتأكيد يشكّل الشباب نسبة الاستخدام الأعلى للمخدرات من بين هذه الأعمار".
وفي المقابلة التي يمكن الاستماع إليها في الملف الصوتي، تحدث المستشار الوطني للصحة النفسية عن موضوعات أخرى ذات صلة ومن بينها نوعية وطبيعة المخدرات والمؤثرات العقلية التي لوحظ استخدامها أكثر من غيرها في العراق. وفي هذا الصدد، أشار إلى تفشي استخدام ما تُعرف بمادة (الكريستال) المخدرة لكونها "منشّطة ومنبّهة وغالباً ما يستخدمها أولئك الذين يعملون لساعات طويلة إذ أنها تؤدي إلى قلة ساعات النوم وقلة الشهية فضلاً عن زيادة التحفيز ما يجعل مستخدميها عرضة للسلوكيات الخطرة"، بحسب تعبيره.
مزيد من التفاصيل في الملف الصوتي الذي يتضمن مقابلة مع المستشار الوطني للصحة النفسية في وزارة الصحة العراقية د. عماد عبد الرزاق عبد الغني.