تقول فنانة عراقية مغتربة انها تدعو في أعمالها الأخيرة الى الاستفادة من أخطاء الماضي لتجاوز المحنة الحالية التي تمر بها بلادها من خلال المحبة والرحمة والتكاتف والتاخي بين مختلف الاطياف العراقية.
وتذكر الفنانة ليلى كبة المقيمة في بيروت منذ عام 2005 ان معرضها المقام في غاليري الاورفلي في العاصمة الاردنية عمّان الذي يحمل عنوان "الماضي في الحاضر" يختلف عن معارضها السابقة من ناحية التقنية التي استخدمتها ومضمونه الانساني الذي يؤكد على ضرورة ترك اخطاء الماضي والاحقاد والتماسك والتعاضد بين العراقيين ليتمكنوا من الخروج من الوضع الماساوي المعاش.
ويضم المعرض الذي يستمر لغاية 27 من الشهر الحالي اكثر من 30 عملاً فنياً تميزت باحجامها الكبيرة والوانها الزاهية وظهرت فيها المرأة بحالات مختلفة.
ويرى الفنان والناقد التشكيلي محمود شبر ان الفنانة كبة لها المقدرة على تلوين الحزن وجعله ذاكرة فقط نستمد من خلالها الدروس المستنبطة في كيفية العيش بسلام، وفي قراءة نقدية في اعمالها كتب: "المتفحص لمعرض الفنانة يجد أنها عمدت على توثيق أحداث في حقب ومناسبات مختلفة ليس على سبيل السرد او التسجيل وانما يحسبها المتلقي ومضات تاتي في مخيلة كل انسان يستعرض حياته والاحداث التي يمر بها، فنرى الفنانة قد وظفت ألة الموت "المسدس" الى مجموعة من الزهور لتقلل اولا من وطأة بشاعة الفكرة، وثانيا لأيمانها المطلق بالحياة التي هي أحدى أهم ركائزها الجمال".
ويقول الفنان التشكيلي ابراهيم العبدلي المتابع لاعمال كبة ان معرضها هذا يختلف عن معارضها السابقة من ناحية مضمونه الفكري والتقنية، مشيراً الى انها استخدمت الكولاج والزخارف والفوتوغراف والالوان الزيتية والاكرليك في لوحاتها التي تختلف الواحدة عن الاخرى.
اما الفنان التشكيلي هاني الدلة علي فيرى ان اعمال كبة عبرت عن الازمة الانسانية التي يعيشها المجتمع العراقي وتوقه للحرية والسلام والحياة الافضل من خلال استخدامها ثيمة المرأة التي ظهرت بمختلف حالاتها في مجمل الاعمال التي استمدت الفنانة فكرتها من فنانين عالميين واخرجتها باسلوبها الخاص.
والفنانة ليلى كبة ولدت في مدينة العمارة وغادرت العراق عام 1962 وتوجهت الى انكلترا، حيث اكملت دراستها في كلية الفنون والعمارة بجامعة مانشستر، ثم انتقلت إلى أبو ظبي وبعدها إلى اليونان وإلى الولايات المتحدة، حيث درست الفن وعاشت هناك حتى عام 2005، واقامت خلال مسيرتها الفنية التي امتدت أكثر من اربعة عقود العديد من المعارض الشخصية في دول عربية واجنبية، وكان لها معرض جوال في الولايات المتحدة.