تُـــــضيّفُ قمةُ الدول الصناعية السبع الكبرى المنعقدة في ألمانيا زعماءَ ثلاث دول من خارج هذه المجموعة للبحث في التهديدات الإرهابية التي تُشكّل خطراً متنامياً على الأمن والسلم العالمييْن.
ورغم أن الحرب المتواصلة في أوكرانيا وأزمة ديون اليونان تلقيان بظلالهما على قمة السبع التي انطلقت الأحد بمشاركة زعماء ألمانيا وبريطانيا وكندا وفرنسا وإيطاليا واليابان والولايات المتحدة إلا أن مخاطر الإرهاب المتمثلة خاصةً بانتشار جماعاتٍ مثل تنظيميْ داعش وبوكو حرام ستُبحث في جلسة الاثنين مع زعماء العراق وتونس ونيجيريا.
ومن المقرر أيضاً أن يعقد الرئيس الأميركي باراك أوباما اجتماعاً آخر على انفراد مع رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي لمناقشة الحملة العسكرية التي تنفذها القوات العراقية ضد داعش بإسنادٍ جوي من قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة.
وكان آخر اجتماع بين الزعيمين عُقد في البيت الأبيض في منتصف نيسان أي قبل شهر واحد تقريباً من استيلاء تنظيم داعش على مدينة الرمادي مركز محافظة الأنبار. وصرّح بن رودس نائب مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي بأن لقاء يوم الاثنين (8 حزيران) سيتيح فرصة لأوباما كي يبحث مباشرةً مع العبادي الوضع الميداني والجهود الأميركية لدعم القوات العراقية.
وفي نشرها للتصريح، أشارت صحيفة (نيويورك تايمز) New York Times إلى ما كان العبادي ذكره خلال الاجتماع الذي عقده مندوبو دول التحالف الدولي في باريس يوم الثلاثاء الماضي بأن مسلّحي داعش هم الآن أفضل تجهيزاً وأشد فتكاً وأكثر تنظيماً من أي وقتٍ مضى وأن الحملة الجوية التي تقودها الولايات المتحدة "ليست كافية" مؤكداً أن العراق بحاجة إلى مزيد من المساعدات في مجاليْ الاستخبارات والتسليح.
فيما يتعلق بالمساعدات العسكرية الأميركية، يُشار إلى أحدث تصريحاتٍ نُقل فيها عن مسؤولين أميركيين يوم الجمعة (5 حزيران) أن الولايات المتحدة بدأت بهدوء عملية تسليم الأسلحة التي تعهدت بتوفيرها للجيش العراقي من صندوق بقيمة 1.6 مليار دولار وافق الكونغرس على إنشائه العام الماضي وذلك في أعقاب تنامي إحباط بغداد من بطء المساعدات التي يقدمها التحالف الدولي ضد تنظيم داعش.
وقالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إن تسليم المعدات التي طال انتظارها بدأ من صندوق "تدريب وتجهيز العراق" قبل نحو أسبوعين وإن الأمور تجري بأسرع وتيرة ممكنة.
المسؤولون الأميركيون أشاروا إلى عمليات نقل سابقة وبشكل مكثّف للأسلحة من جهات أميركية متنوعة. وجهزت أول دفعة من صندوق "تدريب وتجهيز العراق" لواء في الجيش العراقي بالبنادق والرشاشات وقاذفات القنابل الصاروخية وقذائف هاون وأقنعة واقية وغيرها من المعدات. وقالت الكوماندر إليسا سميث الناطقة باسم البنتاغون إن مزيداً من الأسلحة في طريقها للعراق مضيفةً أن "تلك كانت الدفعة الأولى من شحنات مخطط لها تجهيز وحدات (عسكرية) والتي ستشمل وحدات من البشمركة"، بحسب ما نقلت عنها وكالة رويترز للأنباء.
رئيس (المركز الأوروبي العربي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبار) جاسم محمد تحدث لإذاعة العراق الحر عبر الهاتف من مدينة بون الألمانية عن أهمية استضافة قمة مجموعة السبع رئيس الوزراء العراقي إلى جانب الرئيسين التونسي والنيجيري قائلاً "إن الدعوة وُجّهت على اعتبار أن هذه الدول تتصدى مباشرةً للإرهاب، ورغم أن القمة لديها أجندة واسعة من البيئة والاحتباس الحراري ومسألة القرم ومواضيع أخرى إلا أنها ارتأت تخصيص جلسة خاصة لمناقشة موضوع مكافحة الإرهاب الذي فرض نفسه على جدول الأعمال ..وبما أن العراق يقاتل الإرهاب وتنظيم داعش فإن حضوره ضروري للاستماع إلى وجهات نظره وما يحتاجه في هذه المعركة...".
وفي المقابلة التي يمكن الاستماع إليها في الملف الصوتي، تحدث الباحث جاسم محمد عن الاهتمام الذي توليه وسائل الإعلام الألمانية باستضافة زعماء العراق وتونس ونيجيريا رغم الأولوية التي تحتلها أزمة ديون اليونان وحرب أوكرانيا في جدول أعمال القمة.
من جهته، أكد أستاذ العلوم السياسية في جامعة بغداد الدكتور علي الجبوري أهمية تفعيل سلسلة القرارات التي صدرت عن مؤتمرات دولية عدة أو عن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ضد الإرهاب قائلاً "إن بعض هذه القرارات التي اتُخذت تحت الفصل السابع في تجريم الدول والمؤسسات التي تدعم الإرهاب من الجوانب اللوجستية والسياسية والإعلامية لم تُفعّل وينبغي تفعليها...".
وفي المقابلة التي يمكن الاستماع إليها في الملف الصوتي، تحدث الجبوري أيضاً عن موضوعات أخرى ذات صلة ومن بينها أهمية تسريع وصول الأسلحة والمعدات العسكرية التي تعاقد العراق على شرائها من الولايات المتحدة الأميركية.
مزيد من التفاصيل في الملف الصوتي الذي يتضمن مقابلتين مع أستاذ العلوم السياسية في جامعة بغداد د. على الجبوري ورئيس (المركز الأوروبي العربي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبار) جاسم محمد متحدثاً من بون.