تابعت الأوساط السورية الحكومية والمعارضة بإهتمام الإنتخابات التركية، وسط مخاوف من أن تؤثر نتائج الإنتخابات بشكل سلبي على الملف السوري.
ورسمت نتائج الانتخابات البرلمانية التركية التي جرت يوم الأحد (7 حزيران)، مشهدا حزبيا وسياسياً جديداً في تركيا بعد فقدان حزب العدالة والتنمية الذي يرأسه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الأغلبية المطلقة في البرلمان، ووصول حزب الشعوب الديمقراطي التركي الموالي للأكراد الى البرلمان التركي.
الأوساط السورية القريبة من الحكومة أعربت عن إرتياحها لنتائج الإنتخابات التركية، وعزت تراجع حزب العدالة والتنمية الى سياسة أردوغان في سوريا.
سقوط حزب العدالة والتنمية كانت متوقعاً بسبب سياسات أردوغان "الفاشلة" في المنطقة ... علي أومري
الأمين العام للحركة الوطنية الكردية للتغيير السلمي، علي اومري، قال لإذاعة العراق الحر إن الشارع السوري كان يتوقع سقوط حزب العدالة والتنمية بسبب سياسات أردوغان "الفاشلة" في المنطقة على حد وصفه.
إنها بداية نهاية لأردوغان وحكومته ... بروين ابراهيم
وترى أمين عام حزب الشباب الوطني للعدالة والتنمية بروين ابراهيم، أنها بداية نهاية لأردوغان وحكومته، ورسالة واضحة للآخرين بأن هناك تغييرات ستحصل على حد تعبيرها.
وفاز حزب العدالة والتنمية التركي بالانتخابات البرلمانية الأخيرة ولكن ليس بأغلبية تؤهله لتشكيل الحكومة منفردا، وذلك للمرة الأولى منذ سيطرته على الرئاسة والحكومة عام 2002.
اللاجؤون السوريون تابعوا بإهتمام كبير الإنتخابات التركية وكانوا يأملون تفوق حزب أردوغان ... مسؤول في مخيمات النزوح
وأكد إبراهيم شاليش عضو فريق غراس الأمل التطوعي في مخيمات الداخل، أن اللاجئين السوريين تابعوا بإهتمام كبير الإنتخابات التركية وكانوا يأملون تفوق حزب الرئيس رجب طيب أردوغان، وعزا شاليش هذا التأييد الى معاملة الأتراك مع النازحين واللاجئين السوريين التي وصفها بأنها أفضل بكثير من معاملة الدول العربية.
وتتباين الآراء في الشارع السوري حول الإنتخابات التركية ومدى تأثير نتائجها على الملف السوري، حيث يرى مواطنون أن تركيا لعبت دوراً كبيراً في الصراع السوري، بينما أعرب آخرون عن مخاوفهم من أن تنعكس نتائج الإنتخابات التركية بشكل سلبي على الملف السوري وأوضاع اللاجئين السوريين في تركيا خاصة وأن تركيا استقبلت 1.8 مليون لاجئ سوري منذ اندلاع الأزمة السورية بحسب بيانات مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.
نتائج الانتخابات التركية ستؤثر على القضية السورية ... صحيفة بريطانية
وقالت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية إن نتيجة الانتخابات التركية ستؤثر على قضيتين حيويتين تواجهان الحكومة فى أنقرة، درجة تدخلها فى الحرب الأهلية السورية، وعلاقتها مع الأكراد فى كل من سوريا وتركيا.
ويتوقع مراقبون أن يكون الملف السوري من أكثر الملفات التي ستتأثر بنتائج الانتخابات التركية الأخيرة، خاصة فيما يتعلق بموضوع دعم أنقرة للمعارضة السورية المسلحة، والدعم السياسي الذي تقدمه للإئتلاف السوري المعارض.
تركيا التي وقفت طوال الفترة الماضية مع الشعب السوري والثورة السورية لن يتغير موقفها ... أمين عام الائتلاف السوري المعارض
محمد يحيى أمين عام الائتلاف السوري المعارض، هنأ تركيا والشعب التركي بالإنتخابات الديموقراطية، خاصة وأن تركيا وقفت مع الثورة السورية منذ الايام الأولى. وقال يحيى في إتصال هاتفي مع إذاعة العراق الحر، "نحن نعتقد أن تركيا التي وقفت طوال الفترة الماضية مع الشعب السوري والثورة السورية لن يتغير موقفها، ونحن نحترم خيارات الشعب التركي ونحترم كل ما سيصدر عن ممثليه في البرلمان المقبل."
ولفت محمد يحيى، الى أن الإئتلاف السوري المعارض كان منفتحاً على الأحزاب التركية وأجرى عدة لقاءات في السابق مؤكداً أن الإئتلاف يقف على مسافة واحدة من جميع الأحزاب التركية، وستكون العلاقات مع هذه الأحزاب أكثر عمقاً وتواصلاً في المرحلة المقبلة بحسب تعبيره.
حزب العدالة والتنمية التركي لعب دوراً إيجابياً كبيراً على صعيد الثورة السورية والملف السوري الإنساني والسياسي ... صبحي الرفاعي
لكن رئيس المكتب التنفيذي في مجلس قيادة الثورة، صبحي الرفاعي، أعرب عن القلق من أن تؤثر الإنتخابات التركية والتغييرات الأخيرة في تركيا، سلباً على الملف السوري وما وصفه بمسار الثورة السورية.
وأكد الرفاعي خلال حديثه لمراسل إذاعة العراق الحر، أن حزب العدالة والتنمية التركي لعب دوراً إيجابياً كبيراً على صعيد الثورة السورية والملف السوري الإنساني والسياسي، منتقداً دور احزاب المعارضة التركية.
تركيا دولة مؤسسات وليست دولة أحزاب أو أشخاص كي تغير سياساتها بتغيير الأحزاب ... محلل سياسي تركي
وتدعو تركيا الى إقامة مناطق عازلة داخل سوريا، ودعم المعارضة السورية لإسقاط حكم الرئيس السوري بشار الأسد، وتعمل في هذا الإطار مع واشنطن لتدريب وتجهيز معارضة سورية "معتدلة".
وفيما يتوقع مراقبون أن تؤثر نتائج الإنتخابات التركية الأخيرة على السياسة الخارجية لتركيا، يستبعد المحلل السياسي التركي محمد زاهد غول القريب من حزب العدالة والتنمية، حصول أي تغيير في سياسة تركيا الخارجية، مؤكداً أن تركيا دولة مؤسسات وليست دولة أحزاب أو أشخاص كي تغير سياساتها بتغيير الأحزاب أو الشخصيات السياسية.
وقال زاهد غول لمراسل إذاعة العراق الحر، "بشكل عام لا أظن أن يطرأ اي تغيير حقيقي على السياسة التركية الخارجية في جميع الملفات بما فيها الملف السوري، لكن من المؤكد أن الجمود الذي ساد قبل الإنتخابات وخلالها سيستمر ما لم تتشكل الحكومة بصورة توافقية."
وأكد زاهد غول أن كل القرارات التركية المتعلقة بدعم المعارضة السورية المسلحة والسياسية أو استضافة اللاجئين السوريين هي قرارات الدولة التركية وليست قرارات العدالة والتنمية بوصفه حزبا.
وأضاف غول قائلاً إن تركيا تقودها مؤسسات وليس أشخاص أو حزب سياسي معين، بناءأً على ذلك لن يكون هناك أي تغيير فيما يتعلق بملف اللاجئين السوريين بأي شكل من الأشكال ومهما كانت الأزمة السياسية داخل تركيا، ربما سيكون هناك عدم فاعلية في الملف السوري.
بمشاركة مراسل اذاعة العراق الحر في الشمال السوري منار عبد الرزاق.