في هذه الحلقة من برنامج (المجلة الثقافية) وقفة مع الفعاليات الفنية المختلفة التي تشهدها أكاديمية الفنون الجميلة في نهاية موسمها الدراسي في كل عام، مثل معرض الكرافيك السنوي، والمهرجان السينمائي السنوي. ومتابعة لمعرض تشكيلي اقيم في السليمانية وباسلوب (الحرق على الخشب) للفنان حسين علي، يسعى فيه الى التعبير عن تضامنه مع القوى المحاربة ضد الارهاب. ولقاء مع كاتبة عراقية، تكتب الشعر والقصة، وتنشط في مجال السينما أيضا.
فعاليات فنية سنوية
مع نهاية كل عام دراسي تنشط المعارض والمهرجانات الفنية في أكاديمية الفنون الجميلة، ويقدّم الطلاب مشاريع تخرجهم او اعمالهم الفنية. من هذه المعارض المعرض السنوي لقسم الكرافيك الذي تضمن اعمالا عديدة لطلبة وطالبات القسم، كشف بعضها عن مواهب حقيقية في هذا المضمار، لكن التقنيات المستخدمة في تنفيذ الاعمال لا تزال التقنيات المألوفة نفسها، ولم يكن للتطورات الكبيرة التي شهدها هذا الفن مع دخول التقنيات الرقمية اليه، اي انعكاس ملموس فيه.
وأقام قسم الفنون السينمائية والتلفزيونية في الاكاديمية مهرجانه السنوي الثلاثين، والذي كان هذا العام تحت شعار "الصورة المقاتلة حشد للفرح العراقي"، وضم أعمالاً عكست التضامن مع القتال الذي تخوضه القوات المسلحة والمجتمع ضد الخطر الارهابي الذي يهاجم البلاد.
وقال عميد اكاديمية الفنون الجميلة الدكتور قاسم مؤنس: "الافلام التي انتجت هي 90 فكرة لـ 90 طالبا وطالبة، أي ان هناك 90 آلية مختلفة، احتل فيها التجريب مساحة واسعة من هذه الافلام، بالاضافة الى أن الطرح يشتمل على معالجة للمشكلات، العراقية والعربية والانسانية بشكل عام". فيما اشار الدكتور صالح الصحن، وهو احد اعضاء لجنة التحكيم، الى صعوبة اختيار الافلام الفائزة لان "الكثير منها قدم تجربة مختلفة ومتميزة، وهي حصيلة اربع سنوات من الدراسة والجهد والتطبيق العملي في المراحل الاخيرة".
كاتبة وشاعرة وسينمائية
تقول القاصة والكاتبة أزهار علي التي تنشط في مجال السينما ايضا، ونالت جوائز مختلفة في مجال الكتابة، ان الجوائز "تكليف" اكثر مما هي "تشريف"، وتتطلب من الفائز بها المزيد من الجودة الفنية. أما بخصوص السينما فترى ان المشكلة الكأداء التي تعاني منها تتمثل في قلة دور العرض السينمائي، وبالتالي فحتى ما يتم انتاجه من افلام، على قلتها، لا يجد مكانا ملائما ليعرض فيه وبشكل يحقق تواصلاً مع المجتمع. وتشير الى ان النتاج السينمائي من النتاجات التي تحتاج الى دعم، وهذا الدعم مفقود الى حد بعيد من الجهات المعنية.
حرق على الخشب
في فعالية تعبر عن المشاركة الوجدانية للفنانين الاكراد في التصدي للارهاب ووحشيته، أقام الفنان الكردي حسين علي معرضاً تشكيلياً بعنوان "صرخة وطن" في "باركي آزادي" بمدينة السليمانية، وتضمن المعرض 65 لوحة فنية معمولة باسلوب "الحرق على الخشب".
ومن الاراء التي تناولت المعرض ما نشره موقع "بوكميديا" الاخباري، إذ قال رئيس مجلس اللاجئين الكرد في السليمانية خالد عبد الله حسين: "يعبر التشكيلي الكوردي في لوحاته عن مآسي الكورد في أجزاء كوردستان الأربعة، الجزء الأكبر منها عبر عن معاناة ومأساة أهالي مدينة كوباني التي قاومت ارهابيي داعش شهوراً ومازال المقاتلون والمقاتلات الكورد يطهرون مناطق غربي المدينة من عناصر تنظيم داعش الارهابي".
ونقل الموقع عن الفنان والناقد التشكيلي الكردي كديانو عليكو قوله أن: "التشكيلي الكوردي حسين علي، استطاع بأعماله أن يبرز مدى معاناة الأطفال والنساء والشيوخ جراء الأعمال الارهابية التي ارتكبها داعش الارهابي في المناطق الكوردية، ألم ألوانٍ من واقع حي، وكأنه كان يعيش اللحظة أثناء إنجاز هذه الأعمال. تقنية تعبيرية داكنة كئيبة تظهر للعالم نضال ومقاومة الكورد في معركته ضد الارهاب، من جهة، ومدى التشرذم الذي نتج عن الأعمال الارهابية التي قام بها عناصر داعش الارهابي في غربي كوردستان وجنوبه، من جهة ثانية. أطفال عادوا الى الحياة من جديد، ابتسامات مخفية، تخفي وراءها قصصاً ستُروى بعد عشرات السنين".