بيروت
تقول المعلومات أنه منذ اندلاع معركة القلمون وتقدّم "حزب الله" فيها، يقوم المسلّحون المتشدّدون باللجوء الى الجهة الشمالية من جبال القلمون، والتي تعني عملياً جرود بلدة عرسال. ففي هذه النقطة قد يجد المسلحون منفذاً لهم الى الداخل السوري في الزبداني والى الداخل اللبناني في عرسال ومخيمات اللاجئين السوريين في جرود البلدة.
ولكن هذا التجمع للمسلحين سيزيد مشكلة عرسال تفاقماً، وربّما يكون ذريعة لـ"حزب الله" كي يرفع صوته ويطالب بحسم الموقف في هذه البلدة. فهو يريد، منذ معركة عرسال في آب من العام الماضي، التخلّص من هذه "البؤرة" السنية في هذا الوسط الشيعي في البقاع. ولكنه لم يفلح حينها في زجّ الجيش في معركة خطرة قد يقع فيها الكثير من الضحايا من المدنيين، وتمّ حينها خطف العسكريين في الجيش والذين ما زالوا حتى الآن مخطوفين.
وها هو الحزب اليوم يكرر هذه المحاولة عبر طرح الموضوع على طاولة مجلس الوزراء ودفع الوزراء الى تحمّل مسؤولياتهم في هذا الملف. وسعى وزراء "التيار الوطني الحر" و"حزب الله" الى استدراج قرار حكومي مغاير للاستراتيجة العسكرية التي يتبعها الجيش في مواجهة التطورات الميدانية الحاصلة حالياً في معركة القلمون.
إلا أن رئيس الحكومة تمام سلام رفض طرح الموضوع، مؤكدا أن الجيش يقوم بواجباته في المنطقة، وأن طرح الملف للبحث يحتاج الى توافر معطيات جديدة. وبهذه الطريقة، تجاوز مجلس الوزراء المطبّ مرّة أخرى، ونجح رئيس الحكومة في منع طرح ملف عرسال على جلسة الحكومة، نظراً الى ما سيثيره من خلافات قد تؤدي الى تفجير الحكومة.
ولكن يبدو أن "حزب الله" لن يتراجع عن الإلحاح عن طرح موضوع عرسال في مجلس الوزراء مدعوما من حليفه "التيار الوطني الحر".
حرب كلامية وتهديدات
وفي هذه الأجواء، فتح رئيس الحكومة السابق سعد الحريري النار على حزب الله، مشدداً على أن عرسال "ليست مكسر عصا لعصيان الحزب على الإجماع الوطني، ما يحوّل البلدة البقاعية إلى قنبلة حقيقية جاهزة للإنفجار في أي لحظة." وتوجه الى "حزب الله" بالقول: "قبل أن يتوجهوا الى عرسال بأي سؤال ليسألوا أنفسهم ماذا يفعلون في القلمون؟".
هذا الموقف أعقب سخونة على خط "تيار المستقبل"- "حزب الله"، بعد تصريح لرئيس كتلة الحزب النيابية النائب محمد رعد توعّد فيه وزير العدل أشرف ريفي والأمين العام للتيار أحمد الحريري بالقول باللهجة العامية اللبنانية: "حسابو بعدين"، أي سنحاسبه لاحقاً.
واصدرت كتلة المستقبل النيابية بياناً اعتبرت فيه ان كلام رعد "يضرب عرض الحائط كل المواثيق والأعراف والتقاليد التي عاش عليها لبنان". وقالت أن "هذا التهديد الذي يشكل اعتداء على السلم الأهلي هو الوجه الآخر لحركات التشدد والتطرف والارهاب التي تتفشّى في المنطقة بسبب الطريقة التي تتصرف بها ايران وتملي على التابعين لها التصرف على أساسها."
في هذا الوقت كانت المعارك محتدمة في القلمون. وأفيد عن مقتل قائد قوات النخبة في "حزب الله" عبد الله عبد الحسين العطية، وعن تقدم طفيف للحزب في بعض التلال.
وأعلن الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله أن "المقاومة تخوض معركة وجودية بكل معنى الكلمة، بل معركة عرض ودين مع التكفيريين." وأشار الى أنه يمتلك أوراق قوة لم يستعملها، منها اعلان التعبئة العامة.