تباينت ردود الفعل في الشارع اليمني تجاه وقف عملية عاصفة الحزم والبدء بعمليات إعادة الأمل ما بين مرحب ومتوجس من التوقف المفاجئ للعمليات الحربية في ظل استمرار الحصار الجوي والبحري وتواصل الغارات والمواجهات على الأرض وغياب أي مبادرة أو تسوية سياسية واضحة فيما لا يزال الغموض يكتنف موقف جماعة أنصار الله الحوثيين من قرار وقف العاصفة.
وفي هذا السياق قال المواطن عبدالكافي محمد أحد سكان العاصمة صنعاء لإذاعة العراق الحر أن خبر إيقاف عاصفة الحزم خبر سعيد بالنسبة له لكن المشكلة هي ان هناك تناقضات ما بين الواقع السياسي والواقع على الأرض. فبعد الاعلان عن قرار إيقاف العاصفة كادت محافظة تعز أن تسقط بيد الحوثيين وهي تشهد اشتباكات منذ الصباح ونفس الوضع يُلاحظ في عدن فهي تشهد اشتباكات عنيفة بين الحوثيين ورجال المقاومة وقد سقط قتيل اليوم. وأضاف عبد الكافي أنه يجب على القوى السياسية الداخلية أن تهيئ الأرض للدخول في حوار جاد لان اليمن عانت كثيرا وتعاني في كل الجوانب وتحديدا في الجانبين الإنساني والصحي.
من جانبه يقول ماجد الشعيبي الناشط الجنوبي في تصريح خاص لإذاعة العراق الحر "إن قرار إيقاف عمليات عاصفة الحزم ليس مفأجاً ..اعتقد ان العاصفة أنهت أهدافها المتمثلة بتدمير الترسانة العسكرية التابعة لصالح والحوثي والتي كانت تهدد حدود الخليج....لا أتوقع آي تدخل بري حالياً.. السعودية ودول الخليج تريد جارا مؤدب لا يملك أي قوة ..ربما نحن الان اقرب إلى نموذج حرب سوريا وربما تستمر قوى الصراع في قتل بعضها البعض".
أما بالنسبة لأحمد ربيع الكاتب والصحفي وأحد أبناء محافظة مأرب اليمنية التي تشهد مواجهات بين رجال القبائل والحوثيين فيرى في تصريحه لإذاعة العراق الحر"أن العاصفة توقفت عن الحزم وانتقلت إلي البدء بالأمل للانتقال من العمل العسكري الوحيد إلى مجالات متنوعة منها السياسي والإغاثي ويعد كمنح فرصة أخيرة للحوثيين والرئيس السابق صالح للالتزام بقرار مجلس الأمن مع الاحتفاظ بالعمل العسكري الجوي لمتابعة أي تحركات حوثيه علي الأرض".
وأضاف ربيع بالقول إن العاصفة حققت الكثير من النجاحات في القضاء على أهم الإمدادات للتحركات ضد الشرعية..وفي تعز حققت الكثير من استهداف الارتال والمخازن العسكرية التي كانت رافد وسط للمليشيات بين عدد من المحافظات في الشمال والجنوب والخط الرئيس من صنعاء إلي عدن..مضيفاً الى انه كان للعصف الدور في مأرب في إضعاف اكبر ترسانة لصالح والحوثي المتمثلة في معسكر حزم ماس الذي يكسب أهميته لوقوعه في منطقة بين ثلاث محافظات هي مأرب والجوف وصنعاء. واليوم هو محاصر من المقاومة من كل جهاته الأربع وبسقوطه تسقط منظومة الحوثي وصالح العسكرية في مأرب مع قطع اكبر موقع استراتيجي تدريبي وتسليحي وإمداد لهم.
وفي سياق متصل يقول ياسين التميمي الكاتب والمحلل السياسي في تصريح خاص لإذاعة العراق الحر "بالتأكيد العملية حققت أهدافها العسكرية بكفاءة عالية من حيث كونها خفضت مستوى التهديد الآتي من الحوثيين والجيش المتمرد بقيادة الرئيس السابق إلى مستويات دنيا وخصوصاً ما يتعلق بالتهديد الموجه لدول الجوار.. لكن لا يزال الانقلابيون يهددون الشعب اليمني، ومع ذلك فإن إطلاق عملية إعادة الأمل تحت غطاء عسكري، يبقي الباب مشرعاً أمام تدخل عملياتي للتحالف بما يساهم في إفشال المساعي الميدانية للحوثيين وحلفيهم صالح للسيطرة على المدن والاستمرار في السيطرة على مؤسسات الدولة وأضاف أعتقد أن إنهاء عاصفة الحزم، يكتسب صفة تكتيكية من حيث أنه يهدف إلى التخفيف من الأعباء السياسية والإستراتيجية لعاصفة الحزم على دول التحالف وبالأخص المملكة، ويسمح باستمرار العمليات العسكرية على نطاق ضيق ولكن مؤثر بما يكفي لاحتواء مخاطر السلوك العسكري الميداني للمتمردين. في المقابل رحب عدد من اليمنيين بالإقرار الاممي معتبرين بأنه جاء ليعزز شرعية الرئيس عبد ربه منصور هادي وإخراج اليمن من أزماته المتعددة.
في غضون ذلك رحب الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح بقرار وقف عاصفة الحزم وقال إن قرار الضربات والعدوان على اليمن كان مستنكراً ومرفوضاً وعبر عن أمله بان تشكل هذه الخطوة بداية لمراجعة الحسابات وتصحيح الأخطاء والعودة إلى الحوار لحل ومعالجة المشاكل والقضايا بعيدا عن الرهانات الخاسرة والخاطئة والمكلفة.