عقد صندوق الامم المتحدة للسكان (UNFPA) ورشة تدريب اقليمية بعنوان "تغطية الأخبار المتعلقة بالعنف المبني على النوع الاجتماعي في الأزمة السورية"، للفترة من 14-16 يونيو الحالي شارك فيها مجموعة من الصحفيين والمسؤولين الاعلاميين للمنظمات الدولية والمحلية، بهدف تزويد المشاركين بأدوات متقدمة وصقل مهاراتهم بما يمكنهم من نقل احترافي للأخبار المتصلة بقضايا العنف المبني على النوع الاجتماعي "الجندر". وقد شملت نقاط التدريب اتجاهين: الأول للصحفيين وتعنى بفهم معاناة الناجية من العنف عند نقل الأخبار الخاصة بهذا الميدان، مع التركيز على أهمية الاعلام بشكل عام، ودوره في خلق حالة الاستقطاب او الانحياز او اصدار الأحكام الاخلاقية والدينية، وذلك من اجل خلق قنوات اعلامية محايدة ومنصفة بعيدا عن التحريض مع الالتزام بقواعد الاعلام الاخلاقية وبناء قصص اخبارية موضوعية تتماشى مع معايير الصحافة العالمية، والثاني للمسؤولين الاعلاميين في منظمات المجتمع المدني والمنظمات الدولية المعنية بقضايا اللاجئين من اجل التعرف على الاعلام ودوره في احداث متغيرات ايجابية في المجتمع، ولتنسيق المهام مع الاعلاميين عبر استخدام عدة أدوات منها الاعلام المجتمعي وصحافة المواطن، ولاجل تكثيف حملات التوعية. وقد اشرف على التدريب الاعلاميين سعد حتر وديانا مقلد بشكل أساسي، والدكتور هاني جهشان ك "ضيف زائر" في محاضرة تخصصت بجذور العنف وأشكاله وعواقبه ، وسعد حتر- الصحافي الاستقصائي والمدرب الاعلامي في شبكة اريج الخاصة بالصحافة الاستقصائية، وديانا مقلد – صحفية لبنانية ومخرجة افلام وثائقية، تعمل مديرة البرامج والانتاج في تليفزيون المستقبل، وتكتب في جريدة الشرق الاوسط وسبق لها تغطية ثلاث حروب في لبنان وافغانستان والعراق. وتقول اليوم انها لن تخوض تغطية الاخبار في مواقع الصراع لهول ما اختزن في ذاكرتها، اضافة الى انها اتخذت هذا القرار بعد ان اصبجت اما ، وقالت لاذاعة العراق الحر في ختام الورشة التدريبية : "توقيت المشروع جاء في وقت مثالي، بمعنى ان التغطية الصحفية لقضايا العنف القائم على النوع الاجتماعي طرحت اشكاليات كثيرة، فنحن نرى في دول عربية تغطيات ومقاربات تقوم على اخطاء وانتهاكات للمهنية الاخلاقية والاعلامية. والازمة السورية طرحت علينا واجبات كدول ومجتمعات وصحفيين. صحيح اننا مجموعة صغيرة لكنها قادرة على التأثير ، وبالتالي هذه الورشة تعيد الصحفيين الى الطرق الصحيحة في تغطية العنف الجندري ، وقد تكون الاخطاء متأتية عن جهل ودون قصد او لاجندات معينة لوسائل الاعلام التي يعملون بها ، ومن هذه الاخطاء كشف الوجوه اثناء التصوير والكشف عن تفاصيل حساسة وخاصة، او اطلاق احكام مسبقة ، الأمر الذي يفاقم المشكلات للناجيات من العنف الجندري".
الازمة السورية فاقمت العنف ضد المرأة
وبالعودة الى موضوع العنف القائم على النوع الاجتماعي فقد افرزت الازمة السورية الكثير من الوقائع ، وزادت من الاعباء الواقعة على كاهل المرأة كما فاقمت من العنف الموجه ضدها ، فقد كشف صندوق الطفولة التابع للامم المتحدة في الاردن عن ان واحدة من كل ثلاث زيجات بين سوريين في مخيمات اللجوء تتعلق بقاصر تحت سن ال18 عاما ، وفي اقليم كردستان العراق ، اطلقت هيئة المرأة تقريرا يقول ان هناك واحدة من كل 5 نساء من سوريا عرض عليهن المال مقابل الحصول على الجنس. وقد مرت اربع سنوات على الازمة السورية التي تسببت بهجرة ونزوح قرابة ثلاثة ملايين لاجئ في ظروف قاسية ، بينما يعيش في ظل عدم الاستقرار قرابة 12،2 ملايين نسمة ، اي نصف عدد سكان سوريا ، من بينهم نصف مليون امرأة حامل، وفق تقديرات (unfpa) في حزيران 2015 ، والنساء في مناطق النزاع يدفعن الثمن مرتين: العنف الذي تعرضن لهن والتنميط والاقصاء بالعار في مجتمعات محافظة، بينما يتمحور دور الاعلام حول كشف الحقائق وتثقيف المجتمعات ، بعيدا عن التشهير وقصص الفضائح والتشويه في اوساطهن ولعوائلهن ، الاعلام يجب ان يهتم بالمعايير المهنية والآخلاقية في معالجة العنف الجندري.