تباينت آراء سياسيين ومراقبين عراقيين بشأن البيان الختامي للقمة الخليجية التي عقدت الثلاثاء (5 ايار) في العاصمة السعودية الرياض، وما تضمنته بعض فقراته عن مساندة القمة "لجهود الحكومة العراقية لتحقيق المصالحة الوطنية والخلاص من تهديد تنظيم داعش"، وتأكيد قادة الدول الخليجية على "ضرورة تحقيق المشاركة الكاملة لجميع مكونات الشعب العراقي، عبر التطبيق الكامل لبرنامج الإصلاحات الذي تم الاتفاق عليه في الصيف الماضي".
وفيما لاقى البيان ترحيباً من قبل عدد من السياسيين، الا ان النائب عن كتلة المواطن حبيب الطرفي اشار الى ان محتوى البيان كان ايجابياً فيما يتعلق بدعم الحكومة العراقية، غير انه اعترض على مطالبة القادة الخليجيين بتحقيق المصالحة الوطنية التي عدّها شأناً داخلياً للعراق.
واوضح الطرفي انه يتوجب على الدول الخليجية ان يكون دعمها اكبر لان العراق يقاتل الارهاب على اراضيه، ويدافع عن هذه الدول بشكل غير مباشر، مشيراً الى ان تنظيم "داعش" لا يعرف حدوداً جغرافية، فضلاً عن ان يتم دعم العراق بالسلاح ومنع تدفق الارهابيين الى أراضيه.
من جهته اشاد النائب عن تحالف القوى الوطنية صلاح الجبوري بالبيان الختامي للقمة الخليجية، مؤكدا ان ما جاء فيه يدل على ان دولاً خليجية واقليمية شخّصت عدم وجود مصالحة حقيقية في العراق، في وقت لا يعترف السياسيون العراقيون بهذا الامر، ويلفت الى ضرورة ان يكون البيان الختامي محفزاً للحكومة بالعمل على التطبيق الحقيقي للمصالحة، لا أن تستخدمها كشعارات.
وعدّ استاذ العلوم السياسية في الجامعة المستنصرية الدكتور عزيز جبر شيال ما جاء في بيان القمة الخليجية، تدخلاً في الشان السياسي للعراق الذي قال انه ينأى بنفسه عن التدخل في شؤون جيرانه، وأشار الى ان بامكان الدول الخليجية دعم العراق دون الالتفات الى الامور الداخلية، مؤكداً ان البيان فيه نوع من الضغط على الحكومة العراقية للقبول بمخطط يجري تدبيره لصالح اجندات اقليمية ودولية.