انتشرت على الصفحات الاجتماعية في الأيام الأخيرة عبارة "وينو البترول" والتي تعني أين البترول التونسي؟ هذه العبارة تحولت إلي شعار حملة انتشرت عبر صفحات الانترنيت كما تحولت الى احتجاجات مفتوحة بالجنوب التونسي.
الحملة تتوجه بالأساس ضد الشركات الأجنبية التي تسيطر على حقول النفط بالجنوب بالإضافة إلى مطالبة الحكومة بالتصريح عن الأرقام الحقيقية لعائدات النفط بتونس ومصير هذه الأموال.
وزير التنمية ياسين إبراهيمعلق على الحملة قائلا "أنا اشك في هدف حملة وينو البترول ومتأكد انها ليس لغرض المطالبة بالشفافية في قطاع الطاقة بل مجرد شباب عاطل يريد الثروة دون العمل".
الوزير أضاف انه لا يفهم المغزى من هذه الحملة خصوصا وأن البلاد التونسية تكاد لا تملك نفطا أساسا سوى بعض الآبار الشحيحة.
ذلك وفي مسيرة انتظمت يوم السبت 30 ماي حمل المتظاهرون لافتات كتب عليها شعار الحملة مع عبارات ك "لا خوف، لا رعب، البترول حق الشعب". وطالب المحتجون بما أسموه حقهم في الثروة الطبيعية و التأميمالفوري لآبار البترول و مراجعة عقود الشركات العالمية التي تستخرج النفط بتونس ووصفوا هذه الشركات بشركات النهب العالمية.
القيادي بحركة النهضة سمير ديلو علق ساخراعلى الحملة في لقاء مع الإذاعة الوطنية وقال إن على الحكومة إطلاق حملة معاكسة تدعو فيها الشباب الكسول إلى العمل بدلا من المطالبة بالنقود دون العمل وأضاف إن هذه الحملة خرجت عن السيطرة وأصبحت سببا للتفرقة بين التونسيين خصوصا وأن تونس ليست دولة نفطية و لا تملك الإمكانيات أو التكنولوجيا لاستخراج الكميات الضئيلة المتوفرة فيها.
ذلك و قد أعلنت الشركة العالمية الكندية المستغلة لحقل النفط "الصابرية" في منطقة الفوار بقبلي عن إيقاف إنتاج النفط على خلفية الاحتجاجات في الجنوب التونسي و قد أعلن مسئول من الشركة أن القرار اتخذ اثر هجوم المحتجين على حقل الإنتاج واقترابهم بشكل خطير من محطة المعالجة مما قد يتسبب في حادث خطير.
الشركة الكندية ليست الوحيدة التي أوقفت إنتاج النفط بالمنطقة حيث كانت الشركة الفرنسية المستغلة للحقل النفطي "الفرانيق" والشركة الفرنسية المستغلة لحقل "بقال" بقبلي قد أوقفتا الإنتاج كذلك بسبب تصاعد وتيرة الاحتجاجات بالمنطقة. وقدر الناطق الرسمي لوزارة الطاقة نسبة الخسائر بسبب توقف الإنتاج بحوالي 4 آلاف برميل كان يُنتج يوميا مما سيؤثر على المداخل و الاقتصاد وكذلك السياحة من حيث الصورة التي يعكسها المحتجون أمام المجتمع الدولي.
الجدير بالذكر أن تونس تملك ما يقدر ب 450 مليون برميل نفط كمخزون خام تحت الأرض حسب تصريح المدير العام للطاقة رضا بوزودة وتعتبر تونس البلد 55 عالميا في إنتاج النفط لكن نسبة الواردات النفطية تتجاوز نسبة الصادرات مما يعكس عجزا يقدر بآلاف الأطنان.
الحملة متواصلة بشكل مثير خصوصا في كيفية وسرعة انتشارها وأسئلة كثيرة تثار حول سبب العجز الاقتصادي ومصير الأموال التي تحصل عليها البلاد من الصادرات النفطية والسؤال نفسه يتردد "وينو البترول".
بقلم تانيا خليل