دعت الولايات المتحدة الحكومة العراقية إلى التزام أكبر في القتال ضد ما يعرف بالدولة الإسلامية (داعش)،ولامتْ بغدادَ على تقاعُسِها عن إرسال مزيد من الجنود للتدريب، لافتة الى ضرورة تمكين العشائر السنية.
وزير الدفاع الامريكي أشتون كارتر قال في شهادة أمام جلسة بالكونغرس الأربعاء(17حزيران) إن الجيش الأمريكي كان يأمل تدريب 24 ألفا من قوات الأمن العراقية بحلول فصل الخريف لكنه تلقى فقط نحو تسعة آلاف مجند للتدريب حتى الآن.
وأضاف "بينما الولايات المتحدة منفتحة على دعم العراق بصورة أكبر مما نقوم به بالفعل...يجب أن نرى التزاما أكبر من كل أطراف الحكومة العراقية"بحسب ما أوردته رويترز.
وكان وزير الدفاع كارتر قال اوائل هذا الشهر"
يمكننا تدريبهم وتسليحهم، ومواصلة دعمهم من الجو كما نفعل حاليا، ويمكننا ان نقدم المزيد وبشكل افضل، نحن نبحث في سبل تقديم المزيد والأفضل بهذا الشأن، نحن لا نفكر باحتلال، ولا نتطلع الى وضع قوة برية كبيرة".
5 مواقع لتدريب العراقيين من قبل التحالف
في هذه الاثناء ذكرت مسؤولة في مكتب وزير الدفاع الامريكي اليسا سميث Elissa Smith أن من شان الحكومة العراقية ترشيح العناصر والوحدات العسكرية المطلوب تدريبها، وحددت سميث في ردها المكتوب على أسئلة لإذاعة اوروبا الحرة/ إذاعة الحرية، أربعةَ معسكرات هيأها الجانبُ العراقي للمدربين العسكريين من دول التحالف الدولي، وهي: قاعدة الأسد الجوية في الانبار، ومعسكر التاجي ومعسكر بسماية في بغداد، ومعسكر بنسواله في أربيل، فضلا عن موقع خاص لتدريب قوات العمليات الخاصة في محيط العاصمة.
وأضافت سميث أن من مفردات مناهج تدريب الجنود العراقيين، أساليب القيادة والسلوك وقوانين الحرب والاستكشاف والاسعافات الطبية الأولية وحرب المشاة وتكتيكات الوحدة الصغيرة، وأوضحت المسؤولة في مكتب وزير الدفاع الامريكي ان الحكومة العراقية هي من تختار الافراد وترشحهم للتدريب مشيرة الى ان المتدربين العراقيين كانوا متنوعين بضمنهم عناصر جديدة من قوات الامن وأخرى ذات خبرة ومحنكة.
في شأن ذي صلة يرى الخبير بالجماعات المسلحة هشام الهاشمي أن مسلحي (داعش) يتمتعون بالمعنويات المرتبطة بأيديولوجيتهم المتمحورة حول فكرة "إحياء الخلافة الإسلامية" التي تنسجم مع تيارات الاسلام السياسي المسلحة وغير المسلحة، فضلا عن تطور الخبرات القتالية المتراكمة لعناصر التنظيم قي مناطق متنوعة مثل سوريا وليبيا وأفغانستان والشيشان فضلا عن العراق،ومن جهة أخرى إدخالها تكتيكا جديدا في عملياتها وهو العمليات الانتحارية من خلال تدريعالسيارات المفخخة التي لا تعيقها الأسلحة التقليدية.
ونبه مراقبون الى ان المواجهة المسلحة مع (داعش) في عدة محافظات مثلت عبئا اقتصاديا ثقيلا على الميزانية العراقية، ما يوجب الدعم المالي لسد كلف الحرب المتزايدة، وتأثيرها على حياة المواطنين.
الخبير العسكري علي الحيدري تحدث لإذاعة العراق الحر عن التجهيزات العسكرية الأكثر ضرورة في هذه المرحلة، الأسلحة المتطورة والتقنيات في حرب المدن متمثلة بالغطاء الجوي والأسلحة المواجهة لأساليب داعش في تفجير السيارات والمصفحات المفخخة.
وماذا عن العقيدة العسكرية والولاء؟
ونبه الخبيرُ العسكري الحيدري الى تأثير البيئة القتالية وضرورة اعداد جيش مقاتل نظامي ذي عقيدة عسكرية، متوقفا عند حالات ارتباك الولاء والتراجع في المواجهة مع (داعش) في بعض المناطق التي يجد فيها التنظيم ميلاً لدى بعض سكانها وعشائرها مثل الانبار، وخلص الى أن تطوير القدرات القتالية والتجهيزات للجيش والحشد الشعبي يمكن ان تؤتي أُكلها أكثر من السعي لتسليح العشائر.
ويرى المتحدث باسم جهاز مكافحة الإرهاب صباح النعماني أن العراق لا يشكو قلةً في عديد مقاتليه، فخبرةُ المقاتلين ضمن تشكيلات الجيش وجهاز مكافحة الإرهاب تجعلهم مؤهلين للتعامل مع أساليب القتال الخاص بحسب رأيه، لكنه يشدد على اهمية الدعم الاستخباري وتمرير معلومات عن العناصر الارهابية ومنع منافذ التمويل المالي والمعنوي للتنظيم المتشدد الذي تقوم به منظمات وجمعيات ذات عناوين دينية او خيرية، فضلا عن الحد من توافد مقاتليه من دول مختلفة.
ولفت النعمان في حديثه لإذاعة العراق الحر الى أن الضربات الجوية التي تنفذها طائرات التحالف الدولي ما زالت ضعيفة التأثير على مراكز تجمع قدرات داعش، لمنع انتقال مقاتليه الى مناطق أخرى.
وتوقف المتحدث باسم جهاز مكافحة الإرهاب صباح النعمان عند عدم استثمار فرصة وجود المدربين الامريكان خلال السنوات الماضية في اعتماد نظام تدريب فاعل وترسيخ منظومة ولاء عقيدة قتالية واستراتيجية لإعداد مقاتل مؤهل لمجابهة التحديات.
ديمبسي لا يستبعد نشر قوات صغيرة خلال عمليات محددة
وكان الجنرال مارتن ديمبسي رئيس هيئة الأركان الأمريكية قال للكونغرس يوم الأربعاء إنه لن يوصي بنشر أعداد صغيرة من القوات الأمريكية بانتظام في الخطوط الأمامية مع العراقيين لمجرد "تقوية" شوكتهم. مثلما لمح بعض منتقدي الرئيس أوباما إليه.
واضاف ديمبسي "إذا لم تقوَ شوكة العراقيين بسبب خطر (داعش) وطريقة حياتهم... فلن يقوّي أيُ شيء نفعله شوكتهم".
لكن ديمبسي لم يستبعد نشر قوات لفترات قصيرة لدعم عمليات محددة مثل استعادة مدينة كبيرة.
برغم المطالبات العراقية المتكررة في الحصول على مزيد من الدعم والعسكري من دول التحالف الدولي ضد (داعش)، الا أن البعض يلاحظ ترددا لدى التحالف إزاء موثوقية الجهات والقوى المطلوب تسليحها على الارض.
ويعتقد الخبير بالجماعات المسلحة هشام الهاشمي انه عدا قوات البيشمركة الكردية لا يحظى الحشد الشعبي او الجماعات المسلحة الاخرى التي تعتبر ميليشيا غير نظامية بالثقة الكفيلة لتزويدهم بالمعدات والأسلحة المتطورة. وبالتالي يصعب تقنين دعمها.
في هذه الاثناء حرص رئيس الوزراء حيدر العبادي خلال زيارته الحالية الى طهران على وضع القادة الإيرانيين في صورة المحادثات التي أجراها مع قادة الدول الغربية في الفترة الأخيرة.
وذكرت صحيفة (الحياة) السعودية الصادرة في لندن الاربعاء أنه ناقش إمكان إيجاد آلية للتنسيق بين المستشارين الإيرانيين العاملين مع الحشد الشعبي، والمستشارين الأميركيين الذين يدربون ويسلحون العشائر السنية استعداداً لتحرير الرمادي.
العبادي والجبوري...سعيٌ للحصول على دعم دولي
يأتي ذلك بعد أن أجرى العبادي الأسبوع الماضي مشاوراتٍ مع قادة الدول الصناعية الست في برلين، بمن فيهم الرئيس الأمريكي باراك أوباما، الذي تطرق إلى رغبة الولايات المتحدة في إنشاء قاعدة عسكرية جديدة قرب بغداد لتدريب وتسليح العشائر السنية استعداداً لمعركة الرمادي.
وكان رئيس مجلس النواب سليم الجبوري من جانبه قال في تصريحات صحفية خلال زيارته لواشنطن مؤخرا إن العراقيين قادرون على هزيمة (داعش) اسرع مما يجري الحديث عنه، "في حال تم التدريب والتسليح المباشر من قبل الولايات المتحدة لرجال العشائر السنية الذين يقاتلون التنظيم على عتبات أبوابهم".
وقد بحث الجبوري خلال اجتماعه مع الرئيس اوباما بحضور نائبه بايدن، سبل الاسراع بتسليح العشائر بشكل عاجل ومباشر بالتنسيق
مع الحكومة العراقية واعطائهم دورًا كبيرًا وفاعلاً من اجل الاستفادة من خبرتهم في معرفة طبيعة الارض ومن اجل تعزيز عنصر الارادة في مواجهة تنظيم داعش تمهيدًا لدحره من أرض العراق.
بهذا الشان توقع المحلل واثق الهاشمي ان يسعى رئيس الوزراء العبادي الى حث ايران على الانضمام الى التحالف الدولي ضد (داعش)، مشيرا الى ان ايران كانت من أول الداعمين للعراق في مواجهته لخطر (داعش)، معترفاً بأن العراق بعد عام من احتلال مسلحي (داعش) عددا من المدن، بحاجة الى دعم وإسناد دولي في مختلف الجوانب.
بمشاركة مراسل إذاعة العراق الحر في بغداد اياد الملاح.