أعلن الناطق الرسمي لوزارة الداخلية محمد علي العروي عن هجوم إرهابي جديد وقع مساء يوم الاثنين 15 جوان بمنطقة الملة الواقعة بالمنطقة الحدودية غار دماء بولاية جندوبة حيث تعرضت دورية أمنية لكمين من مجموعة إرهابية وقد استشهد خلال تبادل إطلاق النار عون امن وتعرض أربعة آخرون لجراح خطيرة.
العملية وقعت حوالي الساعة الخامسة مساء خلال دورية روتينية للحرس الحدودي ويتم حاليا تمشيط المنطقة وملاحقة الإرهابيين المسئولين حسب تصريح الناطق الرسمي للوزارة.
تأتي هذه العملية الإرهابية مباشرة اثر عملية ناجحة لقوات الحرس الوطني صباح الاثنين 15 جوان بولاية سيدي بوزيد و قد صرح الناطق الرسمي لوزارة الدفاع الوطني مختار بالنصر إن عملية جندوبة الإرهابية هي على الأرجح عملية انتقامية ضد قوات الحرس الوطني كرد فعل على نجاح العملية الأمنية بسيدي بوزيد حيث تمكنت قوات الحرس الوطني من القضاء على إرهابي والقبض على آخر اثر تفطن الأمن لتحركات مجموعة إرهابية استعدادا لشهر رمضان. وأضاف أن العملية كانت سريعة ودقيقة وأثبتت نجاعة فرق الحرس الوطني حسب قوله.
عملية سيدي بوزيد لم تخل من سقوط ضحايا كذلك حيث ألقى احد الإرهابيين قنبلة يدوية حين تم محاصرتهما مما أدى إلي استشهاد آمر فرقة التدخل ورئيس المركز الأمني وملازم أول وجرح عونين خلال الانفجار. وكانت فرقة التدخل قد حاصرت الإرهابيين اثر اختطافهم 8 مواطنين وإطلاقهم النار على مركز حرس وطني مما أدى إلى مقتل العريف الأول أيمن المسعودي الذي كان أمام المركز يستعد للذهاب لتامين نقل امتحانات التعليم الابتدائي حسب التقرير المفصل الذي أدلى به كاتب الدولة لدى وزير الداخلية رفيق الشلي.
عمليتان إرهابيتان في جنوب البلاد والشمال الغربي لكن التحقيق الأولي يفيد بارتباط العمليتين وقد صرح وزير الداخلية ناجم الغرسلي بأن الهدف من اختيار منطقتين منفصلتين ونائيتين هو تشتيت قوات الحرس الوطني والمهاجمة على جبهات مختلفة وأكد انه سيتم تكثيف الدوريات وجمع المعلومات في الفترة القادمة كما أضاف بأن سقوط المزيد من القتلى في صفوف قوات الأمن لن يثنيها عن القيام بواجبها والدفاع عن تراب الوطن وامن المواطنين وأنهم سيواصلون القتال ويربحون المعركة ضد الإرهاب.
المثير في الأمر انه تم رصد تدخل مواطنين خلال عملية سيدي بوزيد لملاحقة الإرهابيين ومساعدة الحرس الوطني رغم كونهم عزل وقد علق الخبير الأمني مازن الشريف على ذلك بأنه من جهة يثبت انه رغم خطورة الأمر على المواطنين ورغم انه ليس في مصلحتهم إلا انه رد فعل تلقائي من الشعب إزاء رفضهم للإرهاب والمخربين ويثبت بأن الإرهاب مرفوض من الشعب التونسي ولا مكان له بينهم وإنما هو عمل أقلية ضد أغلبية الشغب التونسي، حسب قوله.
اثنين دامي وقع خلاله العديد من الضحايا و الشعب التونسي اثبت بكل فئاته انه لا ينوي الوقوف مكتوف الأيدي أمام هذا الخطر الدخيل.