أدى تقدم مسلحي تنظيم داعش داخل محافظة الانبار ووصوله الى مركزها الرمادي الى نزوح اكثر من 350 الف شخص من مجموع 400 الف شخص يسكنون في مدينة الرمادي نفسها وفي القرى المحيطة بها.
ومن المعتقد ان عدد من تبقى من ابناء الرمادي لا يتجاوز 50 الف شخص، فمن هؤلاء؟ ومن هم هؤلاء المسلحون ومن اين جاؤوا؟ وكيف يتعاملون مع ابناء المدينة ممن ظلوا فيها.
3 فئات تقيم حاليا في الرمادي
يمكن تقسيم الفئات التي ظلت داخل الرمادي والمناطق المحيطة بها والتي سقطت تحت سيطرة تنظيم داعش الى قسمين، هم اولا الفقراء والمعوزون الذين لا يستطيعون دفع اجرة الانتقال الى اي مكان آخر او حتى تأجير اي مكان للاقامة فيه. يضاف الى هؤلاء الاسر التي لا تستطيع المغادرة لان بين افرادها معوقين ومرضى لا يمكنهم التحرك. وعادة ما يستغل التنظيم مثل هذه الاسر ويجبر ذكورها على القتال في صفوفه.
اما الفئة الثانية فهم من يمكن تسميتهم بالخلايا النائمة المتعاونة مع التنظيم.
الفئة الثالثة هي التي قدمت الى الرمادي مع المسلحين وهم مقاتلون كانوا في مناطق سيطرة داعش الاخرى مثل محافظة صلاح الدين والموصل وديالى او حتى من وسط العراق وجنوبه ومن بغداد ايضا وبدأوا التوجه الى الرمادي والاستيطان فيها وذكر شهود عيان ان اسرهم اخذت تلتحق بهم بعد ايام. وبين هؤلاء مقاتلون اجانب كانوا ايضا في مناطق سيطرة داعش الاخرى.
أما قيادات التنظيم في الانبار فاجنبية وحتى القضاة الذين يعملون في المحاكم الشرعية التي أسسها داعش في الجوامع فهم إما اجانب او عرب، حسب ما اكد مراسل اذاعة العراق الحر رعد الخاشع.
سكان لزموا منازلهم ويخافون الخروج
بالنسبة لسكان الرمادي الذين لم يستطيعوا الخروج، هؤلاء لزموا منازلهم خوفا من تعرضهم الى ما لا يحمد عقباه على يد المسلحين وهم يعيشون حاليا على ما تمكنوا من خزنه من مواد غذائية كانت متوفرة في المدينة ولكن مخاوف كبيرة تثار حاليا في حالة نفاد هذه المواد لاسيما وان القوات العراقية تطوق المدينة وهو ما يمنع دخول وخروج اي مواد من والى الرمادي.
غير ان مصادر ذكرت ان لدى تنظيم داعش ما يدعى بهيئات مصغرة تهتم بالزراعة والصناعة والتجارة والحسبة ويقوم هؤلاء بنقل المواد الغذائية الى المدينة ما يعني انه سيكون في قدرة التنظيم فرض الولاء والطاعة على كل من يريد ان يحصل على طعام.
اول إجراء فتح مراكز التوبة
اول اجراء اتخذه مسلحو داعش بعد سيطرته على مدينة الرمادي هو فتح مراكز التوبة وهي مخصصة للمتعاونين مع الحكومة سابقا والذين يُمنحون فترة 5 ايام لاعلان توبتهم.
من الامور الاخرى انه امر الجميع بعدم التدخين من خلال مكبرات الصوت كما الزم جميع الرجال بالصلاة في الجامع فقط ولا يحق لاحد الصلاة في بيته إلا المقعدون والنساء.
فرض التنظيم ايضا عقوبة ثمانين جلدة في الساحات العامة على كل من يسئ بالكلام الى المسلحين او يستخدم كلمة داعش بدلا من الدولة الاسلامية وقد تكررت هذه العقوبات منذ سقوط الرمادي.
الزم التنظيم ايضا النساء بعدم مغادرة منازلهن إلا بصحبة محرم كما فرض النقاب والحجاب على كل انثى تبلغ السابعة من العمر فما فوق.
كما قام التنظيم بإنشاء سجن مركزي سري اغلب نزلائه من عناصر القوات الامنية الاسرى وشيوخ العشائر الذين كانوا يتعاونون مع القوات الامنية كما فرض القتال في صفوفه على جميع شباب المدينة.
شهود عيان: إنهم يقتلون النساء والاطفال
هذا ويقول عدد من سكان الرمادي الذين تمكنوا من مغادرتها إن التنظيم ذبح اسرا بكاملها بأطفالها ونسائها وشيوخها، كما ذبح اقارب منتسبي الشرطة والجيش وقالوا إن المدينة تحولت الى مدينة اشباح وإن الخدمات معدومة حيث لا اغذية ولا ادوية ولا كهرباء.
وقالت امرأة من الرمادي نجحت في مغادرة المدينة بعد ايام من دخول داعش إن الهجوم على الرمادي بث الهلع في نفوس الناس حتى ان امهات تركن اطفالهن وراءهن وابناءا تخلوا عن ابائهم العاجزين.
هذا ومن المعتقد ان عدد المرحلين داخليا في العراق بلغ 3 ملايين شخص اغلبهم من الاقليات المسيحية واليزيدية ومن السنة الذين ما عادوا يعرفون الى اي جهة يولون وجوههم.
فعلى ابواب بغداد يُعامل النازحون باعتبارهم تهديدا امنيا وذكرت انباء ان بعض سكان العاصمة أخذوا يبيعون الكفالة مقابل مبلغ 700 دولار.
حتى اقليم كردستان الذي استقبل في السابق عددا كبيرا من النازحين اصبح اكثر ترددا في استقبال المزيد. وذكرت صحيفة نيويورك تايمز ان نازحين من الانبار ممن تمكنوا من دخول بغداد يقيمون حاليا في الجوامع وأن هناك ما يقارب من 900 نازح يقيمون في جامع ام القرى.
بمساهمة مراسل اذاعة العراق الحر في الانبار رعد الخاشع.