وسط تساؤلات حول أسباب تأخر تحرير سنجار، تؤكد وحدات قتالية إيزيدية إستعدادها لتحرير المدينة بالكامل من قبضة مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" الذين سيطروا عليها مطلع آب الماضي وقتلوا وأختطفوا الآلاف من الإيزيديين رجالاً ونساءً وأطفالاً، فيما نزحت آلاف العائلات الى مدن إقليم كردستان.
وتشكلت إثر ذلك وحدات قتالية من الإيزيديين تابعة لأحزاب كردستانية في داخل العراق وخارجه، للدفاع عن جبل سنجار المطل على المدينة بعد أن هربت مئات العائلات اليه.
ويقول حسن، وهو شاب إيزيدي في العشرينات من عمره، انه إلتحق بوحدات مقاومة سنجار التي تشكلت وتدربت على يد مسلحي HPG الكردية التركية، و الـ YPG الكردية السورية. ويؤكد حسن في حديث لإذاعة العراق الحر أن المزيد من الشباب والشابات الايزيديات يلتحقون بوحدات مقاومة سنجار الـ YBS لتحرير سنجار ويتجاوز عددهم اليوم ألفي مقاتل ومقاتلة.
وفي رده على سؤال حول سبب إختياره هذه الوحدات من وحدات قتالية ايزيدية أخرى، ذكر حسن أنه يؤمن بأفكار حزب العمال الكردستاني وزعيمه عبد الله أوجلان، وأشار الى ان علاقة هذه الوحدات جيدة بهذا الحزب.
إقليم كردستان لا يقبل أن نكون جزءً من وزارة البيشمركة ... سرحد شنكالي
ويتولى مدربون من وحدات حماية الشعب الكردي التابعة لحزب العمال الكردستاني، تدريب العشرات من أفراد وحدات مقاومة سنجار، والتي تضم متطوعين من أبناء الطائفة الإيزيدية. ويقول القيادي في هذه الوحدات سرحد شنكالي ان أعداد المقاتلين والمقاتلات بالآلاف، ويؤكد في حديث لإذاعة العراق الحر بان هناك المزيد من الإيزيديين المتطوعين يتلقون تدريباتهم في محافظة الحسكة السورية، مشيراً الى أن الوحدات تضم مقاتلين إيزيديين من تركيا وسوريا وأوروبا أيضاً، لكن الاغلبية هم من الإيزيديين العراقيين.
وبحسب شنكالي، فان وحدات مقاومة سنجار تشكلت بعد هجمات "داعش" على سنجار الصيف الماضي، وإنسحاب قوات البيشمركة. ويرد شنكالي على الإتهامات التي توجه الى هذه الوحدات بأنها تابعة لحزب العمال الكردستاني التركي أو السوري، مؤكداً أن الوحدات تتلقى الدعم والتدريب من هذه الأحزاب فقط، وانها غير تابعة لها.
وأعرب شنكالي عن رغبة وحدات المقاومة وسعيها للإنضمام الى وزارة البيشمركة في حكومة إقليم كردستان والجيش العراقي، لكنه قال إن "إقليم كردستان لا يقبل أن نكون جزءً من وزارة البيشمركة".
وذكر القيادي سرحد شنكالي خلال حديثه لمراسل إذاعة العراق الحر، أن هناك تنسيقاً على مستوى ضيق بين الوحدات الإيزيدية وقوات البيشمركة التي تقاتل في سنجار، لافتاً الى أن مقاتلي وحدات مقاومة سنجار يواجهون مشاكل بسبب الضغوط التي يمارسها عليهم الحزب الديمقراطي الكردستاني وقوات الأسايش لترك الوحدات والإلتحاق بقوات البيشمركة الكردية.
وتعتبر قوة حماية سنجار أيضاً قوة إيزيدية تشكلت بعد هجمات "داعش" على قضاء سنجار، وأثارت عملية اعتقال مسؤول القوة القيادي حيدر ششو الإستياء في الأوساط الإيزيدية وداخل حزب الإتحاد الوطني الكردستاني برئاسة جلال طالباني، رغم إعلان رئاسة إقليم كردستان الثلاثاء الماضي أن أسباب الاعتقال تعود الى تشكيل قوة عسكرية خارج القانون.
ويذكر داوود جندي، نائب المسؤول عن قوة حماية سنجار أن القوة اصبحت اليوم تابعة لوزارة البيشمركة في حكومة إقليم كردستان، بعد إطلاق سراح حيدر ششو.
قوة حماية سنجار تضم اكثر من خمسة آلاف مقاتل بينهم 400 مقاتلة ... داوود جندي
وقال جندي في مقابلة خاصة أجرتها معه إذاعة العراق الحر، إن قوة حماية سنجار التي تضم اكثر من خمسة آلاف مقاتل بينهم اكثر من 400 مقاتلة من الفتيات الإيزيديات، تشهد تزايداً في الأعداد بسبب تطوع ابناء الإيزيديين وخاصة النازحين، مؤكداً أن تشكيل الوحدات القتالية الإيزيدية جاء تلبية لحاجة ضرورية للحفاظ على الإيزيديين وأعراضهم وأرضهم، كما أن هناك من يرى حاجة لتشكيل كيان سياسي إيزيدي أو مرجعية سياسية إيزيدية للدفاع عن حقوق الإيزيديين في العراق.
وكانت القوات الكردية وبإسناد من طائرات التحالف الدولي، حررت نهاية العام الماضي المناطق المحيطة بجبل سنجار، وبدأت عملية واسعة لإستعادة سنجار، شارك فيها بالإضافة الى قوات البيشمركة، مسلحون أيزيديون، ومقاتلون ومقاتلات من قوات الدفاع الشعبي الكردستاني HPG التابعة لحزب العمال الكردستاني التركي PKK، ووحدات حماية الشعب الـ YPG في سوريا.
بإمكاننا تحرير سنجار خلال ساعات وسيتم تحريرها قريباً ... محما خليل
وفيما يرى مراقبون أن الصراعات السياسية بين الأحزاب الكردية كانت سبباً وراء تأخر تحرير مدينة سنجار، ينفي القيادي الإيزيدي والنائب السابق عن التحالف الكردستاني محما خليل وجود خلافات سياسية مؤكداً إستعداد قوات البيشمركة والوحدات القتالية الإيزيدية لتحرير سنجار وتلعفر من قبضة مسلحي "داعش" خلال بضع ساعات، لافتاً الى أن هذه المناطق ستتحرر قريباً.
خليل الذي كان يتحدث لإذاعة العراق الحر عبر الهاتف وهو على مشارف مدينة سنجار حيث يقود فوجاً من المقاتلين الإيزيديين، أكد أنه تم تحرير أكثر من 80% من مساحة سنجار، لكن تحرير مدينة سنجار وبقية المناطق يرتبط بخطة تحرير الموصل وتلعفر.
وعن أعداد المقاتلين الإيزيديين في سنجار أوضح خليل أن أعدادهم تتجاوز 12 الف مقاتل، إلتحق جميعهم بوزارة البيشمركة وتدعمهم حكومة إقليم كردستان بالمال والسلاح، فيما تترامح أعداد المقاتلين الملتحقين بوحدات مقاومة سنجار YBS من 200 الى 250 مقاتل.
وشدد القيادي الإيزيدي محما خليل على أن قوات البيشمركة قادرة على حماية الإيزيديين والدفاع عنهم ولا حاجة لوجود فصائل وتشكيلات قتالية خارج إطار وزارة البيشمركة، رغم إشادته بدور الفصائل الإيزيدية والكردية الأخرى في محاربة تنظيم داعش.
بمشاركة مراسل إذاعة العراق الحر في أربيل عبد الحميد زيباري.