نفى رجال دين وأئمة جوامع في السليمانية ان يكون خطابهم الديني متشدداً يدعو الى التطرف، مؤكدين ان الاعتدال والمساواة والتعايش بين الاديان هي الاسس الجوهرية في خطبهم ومواعظهم الدينية.
وكانت جهات امنية في حكومة اقليم كردستان العراق حذرت من ان بعض المساجد والتَكيات في مدن الاقليم اصبحت اماكن لإذكاء الفكر المتشدد وتجنيد الارهابيين وايواء الخلايا الارهابية.
وانتقد معاون عميد كلية الشريعة في جامعة السليمانية محمد حسين لهجة التشكيك والاتهام التي يستخدمها اعلاميون وجهات امنية ضد رجال الدين في الإقليم، وقال ان "رجال الدين في السليمانية يقفون ضد التطرف، وانهم عقلانيون في طرح مبادئ وقيم الدين الاسلامي الذي ينبذ العنف والتشدد ويدعو الى السلام".
وذكر مسؤول اتحاد علماء الدين في كردستان العراق نجم الدين قادر ان وزارة الاوقاف في الإقليم تتابع مناهج الخطباء في مساجد الاقليم وتقف بالضد من اي لغة تدعو للعنف والتطرف الديني، وأشار الى انها وضعت لذلك عدداً من الاجراءات الرادعة للمخالفين، وقال ان "التشدد الديني نهج دخيل على الكرد ووجد حالة ما تعتبر من الشواذ".
وترى الناشطة المدنية امل جلال ان مواجهة التطرف والعنف تستوجب بناء جيل يؤمن بالسلم والتعايش، وقالت ان هذا لا يمكن ان يتم مالم تكن هناك بيئة اجتماعية وسياسية صحيحة ونظام يؤمن بقبول الاخر والديمقراطية ويؤسس لهما ليس في الاقليم فقط بل في العراق برمته،واضافت:
"رغم ان البلاد يواجه هجمة ارهابية لاتؤمن بالقيم الانسانية وتستهدف المجتمع بجميع مكوناته دون استثناء، ما يتطلب تكاتف الجهود والوقوف يدا واحد ضد هذه الهجمة الشرسة، الا ان اصواتا هنا وهناك ومن منابر المساجد لا تزال تدعو الى العنف والتطرف، وهي بالتأكد تُدعم من جهات لها اغراض سياسية توسعية ولا تمت للدين بصلة، اليوم الجميع يتحمل مسؤولية مواجهة التطرف، رجال الدين، ومنظمات المجتمع المدني، والصحفيون والسياسيون".
ويؤكد الصحفي دانا اسعد ان وسائل الاعلام الكوردية لم تتعامل مع الخطاب المتطرف والمتشدد بشكل حرفي وعقلاني وباتت، دون قصد، تروج لبعض افعال وتصرفات الارهابيين التي تصب في اغراضهم العدوانية.