أوصى مؤتمر دولي ضيّفتهُ بغداد الاثنين بمطالبة منظمة الأمم المتحدة بإصدار قرارٍ يعتبر ما يقوم بها تنظيم داعش من أنشطةِ تجنيدٍ للأطفال في العراق عمليات إبادة وجرائم ضد الإنسانية.
وفي الكلمة التي ألقاها خلال الجلسة الافتتاحية لـ(المؤتمر الدولي للحد من تجنيد داعش للأطفال) ، ذكر رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أن المؤتمر "رسالة إلى جميع دول العالم للانتباه إلى خطورة ظاهرة تجنيد الأطفال، لأن الطفولة صفحة بيضاء لا يجب استغلالها بالقتل والذبح والتفجير، وعلينا أن نقف صفاً واحداً لإنهاء وجود وفكر داعش"، بحسب تعبيره.
وفي حديثه عن ضرورة استئصال الأفكار المتطرفة لهذا التنظيم والتي يُعد الأطفال من أكثر الفئات العمرية عرضة للتأثر بها، قال العبادي إن "على الجميع العمل لحماية الطفولة والمجتمع"، منوّهاً بما يقوم به تنظيم داعش من عملية "تجنيد منظّم للأطفال" وقيامه "بإرسال رسالة رعب وخوف" مضيفاً أنه "يجب أن تكون هناك إرادة صلبة لمواجهتهم والعراق البلد الوحيد الذي يقاتل عصابة داعش على الأرض ويحقق الانتصارات عليها"، بحسب تعبيره.
(المؤتمر الدولي للحد من تجنيد داعش للأطفال) الذي انعقد برعاية هيئة الطفولة في العراق طالب مجلس النواب بالإسراع بإصدار قانون حماية الطفل العراقي. ونقلت وسائل إعلام محلية عن عضو اللجنة التحضيرية للمؤتمر علي العطار أن المؤتمر أوصى أيضاً "بتبني المجتمع الدولي الفكر المناهض للمنهج المتطرف معتمداً على الرؤية الانسانية في التعامل مع الغير". وأضاف أن "من بين التوصيات تبني مبادرة التثقيف والتعليم في إطار التعايش السلمي ونشر قيم المحبة والسلام ودعوة مراكز الدراسات والبحوث المحلية والدولية لتبني دراسات معمّقة لواقع الحال والحلول التفصيلية للحدّ من هذا الخطر." وأضاف أن المؤتمر حضّ الحكومات على اتخاذ مزيد من الإجراءات التي "تسهم في حماية الأطفال والحد من استغلالهم من قبل العناصر الارهابية"، مؤكداً أن "عمليات تجنيد الأطفال تتعارض مع اتفاقيات جنيف الخاصة بالقانون الدولي والإنساني وتطال ما يقارب 100 دولة".
وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قدّم إلى مجلس الأمن الدولي في وقت سابق من الشهر الحالي تقريره السنوي عن الأطفال والنزاع المسلح متضمناً معلومات تفصيلية عن الانتهاكات الجسيمة التي ارتُكبت ضد الأطفال حول العالم خلال العام 2014.
التقرير المؤرخ في 5 حزيران 2015 ذكر أن "من الأساليب التي تلجأ إليها الجماعات المتطرفة استهداف المدارس لأنها تعترض أساساً على تحقيق هدف تعميم التعليم للأطفال أو لأن تلك المدارس تشكل هدفاً رمزياً. وفي حالات أخرى، غيّرت المدارس الواقعة في المناطق التي تسيطر عليها جماعات مسلحة متطرفة مناهجها الدراسية حتى يتجلى فيها فكر تلك الجماعات"، بحسب تعبيره.
بان كي مون ذكر في التقرير أن ممثلته الخاصة ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) قامتا في آذار 2014 بإطلاق الحملة الموسومة (أطفال، لا جنود) بهدف إنهاء ومنع تجنيد الأطفال واستخدامهم من قبل قوات الأمن الحكومية بحلول نهاية العام المقبل 2016.
وجاء في الفقرة الثانية والسبعين من التقرير أن الأمم المتحدة تحققت "من تجنيد تنظيم الدولة الإسلامية ما لا يقل عن 67 فتىً في تسعة حوادث" في العراق، مشيرةً إلى أن الأطفال "ظلوا يشاركون في دوريات إلى جانب البالغين ويعملون في نقاط التفتيش في محافظات نينوى وصلاح الدين وديالى"، بحسب تعبيرها.
ولمزيدٍ من المعلومات، أجريت مقابلة مع الناطقة باسم المكتب الإقليمي لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا جولييت توما التي قالت لإذاعة العراق الحر عبر الهاتف من عمان إن عمليات "تجنيد الأطفال تشهد تصاعداً في كل أنحاء المنطقة بسبب النزاعات الدائرة خاصةً في العراق وسوريا واليمن وليبيا والسودان".
وفي المقابلة التي يمكن الاستماع إليها في الملف الصوتي، تحدثت توما عن قيام منظمة (يونيسف) بتوثيق الانتهاكات ضد الأطفال ومن بينها التجنيد في جميع الدول قبل رفعها إلى الأمين العام للأمم المتحدة لتضمينها في تقريره السنوي الخاص إلى مجلس الأمن الدولي عن الأطفال والنزاع المسلح.
مزيد من التفاصيل في الملف الصوتي الذي يتضمن مقطعاً صوتياً من كلمة رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي إضافةً إلى مقابلة مع الناطقة باسم المكتب الإقليمي لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا جولييت توما متحدثةً من عمان.