أعربت الأوساط الأيزيدية عن قلقها بشأن مصير مئات الرجال الأيزيديين الذين قام تنظيم "داعش" مؤخراً بفصلهم عن عائلاتهم في قضاء تلعفر، وناشدت الحكومة العراقية والتحالف الدولي الإسراع بإنقاذ المختطفين منهم قبل على يد التنظيم منذ أكثر من ثمانية أشهر.
الناشط الايزيدي ميرزا دنايي ممثل البيت الايزيدي وجه نداءاً عاجلاً عبر وسائل الإعلام الدولية لمنع مجزرة جديدة قد يرتكبها داعش بحق المخطوفين الايزيديين مثلما حصل في قرية كوجو.
نحو 2500 إيزيدي مازالوا في قبضة "داعش" في تلعفر ... ممثل البيت الأيزيدي
دنايي أكد لإذاعة العراق الحر، في مقابلة هاتفية من أربيل، أن تنظيم داعش لايزال يحتجز اكثر من 3500 مدني ايزيدي، في حين هناك نحو 2500 آخرين تم إحتجازهم في تلعفر منذ أكثر من ثمانية اشهر، بعد ان سلبوا منهم بناتهم وبقي الرجال والنساء والاطفال الصغار تحت رحمة داعش، ويعيشون في ظروف احتجاز لا إنسانية بعد أن أجبروهم على إعتناق الدين الإسلامي.
وأضاف دنايي إن الاسابيع الماضية شهدت هروب عدد من العائلات الايزيدية الى كردستان، الامر الذي على ما يبدو اثار حفيظة التنظيم، لذا قامت قوة كبيرة من مسلحي "داعش" قادمة من الموصل، يوم الاحد الماضي بمحاصرة العائلات في احد احياء تلعفر، وتم فصل الرجال، وعزل النساء والاطفال الصغار، وأخذوا البنات من عمر تسع سنوات الى مكان مجهول.
وأوضح دنايي أنه بحسب شهود عيان، قام مسلحو داعش بجمع الرجال في مكان واقتيادهم الى مكان مجهول، في حين جمعوا النساء والاطفال في مدرسة، يعتقد ان في نية التنظيم اقتيادهم الى سوريا، لمنعهم من الهرب.
وهناك مخاوف حقيقية في الأوساط الإيزيدية من ان يقتل داعش الرجال، خاصة بعد أن انقطع الاتصال مع المختطفين ولا يُعرفُ مصيرهم. الناشط ميرزا دنايي دعا المجتمع الدولي والتحالف الدولي الى التحرك السريع من اجل تحرير الإيزيديين الابرياء الذين قضوا اشهرا طويلة تحت رحمة تنظيم داعش، قبل أن تحصل مجزرة جديدة بحقهم.
وكان تنظيم "داعش" الذي سيطر على الموصل ومناطق واسعة في العراق صيف 2014، إختطف آلاف الأطفال والفتيات والنساء الايزيديات عند هجومه على قضاء سنجار مطلع شهر آب الماضي، وقام بتوزيعهن على مقاتليه في العراق وسوريا كـ"سبايا" لإستغلالهن جنسياً، فيما قام بتجنيد الأطفال الإيزديين.
الأمم المتحدة أعلنت نهاية آذار الماضي، أن مسلحي تنظيم "داعش" نفذوا عمليات إبادة جماعية ضد الأقلية الايزيدية في العراق، إلى جانب إرتكابهم جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب ضد المدنيين بمن فيهم الأطفال.
حكومة إقليم كردستان أكدت أن عدد المخطوفين والمخطوفات الايزيديات بلغ 3500 شخصا، فيما بلغ عدد الايزيديين الناجين من قبضة داعش 1669 شخصاً بينهم 318 رجلاً و 769 إمرأة و 522 طفلاً.
وكشفت تقارير صحفية يوم الأحد نقلا عن مصادر محلية عن نجاة 52 أيزيديا كانوا مختطفين من قبل تنظيم داعش، دون ذكر تفاصيل عنأماكن احتجازهم وآلية فرارهم.
"داعش" نصب كاميرات مراقبة لمنع هروب الأيزديين من تلعفر ... مدير شؤون الإيزيدية في دهوك
هادي دوباني مدير شؤون الايزيدية في مديرية الاوقاف والشؤون الدينية بمحافظة دهوك أكد في حديثه لإذاعة العراق الحر، تزايد أعداد الناجين من قبضة داعش، لافتاً الى نجاة 41 من المختطفين الإيزديين بينهم 24 طفل وعشر نساء وسبعة رجال، وصلوا يوم الثلاثاء الى مستشفى آزادي في دهوك لإجراء الفحوصات الطبية لهم، بعد أن نجحوا في الفرار من منطقة تلعفر.
دوباني أعرب عن القلق الشديد بشأن مصير الإيزديين المختطفين في تلعفر بعد أن فقدوا الإتصال بالمختطفين، وتشديد تنظيم داعش لإجراءات الحراسة في أماكن المحتجزين ونصب كاميرات المراقبة لمنع هروبهم.
مديرية شؤون الأيزيدية التابعة لوزارة الأوقاف في إقليم كردستان العراق، تؤكد أنها تواصل الجهود لإطلاق سراح المزيد من المختطفين والمختطفات عن طريق التفاوض أو الشراء.
وقام تنظيم داعش بإطلاق سراح المئات من المختطفين المسنين والمعوقين، دون معرفة الأسباب، كما يواصل ناشطون إيزديون عمليات البحث عن المختطفين لدى داعش لتهريبهم.
قمت بتحرير 177 إمرأة وطفلاً من قبضة داعش في العراق وسوريا ... أبو شجاع
رجل الأعمال والناشط أبو شجاع دنايي تمكن حتى الآن من تحرير 177 إمرأة وطفل من العراق وسوريا، آخرها كانت عملية تحرير ثلاث بنات وأربعة عوائل هذا الإسبوع، ضمت العوائل 11 طفلاً واربع نساء من مناطق ريف حلب والرقة والمنبج والشدادة.
أبو شجاع روى لإذاعة العراق الحر قصة تحرير الإختين "دلال" و"افراح" من منطقة الباب بريف حلب، بعد أن حرر والدتهن "وضحة" من الرقة السورية الأسبوع الماضي، ونجح في لم شمل هذه العائلة، معرباً عن أمله في أن ينجح بتحرير الأبن الذي يبلغ 15 عاماً وقام تنظيم داعش بتجنيده في معسكر "الفاروق" لتدريب الأطفال والمراهقين قرب الرقة السورية.
ويشير ابو شجاع الى أن تعرض المناطق السورية التي يسيطر عليها تنظيم داعش في سوريا، للقصف الشديد كان سبباً في نجاح عملية تحرير المختطفين، نافياً في الوقت نفسه اي مساعدة من قبل مقاتلي تنظيم داعش في تحرير المختطفات والمختطفين وكل من يثبت تورطه في بيع السبايا الى جهات أخرى غير أفراد التنظيم يتعرض الى عقوبة مشددة.
أبو شجاع ذكر أن القلق يتصاعد في أوساط الإيزديين بشأن مصير اكثر من 500 رجل قام تنظيم داعش بفصلهم عن عوائلهم، وأنقطعت الإتصالات بهم عصر الأحد الماضي، وهناك مخاوف من نقل نحو 800 من النساء والفتيات الى الرقة.