فيما يواصل تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" تجنيد المزيد من المقاتلين الأجانب، واستقدامهم إلى كل من العراق وسوريا، قررت الحكومة الإسترالية إغلاق الباب أمام مواطنيها الذين إلتحقوا بالتنظيم ويسعون الى العودة.
وإستبعد رئيس الوزراء الاسترالي توني أبوت العفو عن المواطنين الأستراليين الذين يسعون إلى ترك الجماعات المسلحة والعودة إلى الوطن في أعقاب تقارير إعلامية ذكرت أن حكومته تتفاوض مع منشقين محتملين.
وكانت هيئة الإذاعة الاسترالية ذكرت أن السلطات الاسترالية في الشرق الأوسط تتفاوض مع ثلاثة مقاتلين استراليين في صفوف تنظيم "داعش" يريدون ترك التنظيم لكنهم يخشون السجن لدى عودتهم إلى وطنهم.
وقال رئيس الوزراء توني أبوت متحدثاً للصحفيين في كانبيرا (الثلاثاء) إن "الجريمة هي جريمة، وإذا ذهبت إلى الخارج لكسر القانون الاسترالي، وإذا ذهبت إلى الخارج لقتل الأبرياء بإسم التعصب الديني المضلل والتطرف، إذا ذهبت إلى الخارج لتصبح إسلامياً قاتلاً، فمن الصعب أن نرحب بك مرة أخرى
القتال مع الجماعات الإرهابية ما وراء البحار يعتبر جريمة جنائية خطيرة بموجب القانون الأسترالي ... توني آبوت
في هذه البلاد، وإذا أنت ذهبت وكنت تسعى للعودة إلى أستراليا فسوف يتم إلقاء القبض عليك وسيتم تقديمك للمحاكمة وسيتم سجنك، لأن القتال مع الجماعات الإرهابية ما وراء البحار يعتبر جريمة جنائية خطيرة بموجب القانون الأسترالي".
وتقول وكالة رويترز للأنباء إنه بموجب سلطات أمنية صارمة جديدة حصلت عليها حكومة أبوت المحافظة في تشرين الأول الماضي، يمكن أن يواجه المواطنون الاستراليون السجن لمدة تصل إلى عشر سنوات بتهمة السفر إلى مناطق يحظر السفر إليها.
واستراليا في حالة تأهب قصوى تحسباً لهجمات من قبل متطرفين أو متشددين عائدين من القتال في منطقة الشرق الأوسط. ورفعت البلاد مستوى التهديد إلى مرتفع، وأجرت سلسلة من الحملات الأمنية في المدن الكبرى.
وبحسب تقرير تابع للأمم المتحدة نُشر في نيسان الماضي، فان أعداد المقاتلين الأجانب الذين يلتحقون بصفوف تنظيمي "القاعدة" و"داعش" في العراق وسوريا وغيرهما من الدول، ارتفع خلال السنوات الأخيرة بشكل لم يشهد له التاريخ مثيلاً، إذ وصل إلى أكثر من 25 ألف مقاتل قدموا من أكثر من 100 دولة، بحسب المنظمة الأممية.
وتؤكد تقارير صحفية أن تنظيم "داعش" يغري المقاتلين الأجانب بالأموال والمنازل وتقديم السبايا في العراق وسوريا. ويرى الدكتور أنس الشقفة الرئيس السابق للهيئة الإسلامية في النمسا، والخبير في الشؤون الدينية، أن النسبة الأكبر من المقاتلين الأجانب الذين إلتحقوا بتنظيم "داعش" في العراق وسوريا هم من الذين لا يفقهون في الدين الإسلامي، وهم من الشباب المُغرر بهم المحبين للمغامرة، أو الذين إعتنقوا الإسلام مؤخراً لينضموا للجماعات الإسلامية المتشددة.
من حق حكومات الدول الغربية أن تصدر قوانين وتتخذ إجراءات للحفاظ على أمنها ومجتمعاتها ... أنس الشقفة
ويقول الشقفة في حديث لإذاعة العراق الحر عبر الهاتف من العاصمة النمساوية فيينا، أن من حق حكومات الدول الغربية أن تصدر قوانين وتتخذ إجراءات للحفاظ على أمنها ومجتمعاتها وللحد من ظاهرة تجنيد الشباب من قبل "داعش" وغيره من التنظيمات الإرهابية، مع رفض الشبهة العامة للمسلمين على أنهم إرهابيين.
البروفيسور أنس الشقفة الحاصل على وسام الاستحقاق الذهبي الكبير من قبل الرئيس النمساوي هانتس فيشر، أكد أن 99% من الجالية الإسلامية في النمسا يتبنون خطاباً دينياً معتدلاً وهم يرفضون بشدة عمليات تجنيد "داعش" للشباب المسلم في النمسا وأوروبا، لأن هذا التنظيم يسوق الشباب الى حتفهم وهذه الظاهرة تضر بأهل المناطق التي يقاتلون فيها والدول التي يذهبون منها.
وشدد الشقفة على أن تجنيد الشباب يمثل ظاهرة عبثية، وان لا مستقبل لهذا التنظيم، لافتاً الى أن صورة الإسلام لم تشوه في تاريخه كما شوهت اليوم بسبب الأعمال الإجرامية التي ترتكب بإسم الإسلام.