تسلط هذه الحلقة من برنامج (المجلة الثقافية) الضوء على محاولات لاحياء فن المقام العراقي عبر تنظيم فعالية اسبوعية في المتحف البغدادي والتي تستقطب الحضور وتبقي اجواء المقام حية في نفوس وذائقة الجيل الجديد، وتتضمن وقفة عند كتاب للناقد اسماعيل ابراهيم عبد بعنوان (القصص نصيات تداولية)، ومتابعة لمعرض تشكيلي في السليمانية يصور المقاتلات والمقاتلين الاكراد، ولقاء مع شاعرة عراقية.
مقام في المتحف البغدادي
المقام العراقي لون مهم من الوان التراث المحلي، وقد كانت الفعاليات المختلفة التي تتضمن تقديم هذا الفن اكثر رواجاً في الماضي لاسباب عديدة، كالظروف العامة التي مرت بها البلاد والتي أدت الى تراجع بعض الفعاليات الفنية، والغنائية والموسقية بشكل خاص، فضلاً عن بعض المواقف التي ترى في الفن عموما تعارضا مع الدين، وهو ما أدى الى خلق مزاج عام مبتعد عن هذه الاجواء الفنية. مع هذا، هناك اليوم فعاليات غنائية وموسيقية تقام بين فترة واخرى تتضمن المقام العراقي، ومن هذه الفعاليات تلك التي تقام في المتحف البغدادي. وما يميز هذه الفعالية عن سواها انها تتم على اساس اسبوعي منتظم، وبالتالي لها ثبات يجعلها حاضرة لمتذوقي هذا الفن، كما انها تجرى داخل المتحف البغدادي الممتلئ بالاجواء البغدادية المتنوعة. هذه الفعالية الاسبوعية تسهم في ابقاء اجواء المقام محسوسة في المجتمع، وتردم شيئا من الفجوة بين الاجيال الجديدة والذاكرة الفنية والثقافية العراقية التي لم يتعرفوا او يعيشوا الكثير من تفاصيلها.
شاعرة من العراق
مشاركة المرأة العراقية في النشاطات الثقافية والفنية المختلفة في العراق مشاركة موجودة، لكنها تتسع في بعض المجالات وتنكمش في اخرى. ومن النشاطات التي يلحظ فيها بعض الظهور للعنصر النسائي هو الشعر، وهناك عدد من الشاعرات الساعيات لتاكيد حضورهن في المشهد الثقافي والادبي. ومن هؤلاء الشاعرة حذام يوسف التي تستضيفها هذه الحلقة، والتي تقول انها تسعى في تجاربها الكتابية الى التعبير عن مكنونات نفسها التي لا تنحصر بالضرورة في الجانب العاطفي الذي كثيراً ما عرف الادب النسوي به. لكنها تقر انها تقرأ النصوص النسائية الشعرية بدافع "الفضول" فقط وليس للاستمتاع بها. وترى ان حرية الكتابة والنشر بعد عام 2003 ادت الى تنامي النشاط النسوي الادبي كجزء من تنامي النشاط الادبي العام، وإن كانت القيود الاجتماعية المعروفة لا تزال لها سطوتها على تحديد وتحجيم نشاط المرأة في هذه المجالات.
كتاب عن النقد القصصي
كتاب (القصص نصيات تداولية) كتاب آخر يتعرض لموضوع النقد القصصي للناقد اسماعيل ابراهيم عبد المولود في بابل عام 1952، وحاصل على بكلوريوس آداب عام 1979. الكتاب من منشورات (مديات ثقافية) في دار الزيدي للنشر والتوزيع والاعلان، ويقع في 325 صفحة من القطع الكبير.
وينقسم الى أربعة فصول رئيسة هي: (التشكيل المظهري وجملة القص) و(التنميط النوعي للقص) و(مهيمنات الجدل الفكري للقص) و(جماليات وثقافة القص)، ويتضمن كل من هذه الفصول مواد مختلفة. الكتاب كما يظهر من عنوانه محاولة في البحث النظري النقدي في فن السرد، ومن مقدمة الكتاب نقرأ الفقرة التالية: "القص في محور اتجاهاته الصياغية فن راق له ما يميزه من آليات فنية دقيقة النظام لكونها تسهم مباشرة في تركيب الدلالة على المستويين النصي والخطابي. عليه يمكن التطرق الى تركيب الدلالة على المستويين النصي والخطابي، وكذلك مظاهر ومضامير التداول".
مقاتلون اكراد في معرض
اقيم في مركز (ماركريت) في السليمانية معرض فني يصور المقاتلين والمقاتلات الاكراد من قوات البيشمركة وغيرها. اللوحات التي تم عرضها هي للفنان (هريم جمال)، ونالت اللوحات المعروضة استحسان الحضور لاسيما في الظروف الحالية التي يواجه فيها المقاتلون والمقاتلات الكرديات الارهاب داخل العراق وفي سوريا ايضا. والمعرض يأتي في محاولة لاسهام الفن في المشاركة في هذه المعركة الجارية. يذكر ان صورا للمقاتلات كرديات، لاسيما في معارك كوباني، سبق ان انتشرت على صفحات التواصل الاجتماعي في العراق ونالت اهتماما واستحسانا من اوساط شعبية واسعة لما تحمله من بعد رمزي ومعنوي في ضوء الانتهاكات الكبيرة التي قام بها مسلحو تنظيم"داعش" ضد النساء في العراق وغيره من الاماكن.