احتفل الصحفيون العراقيون في الثالث من ايار باليوم العالمي لحرية الصحافة. واشار رئيس نقابة الصحفيين العراقيين مؤيد اللامي بالمناسبة الى ان العراق فقد منذ الغزو الاميركي عام 2003 مئات الصحفيين والاعلاميين. وحث اللامي الحكومة العراقية على العمل الجاد لكشف من يستهدف الصحفيين. وقال اللامي ان رئيس الاتحاد الدولي للصحفيين في بروكسل ابلغه بالتنسيق دوليا مع منظمة اليونسكو من اجل دعم صحافة حرة ومستقلة في العراق. كما ناشد اللامي الحكومة دعم الصحف المستقلة المهددة بالتوقف بسبب الأزمة المالية مقترحا أن تُمنح قروضا ميسرة وسريعة قد تعينها على الاستمرار.
نائب الممثل العام للأمم المتحدة في العراق جيورجي بوستن من جهته أكد ان الاعلاميين العراقيين يقومون بدور حاسم في مواجهة التطرف والارهاب داعيا الى تعزيز قدراتهم في هذه المواجهة. وشدد المسؤول الدولي على ضرورة تيسير وصول الصحفي العراقي الى المعلومات داعيا الحكومة ونقابة الصحفيين واليونسكو ومنظمات حقوق الانسان الى التعاون في تعزيز حرية التعبير وتطوير الاعلام. ونوه بوستن بأهمية دور الاعلاميين في البحث عن المعلومات وإيصالها وتبادلها بطريقة مستدامة ونزيهة وموضوعية. وحيا بوستن تضحيات الصحفيين العراقيين الذين قُتل وأُصيب مئات منهم وتعرضوا للسجن والتعذيب والخطف والمراقبة واشكال مختلفة من القيود والمضايقات.
وكانت لجنة حماية الصحفيين في نيويورك اصدرت تقريرا قالت فيه ان أكثر من 20 صحفيا واعلاميا عراقيا كانوا مفقودين أو وقعوا في قبضة تنظيم الدولة الاسلامية "داعش" حتى يوم الخامس من نيسان الماضي. واشارت اللجنة الى تقارير عن قتل هؤلاء الصحفيين وثلاثة صحفيين آخرين لا يُعرف مصيرهم. وخُطف غالبية هؤلاء الصحفيين في الموصل حيث كانوا يعملون في محطات تلفزيونية محلية أهلية ولم يتمكنوا من الخروج عندما سيطر مسلحو داعش على المدينة.
والمدينة الأخرى التي كان صحفيوها مستهدفين هي تكريت مركز محافظة صلاح الدين ، بحسب لجنة حماية الصحفيين. وقالت اللجنة نقلا عن تقارير وشهود ومنظمات حقوقية محلية ان غالبية الصحفيين الذين خطفهم داعش في العراق نُقلوا الى مدينة الرقة في سوريا. وقال صحفي عراقي للجنة ان داعش حذر عائلات المخطوفين بأنه سيقتل ابناءهم إذا نُشرت أي معلومات عنهم.
وتؤكد كل هذه المعطيات ان الصحفي العراقي يواجه مخاطر أمنية وتحديات مهنية تعيد التذكير بيوم كان العراق أخطر مكان على عمال الصحفي في العالم.
اذاعة العراق الحر التقت رئيس مرصد الحريات الصحفية زيادة العجيلي الذي استعرض بالأرقام ما دفعه الاعلاميون العراقيون من ثمن باهظ خلال عملهم من أجل إيصال الحقيقة الى المواطن قائلا ان البيانات الاحصائية التي جمعها المرصد منذ عام 2003 تشير الى مقتل نحو 280 صحفيا واعلاميا منهم 169 قُتلوا بسبب عملهم الصحفي و76 مساعدا اعلاميا وفنيا قُتلوا معهم الى جانب عمليات الخطف التي استهدفت صحفيين ومساعدين اعلاميين قُتل أغلبهم وما زال الآخرون في عداد المفقودين.
واستمر استهداف الصحفيين بوتيرة متصاعدة بعد اجتياح داعش مناطق واسعة من العراق في حزيران الماضي واحتلال الموصل وتكريت حيث تعرض 26 صحفيا للخطف و11 صحفيا للقتل ، كما أكد رئيس مرصد الحريات الصحفية زياد العجيلي.
وفيما يتعلق بالحريات الصحفية المتاحة للاعلام العراقي وخاصة في القانون الذي اعدته حكومة رئيس الوزراء السابق نوري المالكي واقره البرلمان في حينه قال العجيلي ان القانون في الوقت الذي منح الصحفي حقوقا مادية ، كبله بقيود على حريته المهنية وأعطى السلطات التنفيذية والقضائية صلاحية توقيف الصحفي اثناء ممارسته المهنة. كما جاء القانون خاليا من أي ضمانات حقيقية لحرية التعبير ومن النظرة الاستراتيجية بعيدة المدى الى الاعلام العراقي ومن تغطية حالات مثل مناطق النزاع والحروب. واستعبد العجيلي وجود نية تشريعية تكفل استقلال الصحافة ، بحسب تعبيره.
نائب رئيس لجنة الثقافة والاعلام في مجلس النواب محمد الطائي وصف الصحفي بأنه شريك في بناء الدولة من خلال إيصال المعلومة الى المواطن وعلى هذا الأساس يجب رعايته وتمكينه من أداء واجبه المهني. ولاحظ الطائي ان هناك تفاوتا بين النص الدستوري الذي يحمي الصحفي والتطبيق العملي مشددا على ان المقصود بالحماية ليس الحقوق المادية مثل المعاش التقاعدي فحسب بل حماية الصحفي من العنف والاعتداءات ايضا سواء أكانت من الجماعات المسلحة أو الحمايات أو أي مجاميع ترتدي الملابس العسكرية دون ان تُعرف حقيقتها ، كما قال الطائي.
رئيس لجنة الحريات في نقابة الصحفيين العراقيين هادي جلو مرعي وصف وضع الصحفي العراقي بالمعقد للغاية مشيرا الى ما يواجه الصحفي من مصاعب واخطار بدء بالوضع الأمني الذي لم يكن مواتيا منذ 2003 وحتى هذا اللحظة مرورا بضغوط السلطات ونظرة السياسي الى الاعلامي على انه مرتزق ومأجور وليس شريكا في مشروع نهوضي ، وليس انتهاء بالقوانين غير المجدية التي ، على علاتها تُشرع ولا تُنفذ ، على حد تعبير مرعي.
الاستاذ في كلية الاعلام بجامعة بغداد كاظم المقدادي رسم صورة غير مشجعة لحالص الصحافة في العراق حيث قال ان الاعلام بلا هوية وطنية بل يطغي عليه الطابع العشائري والمذهبي والميليشياوي فضلا عن فشل الحكومات المتعاقبة في طمأنة الصحفي الى ان هناك من يحميه. وتمنى المقدادي على منظمة اليونسكو ان تمنح جائزتها العام المقبل لصحفي عراقي تقديرا لعطاء الصحافة العراقية وتضحياتها.
كانت الجمعية العامة للأمم المتحدة اعلنت الثالث من ايار يوما عالميا لحرية الصحافة في عام 1993 بتوصية من المؤتمر العام لمنظمة اليونسكو عام 1991. ويحتفي الاعلاميون في هذا اليوم بمبادئ حرية الصحافة مع اغتنام المناسبة لتقييم حال الصحافة في انحاء العالم والدفاع عن الاعلام ضد كل ما يستهدف استقلاله وتكريم الصحفيين الذين لقوا حتفهم اثناء ممارسة المهنة.
مزيد من التفاصيل في الملف الصوتي الذي ساهم في اعداده مراسل اذاعة العراق الحر رامي احمد.