تونس
أثارت تصريحات وزير الخارجية الطيب البكوش الجديدة في لقاء مع قناة الوطنية موجة من الاستنكار. وهذه الحالة ليست الاولى من نوعها التي يتسبب بها الوزير البكوش. إذ كادت ازمة دبلوماسية ان تقع بين تونس وتركيا عندما اتهم الحكومة التركية قبل فترة بتسهيل مرور الإرهابيين إلي سوريا عبر أراضيها. هذا الاتهام أثار غضب الحكومة التركية التي استدعت السفير التونسي للاستفسار. وتم تلافي نتائج هذه التصريحات بعد توضيحات قدمتها تونس ذكرت ان تصريحات الوزير البكوش جاءت بمثابة دعوة للتضامن ضد الإرهاب وتحفيز للحكومة التركية للحيطة والحذر ضد من يستعمل أراضيها لتمرير الإرهابيين.
وفي تصريح جديد تطرق وزير الخارجية التونسي يوم الأحد 19 افريل لنفس الموضوع مضيفا أن الحكومة التركية تفهمت الوضع وقامت بإزالة كلمة جهاد من التأشيرة التي كان التونسيون يقومون بملئها" مؤكدا أن الحكومة التركية اتخذت هذا الإجراء بعد تصريحاته الأخيرة حيث أكد على أن تركيا كانت تمنح تأشيرة للتونسيين تحت عنوان الجهاد كسبب للسفر وقامت بإلغاء الكلمة مؤخرا.
والمثير للجدل هنا هو أن تركيا هي من الدول القلائل التي لا تستدعي الحصول على تأشيرة للسفر إليها بالنسبة للتونسيين وليس هنالك إي وثيقة يجب ملؤها ما يعني ان وزير الخارجية يجانب الحقيقة في تصريحات، حسب قول منتقدين.
ذلك وقد استنكر القيادي بالحزب الجمهوري عصام الشابي في لقاء صحفي يوم الثلاثاء 21 افريل تصريحات الوزير معتبرا أن أخطاء وزير الخارجية اصبحت كثيرة محذرا من احتمال ان تؤدي الى اثارة أزمات دبلوماسية لتونس مع البلدان الصديقة مضيفا"من المؤسف إن نسمع تصريحات مماثلة تصدر عن وزير الخارجية حيث أن تركيا هي من البلدان القلائل التي تسمح للتونسيين بالدخول اليها بدون تأشيرة" ثم دعا وزير الخارجية إلى الاستعانة بالكفاءات قبل الإدلاء بتصريحات حتى لا يتسبب بإحراج تونس أمام الدول الأخرى.
الوزير الطيب البكوش أكد في اللقاء انه لا يوجد أي خلاف بين وزارة الخارجية والرئاسة وأن تصريحاته السابقة حول إعادة فتح القنصلية التونسية بسوريا لا تعني إعادة العلاقات الدبلوماسية معها. ويأتي هذا التعليق بعد تداول شائعات عن خلاف بين رئيس الجمهورية الباجي قايد السبسي ووزير الخارجية بعد أن نفى الرئيس في لقاء صحفي سابق تماما كون تونس تنوي إعادة العلاقات مع سوريا مؤكدا أن السياسة الخارجية للبلاد هي من مهام الرئاسة وأنها هي من يتخذ القرارات وما على الوزارة إلا التنفيذ.
الرئيس التونسي لم يعلق على تصريحات الطيب البكوش لكنه عبر في حوار صحفي عن قلقه من انضمام الشباب التونسي لتنظيم داعش في ليبيا وسوريا حيث يقدر عددهم اليوم ب 5000 تونس. وقال السبسي أن هناك من يستغل هؤلاء الشباب وانه سيتم التعامل مع الأمر بالتنسيق بين الأمن التونسي والأمن الليبي.
وكان الرئيس قد اجتمع يوم الثلاثاء 21 افريل بقصر الرئاسة بقرطاج مع ممثل الأمين العام للأمم المتحدة برناردينو ليون للتباحث في الوضع الأمني والسياسي بليبيا بغية إيجاد حلول سلمية لفض الصراع بليبيا ووضع حد لأعمال العنف والعمليات الإرهابية في المنطقة.