الأخبار التي يتناقلها الاعلام عن الكتائب المسلحة في سوريا فيها الكثير من المتناقضات، وعلى رأسها تغيير التحالفات والولاءات.
وتقول اخبار امنية واردة من الجبهة الجنوبية لسوريا والشمالية للاردن ان لواء "شهداء اليرموك" المصنف دوليا على انه– معارضة معتدلة – يتجه إلى مبايعة تنظيم "داعش"، وخلع ثوب "الجيش الحر" الذي كان يرتديه سابقا، ما يجعل حسابات التحالفات الاقليمية والدولية في حالة قلق، وخاصة الاردن التي تقعهذه الكتائب على حدوده الشمالية، وعلى شريط يمتد على مسافة 378 كليومترا وبحدود متعرجة يسلكها مهربون يقومون بتهريب كل شيء الى الاردن ، بما في ذلك البشر الذين وصل تعدادهم الى مليون ونصف المليون لاجئ سوري، يقيمون على الاراضي الاردنية، ويشكلون ضغطا على البنية التحية في القطاعات كافة، تصل الى 3 مليار دينار سنويا. هذا اضافة الى التكلفة الامنية العالية نتيجة الصراع السوري الدائر منذ 5 سنوات.
التغييرات الكثيرة للفصائل المسلحةدفعت الاردن، الى تغيير تكتيكه من دعم تلك الفصائل الى دعم عشائر سورية من خلال التدريب والتسليح من اجل قتال عناصر داعش. فالوضع على الحدود الأردنية السورية ينذر بالخطر على الاردن حيث تسيطر عناصر من جبهة النصرة على معبر نصيب الحدودي،ويتواجد لواء شهداء اليرموك في مناطق ريف درعا، وآخرون في الجبهة الجنوبية السورية، اضافة الى وصول داعش الى الحدود الاردنية العراقية. كما تشهد الساحة الداخلية قلقا متزايدا نتيجة ضبط مناصرين لداعش والتنظيمات المتطرفة، وآخرين يقومون بعمليات تجنيد يتم كشفها يوما بعد يوم.
مكتب للجيش السوري الحر في عمان
تحدثت تقارير اعلامية عربية عن اعتزام الحكومة السماح لما يسمى ”الجيش السوري الحر” بافتتاح مكتب تمثيلي له في عمان، يضمن لقياداتهحرية التنقل في الاراضي الاردنية، علاوة على توفير الدعم العسكري المناسب له.
وقالت هذه التقارير ان وفداً من قيادة هذا الجيش ”المزعوم” برئاسة المدعو بشار الزعبي قد التقى بمسؤولين اردنيين في قاعدة عسكرية شمال عمان، لبحث سبل تعزيز التنسيق الامني والعسكري بين الجانبين في مواجهة الجماعات الارهابية المتواجدة عند الحدود السورية – الاردنية.
كما تطرق بشكل اساس لما يعتبره المسؤولون الاردنيون ”امنهم الوقائي” الذي يقضي بمحاربة الارهابيين خارج الارض الاردنية، سيما بعد زيادة نفوذ التيارات التكفيرية المتطرفة في المنطقة الحدودية الاردنية – السورية.
تدريب قوات سورية معارضة
لم تعلق الحكومة الاردنية على الأنباء المتعلقة بمشاركة الأردن، في تدريب سوريين ، وذلك تزامنا مع إعلان تركيا، أن الخطة الأميركية لتدريب وتسليح قوات معارضة سورية على أراضيها، ستبدأ في الأيام القادمةبشكل رسمي.
وتعليقا على ذلك، اكتفى الناطق الرسمي باسم الحكومة وزير الدولة لشؤون الإعلام والاتصال محمد المومني، بالتأكيد على السياسة التي اعلنها الأردن سابقا بهذا الصدد، وهي ان "الأردن سيشارك في تدريب أفراد من العشائر السورية، لمواجهة عصابة تنظيم "داعش" الإرهابي ضمن برنامج دولي" ، وقال "إن عمليات التدريب ستأتي في سياق الحرب على الإرهاب، انطلاقا من أن التحالف الدولي، المؤلف من أكثر من 60 دولة، أقر أبعادا معينة للحرب، منها: عسكري عملياتي، وأمني، وايديولوجي". إلى ذلك،ذكرت مصادر اخبارية بأن الخطة الأميركية لتدريب المعارضة السورية، ستتوسع لتشمل مواقع تدريبية في دول أخرى، منها الأردن. حسبما قال مسؤول اميركي.