في الوقت الذي تستمر فيه الأزمة السورية للعام الخامس على التوالي، يواصل السوريون البحث عن ملاذات آمنة، مخاطرين بحياتهم وأموالهم عبر اللجوء إلى طرق غير مشروعة للهجرة الى أوروبا.
ورسمت فاليري آموس منسقة الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة صورة مروعة لوحشية الحرب السورية ودعت إلى عمل جماعي لإنهائها.
فاليري آموس: سوريا تنزلق إلى أعماق سحيقة من اليأس
وقالت آموس في كلمتها الأخيرة أمام المجلس يوم الخميس، وقبل أن ينتقل المنصب إلى البريطاني ستيفن أوبراين، "على مدى أكثر من أربع سنوات شهدنا سوريا تنزلق إلى أعماق سحيقة من اليأس تتجاوز حتى ما تصوره أكثر المراقبين قنوطا."
وحثت آموس المجلس على اتخاذ إجراء
لحماية المدنيين وإنهاء الحصار وضمان وصول عاملي الإغاثة للمناطق المنكوبة ومحاسبة مجرمي الحرب بحسب رويترز.
ومع تمدد داعش داخل سوريا وإستمرار الصراع بين الجيش السوري وفصائل المعارضة المسلحة، تستمر موجة النزوح والهجرة هرباً من العنف والموت المجاني حتى لو كان ثمن الهجرة الموت غرقاً.
هجرة السوريين "من موت إلى موت"
ونشرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان تقريراً بعنوان "من موت إلى موت" ووثقت فيه أبرز حوادث موت السوريين غرقاً أثناء الهجرة غير الشرعية، وأكدت غرق ما لايقل عن 2157 مواطناً سورياً، معظمهم (75%) من النساء والأطفال أثناء الهجرة غير الشرعية منذ نهاية عام 2011.
وأشارت الشبكة في تقريرها الأخير إلى أن 90% من اللاجئين هم من المناطق التي تخضع لسيطرة المعارضة، في ظل عدم وجود حماية دولية لهذه المناطق.
وذكر التقرير أن المشاكل والصعوبات التي يواجهها اللاجئون السوريون في دول الجوار دفعتهم إلى المخاطرة بحياتهم وأموالهم عبر اللجوء إلى طرق غير مشروعة للهجرة، وأودت في كثير من الأحيان إلى مقتل العديد منهم.
وذكر التقرير 28 حادثة هجرة غير شرعية حدثت في أثنائها حالات موت لسوريين بسبب الغرق، كان أبرزها حادثة وفاة 225 سورياً غرقاً في 19 نيسان 2015 قبالة السواحل الليبية.
شاب سوري: الحلم بمستقبل أفضل هو الذي دفعني للتفكير بالهجرة
"غيث" شاب سوري حاول الهجرة الى أوروبا عبر تركيا عدة مرات لكنه فشل، يقول لإذاعة العراق الحر، "الذي دفعني للهجرة هي الإغراءات الكبيرة التي تقدمها الدول الغربية من عمل ودراسة، والحلم بمستقبل أفضل بدلاً من مستقبل سوريا المجهول.
"حاولت مرتين الخروج من تركيا عبر مدينة أزمير، والمرتان فشلتا بسبب طمع المهرب، حيث كان يحاول أن يملء "البلم" بأعداد كبيرة من المهجرين، وعندما يغرق البلم لا يوجد أحد يساعدك، عليك العودة إلى الشاطئ عن طريق السباحة، وقد قطعنا جبال في الليل مع أصوات حيوانات غريبة."
"في المرة الثانية سبب الفشل هو الأعداد الكبيرة في البلم، ومحرك البلم كان ضعيفاً لم يستطع مقاومة الموج، وعندما نزلنا على الشاطىء لم نكن في نفس نقطة الإنطلاق، وقد ساعدتنا الجندرما التركية في العودة."
ويُشير "غيث" إلى أنّ معاملة الجندرما كانت عادية، وبعد تحقيقات معنا في المخفر، كان الهدف من الاستجواب هو معرفة إن كان المهرّب تركي أم لا.
صحفي سوري: أوضاع اللاجئين السوريين في اوروبا الغربية أفضل من أوضاع نظرائهم في أوروبا الشرقية
الصحافي نضال حنان محرر أخبار في إذاعة محلية سورية، أكد لإذاعة العراق الحر أن اللاجئين السوريين يحلمون بالهجرة الى أوروبا، وأغلب المهاجرين في بلغاريا يتواجدون في مخيم "خرمنلي"، وقد ذاع صيته لسوء الخدمات فيه، وبثّت صور عديدة لهم تُظهر معاناتهم من سوء الأوضاع
نضال أكد خلال حديثه أن سوء أوضاع اللاجئين السوريين في دول أوروبا الشرقية يدفعهم الى البحث عن فرص اللجوء في دول أوروبا الغربية مثل ألمانيا وهولندا والسويد، التي توفر دعماً أفضل للاجئين رغم صعوبة الحصول على حق اللجوء ولم شمل العائلة.
محمد عبد لاجيء سوري يقيم في تركيا وحضر عدة صفقات بين مهربين ومهاجرين سوريين، أوضح لإذاعة العراق الحر أن الإعلانات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، هي التي تجذب الزبائن الراغبين بالهجرة ليتم التواصل معهم، ويحرص المهرب على إقناع المهاجر عبر الكلام المعسوّل والملابس الأنيقة لدفع المبالغ المالية الكبيرة، وأكثر ما يرردها من عبارات المهرب أمام الزبون ريثما يقع فريسته، أن "الفلوس تحت رجلك"ويبلش الزبون يتقبل ويؤمن بالمهرب.
وتقدر الأمم المتحدة عدد اللاجئين السوريين بما يزيد عن 3 ملايين و200 الف لاجئ في دول الجوار، ولا سيما في تركيا ولبنان والأردن والعراق.
وكانت نحو خمسين منظمة غير حكومية أطلقت العام الماضي نداء لمضاعفة المساعدة الانسانية للاجئين كما طالبت دولا غربية باستضافة ما لا يقل عن 180 الف لاجىء سوري اضافي.
حوادث الغرق المأساوية التي تعرضت لها سفن الهجرة غير النظامية تجاه أوروبا في الآونة الأخيرة وذهب ضحيتها المئات من المهاجرين، دفعت الاتحاد الأوروبي لإعادة النظر في تعاملها مع ملف الهجرة.
خطة لتوزيع المهاجرين على دول الاتحاد الأوروبي
وطلب الاتحاد الاوروبي الاربعاء الماضي من اعضائه، المشاركة في استقبال 40 الف طالب لجوء من سوريا واريتريا وصلوا الى ايطاليا واليونان اللتين ناشدتا بعد ان انهكهما تدفق الاعداد الكبيرة للمهاجرين الدول الست والعشرين الاخرى مشاطرة العبء.
وذكرت وكالات أنباء أن الاقتراح الطارئ يأتي ليضاف الى اقتراح اخر لتقاسم ايواء حوالي 20 الف لاجئ وصلوا من دول غير اوروبية بين الدول الاعضاء.
الشاب عمار خريج كلية الهندسة خاض تجربة الهجرة اكثر من مرة وواجه صعوبات كثيرة قبل أن ينجح في الوصول الى ألمانيا بعد أن دفع مبلغ ثمانية آلاف يورو للمهرب.
عمار تحدث لمراسل إذاعة العراق الحر عن قصة هجرته من تركيا عبر اليونان وبلغاريا ثم صربيا وهنغاريا والنمسا الى ألمانيا حيث يقيم اليوم، كما تحدث عن طرق الهجرة الجوية والبرية والبحرية الى أوروبا مؤكداً أن كل المهربين كانوا من الجنسية السورية وأغلبهم نصابين على حد تعبيرهم.
وبدأ عمار رحلة الهجرة غير الشرعية في ايلول الماضي عانى فيها كثيراً ووجد نفسه في عرض البحر داخل قارب مطاطي بطول خمسة أمتار يحمل اكثر من خمسين شخصاً بينهم نساء وأطفال في جو بارد وظلام دامس.
بإمكانكم الإستماع لقصة الشاب عمار في الملف الصوتي ادناه.
بمشاركة مراسل إذاعة العراق الحر في سوريا منار عبد الرزاق