اقامت منظمتا (الشكوى والرقابة) و(النجدة الشعبية) ورشة عمل في السليمانية لمنتسبي عدد من الدوائر والمؤسسات الحكومية في المحافظة.
وكان الهدف من الورشة التي اقيمت في اطار برنامج الامم المتحدة لمكافحة الفساد وتعزيز النزاهة في الدول العربية، وتنفيذا لاتفاقية اصول استرداد الاموال وعائدات الفساد التي انضم اليها العراق، هو ايجاد نوع من الشراكة بين السلطتين المحلية والرقابية ومنظمات المجتمع المدني لتفعيل دورها في مكافحة الفساد.
الحقوقي هوكر جتو، رئيس مجلس امناء منظمة (النجدة الشعبية) اوضح لاذاعة العراق الحر ان الورشة عقدت في اطار برنامج موسع للامم المتحدة للتعريف باتفاقية مكافحة الفساد، وآليات التعاون الدولي في هذا الشأن، وصولا الى تغيير القوانين والتشريعات، وتفعيل دور المؤسسات الرقابية لمكافحة الفساد.
شفان زنكنة مسؤول منظمة (الشكوى والرقابة) قال انه وجهت الدعوة للمشاركة في الورشة الى اعضاء في الحكومة المحلية، وحقوقيين، وسياسيين، تمهيدا للاتفاق على ميثاق شرف بين الاطراف السياسية لمكافحة الفساد، واسترداد الاموال، وملاحقة المفسدين وتقديمهم للعدالة. واضاف "نعتقد ان محاربة الفساد يحتاج الى ارادة سياسية، وبرامج، وخطط مدروسة، وهذا للاسف غير متوفر في البلد لحد الان، لذا فان مثل هذه الورش والندوات ستفعّل هذا التوجه في المجتمع. فالقوانين النافذة ليست فعالة بالقدر الكافي لردع المفسدين، اضافة الى النفوذ الحزبي داخل مؤسسات الدولة، الذي يضعف السلطات القضائية ويشجع الفساد والمفسدين".
رئيسة لجنة منظمات المجتمع المدني في مجلس النواب العراقي تافكة احمد مرزا قالت "ان الفساد متفش بشكل مخيف في مفاصل المجتمع العراقي. وان من يدعي محاربة الفساد يتخذ منه وسيلة لكسب عطف جهات متضررة، لذا تقع مسؤولية اكبر في محاربة هذه الافة على منظمات المجتمع المدني المستقلة".
واضافت "للاسف لم يُقدم الى مجلس النواب العراقي اي مشروع قانون لمحاربة الفساد، ولم يتم محاسبة اي شخص بتهمة الفساد. فهيئة النزاهة غير فعالة، ومهمتها عرض ملفات الفساد على وسائل الاعلام دون اتخاذ اي اجراءات. ولابد من الاشارة الى ان دور وسائل الاعلام مهم في نشر ثقافة محاربة الفساد.
يذكر ان اتفاقية الامم المتحدة لمكافحة الفساد تنص في مادتها الخامسة من الفصل الثاني على ان تقوم كل دولة انضمت الى الاتفاقية بوضع وتنفيذ سياسات فعالة لمكافحة الفساد، وتعزيز مشاركة المجتمع، وحسن ادارة الشؤون والممتلكات العمومية، والنزاهة والشفافية والمساءلة.