دعت الأمم المتحدة الحكومة السورية الى وقف فوري لأي عمليات عسكرية يمكن أن تعرض حياة المدنيين في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في سوريا للخطر، وتأتي هذه الدعوة في الوقت الذي تستمر فيه معاناة آلاف اللاجئين الفلسطينيين بسبب الحصار المزدوج من النظام السوري وداعش.
وقال فرحان حق نائب المتحدث بإسم الأمين العام للأمم المتحدة، إن بان كي مون يدين بشدة القصف المدفعي والجوي الذي تعرض له مخيم اليرموك بدمشق في( 28 نيسان) رغم تأكيدات الحكومة السورية بأنها لن تهاجم المخيم طالما بقي مدنيون بداخله.
وأضاف فرحان في مؤتمر صحفي عقده الأربعاء (29 نيسان)، أن الأمين العام للأمم المتحدة يدعو الحكومة السورية لوقف فوري لأي عمليات عسكرية تهدد حياة المدنيين في المخيم ولتنفيذ كامل للإلتزامات الملقاة على عاتقها في إطار القانون الإنساني الدولي والأحكام في مجال حقوق الإنسان التي تطالب بحماية المدنيين أثناء النزاعات المسلحة.
وأشار فرحان الى أن هناك الآلاف من المدنيين لا يستطيعون مغادرة المخيم بسبب محاصرتهم من قبل الجماعات الإرهابية
وغيرها من الجماعات المسلحة من الداخل، فيما تقوم القوات الحكومية بمحاصرتهم من الخارج على حد تعبيره.
وأوضح فرحان أن الأمين العام يدعو مجلس الأمن الدولي والدول التي تستطيع التأثير على الأوضاع هناك، بما في ذلك الحكومة السورية عمل كل ما في وسعها لحماية حياة المدنيين.
مسؤول فلسطيني: الفصائل الفلسطينية تسيطر على أكثر من 40% من مخيم اليرموك
مسؤولون فلسطينيون وسوريون أكدوا أن الإشتباكات مازالت مستمرة بين مسلحي تنظيم "داعش" وجبهة النصرة، وكتائب أكناف "بيت المقدس"، وفصائل فلسطينية وسورية.
وقال خالد عبد المجيد امين سر الفصائل الفسطينية، إن على الفصائل الفلسطينية توحيد موقفها لمواجهة داعش وطرده من المخيم، لافتاً الى أن الأيام القادمة سيشهد وصول وفد فلسطيني برئاسة الدكتور زكريا الأغا الى دمشق لبحث أزمة المخيم مع الحكومة الفسلطينية.
وأكد خالد في تصريح خاص بإذاعة العراق الحر إحتدام المعارك داخل المخيم من أجل إجبار داعش على الإنسحاب والعمل مع الحكومة السورية من أجل إغاثة الموجودية داخل المخيم والنازحين الذين وصلوا الى أحياء "يلدا" و"ببيلا" و"بيت سحم".
ولفت المسؤول الفلسطيني الى أن الفصائل الفلسطينية باتت تسيطر اليوم على 40% من مخيم اليرموك، إضافة الى مساحات أخرى يسيطر عليها مقاتلو "أكناف بيت المقدس"، بينما داعش وجبهة النصرة متواجدة في الجزء الجنوبي من المخيم.
وكانت الأمم المتحدة حذرت من أن ما يقرب من 18 ألف فلسطيناً في مخيم اليرموك، يعيشون أوضاعاً إنسانية صعبة، بعد إقتحام تنظيم "داعش" للمخيم مطلع نيسان، ما دفع الآلاف للفرار إلى بلدة يلدا المحاصرة أساساً من قبل قوات النظام.ويعاني سكان مخيم اليرموك اليوم من حالة حصار مزدوج، يفرضه داعش من جهة، والنظام السوري من جهة أخرى.
مواطنون بينهم نساء وأطفال من داخل المخيم تحدثوا لإذاعة العراق الحر عن معاناتهم مع شح المواد الغذائية وإستمرار الإشتباكات بين الأطراف المتنازعة، وتعرض مناطقهم للقصف والبراميل المتفجرة.
أيمن فهمي أبو هاشم: النظام يضع عراقيل أمام الجهود الحقيقية لحل أزمة مخيم اليرموك
أيمن فهمي أبو هاشم: وصل عدد ضحايا الجوع في مخيم اليرموك الى اكثر من 180 ضحية
وحذر رئيس الهيئة العامة لشؤون اللاجئين الفلسطينيين في الحكومة السورية المؤقتة أيمن فهمي أبو هاشم، من أن مخيم اليرموك يعاني أزمة إنسانية ومأساة، بسبب قصف قوات النظام والحصار الذي يفرضه داعش، مجدداً دعوته لفتح ممرات آمنة لإدخال المواد الغذائية والطبية للمحاصرين.
وبحسب أبو هاشم توفي شخص آخر قبل يومين بسبب الجوع ليصل عدد ضحايا الجوع الى اكثر من 180 ضحية منذ أن قام النظام السوري بفرض الحصار على المخيم قبل عامين.
وفيما تضاربت الأنباء حول إنسحاب داعش من المخيم وتركه إياه لجبهة النصرة و الفصائل المتشددة الاخرى الحليفة معه، أكد أبو هاشم لإذاعة العراق الحر، أن داعش أعاد إنتشار مقاتليه الذين إنسحبوا الى من داخل المخيم وإتجهوا نحو مناطق التخوم التي تفصل المخيم عن "يلدا" و"ببيلا"، وأيضاً عن المناطق التي يتواجد فيها النظام شمال المخيم، ومن يسيطر اليوم على مخيم اليرموك جبهة النصرة وفصائل إسلامية أخرى.
وعن دور السلطة الفلسطينية في حل أزمة مخيم اليرموك، أكد أبو هاشم أن السلطات السورية لم تسقبل الوفد الفلسطيني الذي زار دمشق لبحث الأزمة بحجة أن لديها مشاغل كبيرة، وهذا يشير بحسب ابو هاشم
الى أن النظام يريد أن تكون منظمة التحرير الفلسطينية غطاء لإقتحام المخيم، لكن المنظمة رفضت ذلك وطالبت بتحييد المخيم وحل الأزمة سياسياً وإنسانياً بشكل يحفظ لسكان المخيم أمنهم وحياتهم وقدرتهم على البقاء داخل المخيم.
عضو في مجلس الشعب: الحكومة السورية لم تتدخل عسكرياً في مخيم اليرموك بسبب المدنيين
عضو مجلس الشعب السوري فايز الصايغ وخلال حديثه لإذاعة العراق الحر، دافع عن موقف الحكومة السورية، مؤكداً أنها لم تتدخل عسكرياً في مخيم اليرموك بسبب المدنيين، وداعش وغيرها من الفصائل هي التي تمنع إدخال المساعدات الإنسانية لسكان المخيم، لكن على الفصائل الفلسطينية الوطنية إما أن تتصدى للإرهابيين كي لا يسقط المخيم بيد هذه التنظيمات، أو أن يتم تشكيل غرفة عمليات مشتركة تضم هذه الفصائل الوطنية والجيش السوري لتحرير المخيم.
كاتب فلسطيني: حل أزمة مخيم اليرموك سياسياً وعسكرياً هي مسؤولية منظمة التحرير الفلسطينية
احمد صوان الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني تحدث عن أزمة مخيم اليرموك ومكانة هذا المخيم في نفوس الفلسطينيين، باعتباره عاصمة الثورة الفلسطينية والشتات الفلسطيني، مشيراً الى أن المخيم ومنذ سنوات يعاني من تهجير سكانه، فمن أصل 250 ألف مدني بينهم 150 الف لاجيء فلسطيني لم يبقَ منهم في المخيم سوى 8 آلاف شخص.
وأكد صوان لإذاعة العراق الحر أن حل أزمة مخيم اليرموك عسكرياً وسياسياً هي مسؤولية منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الفلسطينية مادامت هي التي تمثل الفلسطينيين.
مروان شحادة: دعوة بان كي مون لن يكون لها اي تأثير على الأطراف المتنازعة في سوريا
ويرى مروان شحادة الباحث المختص في شؤون الجماعات الإسلامية المتشددة وعلى رأسها تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) وجبهة النصرة التي إضطرت للتعاون معه يسيطران بشكل رئيسي على مخيم اليرموك، وهناك أطراف أخرى تحاول لسيطرة على المخيم، منها تيارات فلسطينية وطنية مثل "أكناف بيت المقدس" القريبة من حماس، وتيارات فلسطينية تتبع لمنظمات فلسطينية لكنها غير فاعلة من ناحية العدد والقوة على حد تعبيره.
شحادة الذي كان يتحدث لإذاعة العراق الحر من العاصمة الأردنية عمان، إستبعد أن يكون لدعوة بان كي مون لوقف القتال في مخيم اليرموك، اي تأثير على الأطراف المتنازعة في سوريا لإنهاء معاناة سكان المخيم.
وحول أهمية مخيم اليرموك لتنظيم داعش وأسباب رغبته للسيطرة عليه، قال شحادة إن أهمية المخيم تكمن في موقعه، وبهذا يقترب داعش أكثر من العاصمة دمشق لتوجيه ضرباته الصاروخية والمدفعية لمواقع النظام، ولتحقيق مآرب مستقبلية.
شارك في البرنامج مراسلا إذاعة العراق الحر في سوريا خليل حسين ومنار عبد الرزاق
