علق الكاتب والمحلل السياسي عريب الرنتاوي على التقرير الصادر عن منظمة هيومن رايتس ووتش بالقول ان "المقاييس تتداخل والاتجاهات تتعارض هنا فالحكومة لها حساباتها السياسية والأمنية بينما منظمات المجتمع المدني تعمل بأطر مختلفة". وقال لاذاعة العراق الحر "ان الموضوع اشبه بالطرق المتقاطعة من حيث تسعى الحكومة الاردنية الى تأمين حدودها من المتسللين الخطرين من مهربي الاسلحة او المخططين لتنفيذ عمليات تخريبية داخل الاراضي الاردنية، وهي في ذات الوقت تفتح حدودها امام اللاجئين الفارين من العنف، لكن اللجوء السوري ملف كبير فيه الكثير من الخروقات والمخاطر والتعقيدات اضافة الى الاعباء ذاتها الناجمة عنه".
الموقف الاردني الرسمي
شكك الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية محمد المومني بالاتهامات التي تضمنها تقرير منظمة هيومن رايتس ووتش عن الاردن حول دخول السوريين إلى الأردن عبر المعابر غير الرسمية في شرق الاردن، وأن المئات منهم علقوا في منطقة صحراوية داخل الحدود الأردنية غير انه أقرّ بترحيل الذين تجاوزوا القوانين وأثاروا المشاكل من اللاجئين.
وأكد المومني أن الاردن مستمر باتباع سياسة الحدود المفتوحة، ويقوم كذلك بالإعلان يومياً عن عدد اللاجئين السوريين الذين يدخلون الأردن، انسجاماً مع الشفافية التي تنتهجها حكومته في التعامل مع ملف اللاجئين.
وتعليقاً على ما ورد في التقرير عن وجود سوريين عالقين في الصحراء، قال المومني "إذا كان هؤلاء موجودين خارج الأراضي الأردنية فلن تستطيع الجهات الأردنية بالضرورة أن تتعامل معهم”. وتابع "لو صح وصول هؤلاء إلى الحدود الأردنية فإنهم سيكونون أمام قوات حرس الحدود الأردنية المسؤولة عن إدخال اللاجئين، والتي ستتعامل معهم كما تعاملت مع آلاف اللاجئين الذين دخلوا من المعابر غير الشرعية"، ووصف التقرير بأنه “غير منطقي، وكل ماورد فيه مخالف للتفكير المنطقي". وبحسب قوله، فإن وصول عدد اللاجئين السوريين داخل الأراضي الأردنية إلى مليون و400 آلف لاجئ، يؤكد ذلك،لكن المومني اعلن على لسان مسؤول اردني عن "القذف عبر الحدود " وهو التسمية الاردنية لعمليات الترحيل القسري قائلا انه يتفق مع القوانين والاتفاقيات الدولية فهو لايتم الا بحق من يتجاوز على القانون.
وأقرت مصادر اردنية رسمية منذ زمن باعتماد الترحيل القسري عقوبة لمخالفي القوانين في حين ترفض الجهات المعنية الكشف علناً عن حجم عمليات الترحيل ومبرراتها.
وكان المدير الإقليمي لمنظمة هيومن رايتس ووتش نديم خوري، قد أوضح أن الأردن بذل جهوداً مضنية لمساعدة اللاجئين السوريين، ولكن ذلك لا يعطيه "مبرراً للتخلي عن الواصلين الجدد في المناطق النائية لأسابيع من دون توفير الحماية الفعالة لهم، وتوصيل المساعدات بانتظام" وتركهم عالقين في منطقة صحراوية داخل الحدود الأردنية.
وذكرت المنظمة أن 2500 سوري، علقوا داخل الأردن في نيسان من العام الحالي، ولكن هذا العدد انخفض إلى 1000 في أواخر مايو الماضي، بعدما سمح الأردن لبعضهم بالخروج من منطقة الحدود.
ويستضيف الأردن ما يقرب من 630 ألف لاجئ سوري جراء الحرب، من أصل نحو اربعة ملايين.
وتجاوز عدد اللاجئين السوريين الذين عادوا إلى بلادهم منذ بداية الأزمة، بحسب تصريحات سابقة لإدارة مخيمات اللاجئين في الأردن، نحو 130 ألف لاجئ، وهو ما يجعل عدد اللاجئين المسجلين، رسمياً، في الأردن لدى مفوضية شؤون اللاجئين يختلف بين شهر وآخر.
ويوجد في الأردن أربعة مخيمات للسوريين، إلى جانب مخيم "الزعتري" الذي يضم العدد الأكبر من اللاجئين، وهي المخيم الإماراتي الأردني (مريجب الفهود) ومخيم الأزرق (مخيزن الغربي) ومخيم الحديقة في "الرمثا" (أقصى شمال البلاد)، ومخيم "سايبر سيتي" الذي يضم 470 لاجئاً فقط منهم 180 فلسطينياً.
ويقيم في الأردن أكثر من مليون و300 ألف سوري، منهم 750 ألفاً دخلوا الأراضي الأردنية قبل اندلاع احداث العنف.
ويزيد طول الحدود الأردنية السورية عن 375 كم، ويتخللها العشرات من المنافذ غير الشرعية ، وكان الأردن يسمح للسوريين بدخول أراضيه عبر جميع المعابر غير الرسمية في المنطقتين الشرقية والغربية رغم أنه رفض دخول العديد من الرجال غير المتزوجين وغير المصحوبين بأقارب، ولاجئين فلسطينيين في سوريا، وأشخاصًا بدون وثائق رسمية. وكان معظم السوريين يعبرون من نقاط حدودية من جهة الغرب عبر محافظة درعا قرب بلدات تل شهاب وحيط ونصيب السورية. لكن الاردن وفي منتصف الشهر نفسه اغلق المعابر غير الرسمية.
جرحى الحرب السوريين يتلقون علاجا في الأردن
وفي عام 2012، أنشأت الحكومة الأردنية ومنظمات دولية ومجموعات تابعة للجيش السوري الحر، وهو مجموعة مسلحة تقاتل ضد النظام السوري، إجراءات إجلاء طبي تسمح لجرحى الحرب السوريين ـ مقاتلين ومدنيين على حدّ سواء ـ بالحصول على إسعافات طبية في الأردن. وساعد هذا الإجراء، الذي يتم بالتنسيق مع منظمات إغاثة دولية وموظفين في قطاع الطب من سوريا، على تقديم علاج لآلاف الجرحى السوريين في الأردن.