تسود حالة من التفاؤل في الأوساط العراقية، بنجاح عملية تحرير الأنبار من سيطرة مسلحي تنظيم "الدولة الإسلامية" المعروف بـ(داعش)، وسط إنتقادات لتسميتها بـ عملية "لبيك ياحسين" خوفاً من أن تزيد الإنقسامات الطائفية في العراق.
وكان الناطق الرسمي بإسم هيئة الحشد الشعبي أحمد الأسدي، أعلن عن إنطلاق عملية "لبيك يا حسين" والتي تهدف إلى محاصرة محافظة الأنبار بهدف تحريرها من سيطرة داعش. وقال الأسدي في مؤتمر صحفي بثه التلفزيون العراقي الثلاثاء، إن قوات الحشد ستقود العمليات بالتنسيق مع قوات الجيش والشرطة وابناء العشائر.
وذكر التلفزيون الرسمي العراقي أن المقاتلين غيّروا اسم العملية يوم الأربعاء إلى "لبيك يا عراق".
حققنا إنجازات أكبر من تلك التي خططنا لها ... متحدث باسم الحشد الشعبي
وأكد المتحدث الأمني بإسم هيئة الحشد الشعبي يوسف الكلابي، أن مجلس محافظة الأنبار رحب بعملية تحرير المحافظة ولم يعترض على إسم العملية "لبيك ياحسين"، وأن الإعتراضات والإنتقادات جاءت من الخارج.
وأضاف يوسف الكلابي في مقابلة خاصة أجرتها معه إذاعة العراق الحر أن قوات الحشد الشعبي، هي التي تقود عملية التحرير، وهي قوات أمنية عراقية مرتبطة برئيس الوزراء العراقي، ونجحت هذه القوات بالتعاون مع قوات الشرطة وابناء العشائر في دخول الرمادي من المنطقة الجنوبية وقطع طريق الإمدادات عن مسلحي داعش وتمكنت من السيطرة على مبنى جامعة الانبار وأحياء عدة وحققنا إنجازات أكبر من التي خططنا لها على حد تعبيره.
وفيما تحدثت تقارير صحفية عن مقتل وإصابة العشرات من الجيش العراقي ومليشيات الحشد الشعبي جراء تفجير تسع عربات عسكرية ملغمة يقودها انتحاريون في الأنبار، أكد الكلابي أن الخسائر البشرية لا تعد على اصابع اليد وتقديم التضحيات أمر طبيعي في هكذا معارك، لكنه تحدث عن هروب المئات من عناصر داعش بإتجاه الحدود.
ونفى الكلابي صحة التقارير التي تحدثت عن تزويد إيران الحشد الشعبي بـ"100" صاروخ أرض أرض نوع "سكود"، لافتاً الى أن إيران هي أولى الدول التي سارعت الى دعم العراق ومساعدته بالأسلحة والخبرات العسكرية لضرب داعش، وكل عمليات تسليح الحشد الشعبي تتم عبر الحكومة العراقية.
تم تحرير المناطق حول مدينة الرمادي والحشد الشعبي له بصمة وسنضع ايدينا في ايديهم لمقاتلة داعش الإرهابي ... قائد شرطة الانبار الجديد
قائد شرطة الانبار الجديد اللواء هادي رزيج، قال للصحفيين "إنالشرطة الإتحادية تمكنت من تحرير المناطق حول مدينة الرمادي وهي تتقدم من محاور عدة، مشيراً الى أنالحشد الشعبي له بصمة وسنضع ايدينا في ايديهم لمقاتلة داعش الإرهابي".
وفي أول ظهورٍ له بعد تسلم مهامه كقائد لشرطة محافظ الأنبار دعا رزيج منتسبي شرطة المحافظة الى الالتحاق بمركز التدريب في قاعدة الحبانية خلال 48 ساعة.
بعد سقوط الرمادي، تصاعدت الإنتقادات في الأوساط العراقية لإستراتيجية الولايات المتحدة في مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية المعروف بـ(داعش) في العراق، فيما إزدادت الإنتقادات الأميركية والبريطانية والغربية للجيش العراقي وضعف أدائه بعد إنسحابه من الرمادي.
وانتقدت وزارة الدفاع الأميركية إطلاق اسم "لبيك يا حسين" على العملية التي إنطلقت الثلاثاء لتحرير الرمادي. وقال الكولونيل ستيف وارن المتحدث باسم البنتاغون إن اختيار إسم عملية تحرير الرمادي "لا يساعد"، وإن مفتاح النصر سيكون العراق الموحد الذي "ينأى بنفسه عن الانقسامات الطائفية ويتكتل في مواجهة هذا التهديد المشترك."
لم يعد أمام العشائر غير الحشد الشعبي لتحرير مناطقها من داعش ... الشيخ رافع الفهداوي
وذكر الشيخ رافع عبد الكريم الفهداوي شيخ قبيلة البوفهد، أن العشائر السُنية في الأنبار لا تعترض على إسم معركة تحرير محافظتهم وهي تتشرف بإسم الإمام الحسين حفيد الرسول وسيد شهداء الجنة، لكنه أوضح أن هناك من يتصيدون في المياه العكرة من الطائفيين السُنة والشيعة المتاجرين بالطائفية والدين يستغلون الأسم ربما لخلق مشاكل وهذا ما دفع رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي الى إطلاق إسم "لبيك يا عراق" على عملية تحرير الأنبار بدلاً عن "لبيك يا حسين".
الفهداوي وفي مقابلة أجرتها معه إذاعة العراق الحر أكد أن المحاور التي يتحرك بها الحشد الشعبي لتحرير محافظتهم تنم عن وجود استراتيجية متقدمة وخبرة عسكرية، وهذا ماكان يفتقد اليه الجيش العراقي، كما أن قوات الحشد لديها إرادة لقتال داعش.
وأضاف الفهداوي أن العشائر وللأسف لم تعد تثق بالجيش بعد إنهياره وإنسحابه أمام داعش، ولم يعد أمام العشائر غير الحشد الشعبي لتحرير مناطقها من داعش لذلك فهي تقاتل الى جانب الحشد.
خبير أمني: مقاتلي الحشد الشعبي لديهم عقيدة وإرادة لمقاتلة تنظيم داعش
وأعلنت وزارة الداخلية، الأربعاء، عن تحرير 65 كم من مناطق الرمادي، وأكدت أن القوات الأمنية تحاصر المدينة من محورين مهمين من جهتي الجنوب والغرب.
من جهته اعلن التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الامريكية ضد داعش، في بيان له الاربعاء ان " طائراته نفذت 12 ضربة جوية على مواقع تنظيم داعش في العراق بالقرب من مدن الفلوجة وسنجار وهيت والموصل وتلعفر وبيجي استهدفت وحدات تكتيكية وعربات ومدافع رشاشة ثقيلة ومبان ".
الخبير الأمني رحيم الشمري لا يستبعد أن تستغرق عملية تحرير الرمادي إسبوعين على الأقل لطرد مسلحي داعش بعد أن نجحت القوات العراقية في محاصرته داخل المدينة وقطع طريق الإمدادات والمنافذ بين عناصره في محافظة الأنبار.
وأوضح الشمري في حديثه لإذاعة العراق الحر أن الصعوبة تكمن في جغرافية المحافظة الواسعة واراضيها الصحراوية الشاسعة والمسافات البعيدة التي تفصل مدنها، وإذا ما تضافرت جهود قوات الحشد الشعبي والجيش العراقي والعشائر والقوى السياسية وطيران التحالف، فسيتم القضاء على داعش وطرده من الأنبار.
وفي الوقت الذي عبرت فيه أطراف عراقية وعربية وغربية عن مخاوفها من اعتماد الحكومة العراقية على مقاتلي الحشد الشعبيالشيعة لهزيمة داعش وطرده من الأنبار بدلاً من الجيش الوطني العراقي، يرى الخبير الأمني رحيم الشمري أن مقاتلي الحشد الشعبي لديهم عقيدة وإرادة لمقاتلة تنظيم داعش الذي يحمل أفكارا متطرفة مميتة، وإذا لم تتم محاربته بنفس قوة العقيدة فسيصل الى بغداد وغيرها من المحافظات.